العربي الآن

موجة الفرح السورية: من “سيد راسي” في قاسيون إلى ميسي جنبلاط و”ألبوم الكلاسين”

السوريون، الذين لم تنكسر روحهم يوماً، حولوا الأحداث إلى مادة دسمة للنكات والرسوم والتعليقات الفكهة

بلال الخلف – العربي القديم

مع سقوط الطاغية، انفجرت موجة الفرح السوري بطريقة لا تشبه أحداً. فالسوريون، الذين لم تنكسر روحهم يوماً، حولوا الأحداث إلى مادة دسمة للنكات والرسوم والتعليقات الفكهة، حيث لا تمر شخصية أو موقف دون أن يتركوا عليه بصمتهم الساخرة.

“سيد راسي” وشاي التوفير

أحمد الشرع، الدمشقي الذي لم يسلم من سخرية السوريين، وجد نفسه في مرمى نكاتهم اللاذعة. ومعروف أن الدمشقيين يحملون سمعة “التوفير” في الإنفاق، فجاءت لقاءاته الرسمية لتؤكد هذه السمعة، خاصة أن أغلب الضيافات كانت تقتصر على مشروب الشاي. أما زيارته لجبل قاسيون مع وزير الخارجية التركي، حيث ظهرا وهما يشربان الشاي بأكواب كرتونية، فقد اشتعلت مواقع التواصل بتعليقات مثل: “التوفير سيد راسي”، في إشارة للعبارة الدمشقية المتداولة والتي صارت لازمة لدى شخصية أبي نجيب الدرامية الشهيرة، وكأن الشرع قرر أن يعيد صياغة الدبلوماسية بطريقة “ع الشاي وبس”.

“ألبوم الكلسون” والمصور الأبله

ولكن القصة الأكثر طرافة كانت مع الصور التي بدأت بالظهور من ألبومات العائلة الساقطة. الصور التي تحمل طابعًا خاصًا جدًا، أغلبها لأفراد العائلة وهم بملابسهم الداخلية، أو ما يسميه السوريون “كلسون”. وكأن من التقط الصور كان يتبع نهجًا خاصًا في إظهار أغرب الوضعيات وأكثرها بلاهة، مما دفع السوريين لتحويل كل صورة إلى “ترند”. فمن وضعيات الوقوف الغريبة إلى النظرات التي تبدو بلا هدف، بدا الألبوم وكأنه إعلان كوميدي عن عصر السقوط.

تيمور جنبلاط… “ميسي” السوريين

وفي عالم اللقاءات العجيبة، برز تيمور جنبلاط، ابن السياسي اللبناني وليد جنبلاط، في صورة مع والده بقصر الشعب. وسرعان ما شُبه بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. لكن الطرافة لم تتوقف هنا؛ فقد تخيل السوريون تيمور وهو يتحدث بصفة ميسي قائلاً: “دقيتلو للكبير جنبلاط وقلتلو: بدنا نزور البلد حبيب”. وكأن ميسي قرر أن يقتحم المشهد السوري بخفة ظله وموهبته!

في النهاية، يبدو أن السوريين صنعوا كرنفالًا من الضحك في لحظة انتصارهم. لا أحد يفلت من تعليقاتهم، لا شخصيات، ولا مواقف، ولا حتى ألبومات الكلسون. وكأنهم يقولون: “الفرح كبير، والضحك أكبر… وسنستمر!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى