نوافذ الإثنين: الأكراد البروتستانت والحق في تغيير الدين
بقلم: ميخائيل سعد
حدثت صدفة قبل ثلاثة أيام، فقد وصلتني رسالة من صديقة سورية مسلمة تعيش في باريس تسألني فيها، بما أنني موجود مؤقتا في تركيا: هل سمعت أن للمواطن التركي الحق في تغيير دينه وممارسة طقوسه عندما يشاء؟
كنت قد سمعت ذلك فعلا في السنوات الماضية ولكن لم أحاول التأكد من هذا الأمر، لأنه لم يكن يعنيني مباشرة، ففي كندا هذا شأن شخصي جدا، ولا يتدخل به أحد، ولكن في بلادنا قد يكلف ذلك حياة الإنسان، لذلك أخذ سؤال الصديقة حيزا هاما من تفكري، فعدت للبحث عن حقيقة الأمر في المواقع الألكترونية، ووجدت الجواب:
” القانون المقصود هو قانون الأحوال الشخصية التركي الذي أُقر في عهد مصطفى كمال أتاتورك في عام 1926. يعرف أيضًا باسم “قانون المدنية التركي”، وهو ينظم مجموعة واسعة من القضايا الشخصية في تركيا، بما في ذلك الزواج والطلاق والولاية والوراثة وغيرها.
من بين القوانين التي وضعها أتاتورك في إطار جهوده لتحديث تركيا وجعلها دولة علمانية، فإن قانون الأحوال الشخصية كان يحمل تغييرات جذرية فيما يتعلق بالدين والحياة الشخصية. واحدة من هذه التغييرات هي مسألة تغيير الدين.
وفقًا لقانون الأحوال الشخصية التركي، يحق للأفراد تغيير دينهم بحرية. يُعتبر هذا القانون تجسيدًا لمبدأ الحرية الدينية وحقوق الإنسان في تركيا. وبموجب هذا القانون، يمكن للأتراك تغيير ديانتهم من الإسلام إلى أي ديانة أخرى، أو الانتقال من أي ديانة أخرى إلى الإسلام، دون مواجهة عقوبة قانونية أو عوائق قانونية.
قانون الأحوال الشخصية التركي أثار جدلاً واسعًا في المجتمع التركي، حيث ترددت آراء متباينة بشأنه. على الرغم من أن تركيا هي دولة ذات غالبية مسلمة، إلا أن القانون يعكس التزام تركيا بالحرية الدينية والمساواة في الفرص، ويوفر للأفراد حقوقًا دينية وشخصية شاملة.“
الأكراد البروتستانت
الصدفة التي كتبت عنها في البداية كانت عندما وصلتني رسالة، في نفس اليوم، من أحد أساتذتي في الجامعة ينصحني فيها بزيارة كنيسة ماردين البروتستانتية، فهي وحيدة في المدينة، وكأنها، في عمارتها وطقوسها خارج سياق الكنائس الأخرى في المدينة. وقد أشار الدكتور المرسل إلى تحديد النمط المعماري للكنسية، إذا أمكن ذلك.
كان لا بدّ من إستشارة أحد أبناء ماردين السريان عن موضوع الكنيسة، وهذا ما فعلته، وجاء الجواب: ” نعم، يوجد كنيسة بروتستانتية في المكان الفلاني، وهذ مفتوحة دائما للزيارة، وقد كانت بيتا قديما، من البيوت السريانية في المدينة، وتم شراؤه وتحويله إلى كنسية صغيرة، وأنيقة ومزينة بالصور والتماثيل. وقصة هذه الكنيسة أن أحد المبشرين الأوروبيين قد استطاع أن يقنع مجموعة من الأكراد بالتحول إلى المسيحية البروتستانتية، وليكتمل الطقس كان لا بد من وجود مكان للعبادة، فكانت الكنسية.
وهكذا، حصلت صديقتي السورية، بالصدفة، على جواب ونموذج عن سؤالها.
وتتمة الجواب عن حرية تغيير الدين في تركيا، وجدت ما يلي على الانترنيت:
” في تركيا، يسمح للأفراد بتغيير دينهم بحرية وفقًا لقانون الأحوال الشخصية التركي. وعمومًا، يتم احترام حرية الشخص في ممارسة طقوس دينه بعد تغيير دينه.
بمعنى آخر، بعد تغيير الدين، يحق للأفراد مواصلة ممارسة طقوس دينهم السابق إذا رغبوا في ذلك. ويكون لديهم الحق في الصلاة والخدمات الدينية والمشاركة في المناسبات الدينية وفقًا للدين الجديد الذي اعتنقوه. وهذه الحرية تشمل أيضًا الحق في ارتداء الملابس الدينية والمشاركة في النشاطات الدينية ذات الصلة.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هناك قيودًا وضوابط على الممارسات الدينية في المجتمع التركي بشكل عام، سواء كانت للأفراد الذين اعتنقوا الإسلام أو لأولئك الذين تغيرت أديانهم، بهدف الحفاظ على النظام الاجتماعي والعلمانية التي تعتمدها الدولة التركية.
لذا، قد يكون هناك بعض القيود أو التحديات التي يمكن أن يواجهها الأفراد في ممارسة طقوس دينهم السابق، وقد تختلف هذه القيود والتحديات بناءً على الدين الذي تم تركه والثقافة والسياق الاجتماعي.“