العربي الآن

ملاحظات سريعة عن سورية بعد الأسدية وبيان مشايخ الطائفة العلوية

بيان الطائفة العلوية يحمل في طياته أن من كتبوه هم رب الوطنية السورية

غسان المفلح – العربي القديم
سنبدأ منذ لحظة إعلان تعيين فرغة العمليات العسكرية التي حررت سورية عن تشكيل حكومة انتقالية برئاسة المهندس محمد البشر رئيس حكومة الإنقاذ بإدلب سابقا. هذا الإعلان كان بمثابة فتح نقاش سوري هو مفتوح أصلا. أن الجولاني لن يغير جلده وإنه قاعدة وما شابه من تعليقات.
كانت ردة فعلي الأولية على هذا القرار أن كتبت التالي” رمي القرار ٢٢٥٤ إلى سلة المهملات وإقالة بيدرسون، وليشكل القائد العسكري أحمد الشرع حكومة انتقالية على مسؤوليته.  وعدم إشراك أي شخصية من الائتلاف أو حتى المعارضة المعروفة. يجب تشكيل حكومة لضبط الوضع من جهة ولديها تكنوقراط في إدارة المرحلة الانتقالية وتهيئة البلد للانتخابات عبر دستور مؤقت مكن جهة أخرى، لكي يتسنى كتابة دستور جديد للبلاد”.
لفت نظري أن تركيا غير راضية عن هذا الأمر من خلال تصريحات وزير الخارجية التركي وغيره. أيضا أن جماعة الإخوان المسلمين غير راضين ومعهم جماعة الائتلاف. إضافة إلى الى تيارات المعارضة اليسارية والليبرالية.
الملاحظة الأولى: يجب أن يكون القرار الآن يخص السوريين ولا يخص بيدرسون وما أداراك ما بيدرسون. هذه فترة تجربة لقيادة العمليات التي حررت أغلب سورية. كيف ستتعامل مع إدارة الدولة خلال المرحلة الانتقالية. وهذا بالنسبة لي مطلوب في السياق الانتقالي السوري تحديدا.
الملاحظة الثانية: لا يوجد في هذه المعارضة من يستحق أن يكون في حكومة انتقالية في ظل تركة الأسد الثقيلة هذه. يحق لهم التواجد في حكومة نتيجة انتخابات برلمانية لاحقا بعد ترسيخ دستور جديد للبلاد وديمقراطي، لكن ليس خلال الفترة الانتقالية. يمكن الاستعانة بخبرات اشخاص كتكنوقراط ليس لأنهم ائتلاف او اخوان او معارضة يسارية او ليبرالية.
الملاحظة الثالثة: تتعلق بأن السوريين أو بعضهم يحبون العبودية ويقومون بالتصفيق للجولاني كي يصير ديكتاتورا. بالنسبة لي أولا ليته يصير ديكتاتورا كي يحرق ورقته نهائيا، من أسقط الأسدية يسقط من هو أضعف منها. حتى تنتهي سورية من أي نظام استبدادي سواء كان على الشكل الاسدي أو على الشكل الإسلاموي. لا ديكتاتورية بعد اليوم والشعب السوري تعلم جيدا، وهو موقع رهاني.
الدول لن تسمح بقيام نظام ديكتاتوري في سورية. حتى لو أقامت نظام محاصصة طائفي على الطريقة العراقية! وهو متوقع من أمريكا. لذلك بعض الأصوات التي تحاول الآن وخاصة اليسارية والليبرالية التصيد بالماء العكر، حيث انهم كانوا عبارة عن ثلة لم تستطع رغم ما كان يتوفر لها من إقامة علاقة ما مع مجتمعهم، وسحب البساط من تحت أرجل الإسلام السياسي، بل بالعكس كانوا يستعدون المجتمع ويتهمونه بالتخلف والذكورية وكثير من التهم. يا رفاق المرحلة تحتاج لفهم مختلف تماما عما تحمونه في رؤوسكم. حلنا نتعلم من هذه التجربة المريرة.
الملاحظة الرابعة: على هيئة تحرير الشام أن تعتذر من أهل المدنيين الذين اعتدت عليهم في السابق ومحاكمة من قام بهذه الاعتداءات.
الملاحظة الخامسة: حول بيانات مشايخ الطائفة العلوية، بيانات وخطاب أقل ما يقال عنه أنه بيان تهديد وليس بيان مصالحة. عندما يطالب بإجراء عفو عام عن القتلة من جهة، وعندما لا  نلمس أي تعاطف مع ضحايا الأسدية، أو اعتراف بجرائم النظام الأسدي بأية طريقة من الطرق من جهة أخرى. البيان يحمل في طياته أن من كتبوه هم رب الوطنية السورية! للأسف ما كان أملنا هكذا.
البيانات كتبت واذيعت في الوقت الذي لا يعرف الناس أين المعتقلات السرية التي بناها الأسد وضباطه. أين هؤلاء الضباط ليخرج واحد منهم ويدل على هذه السجون السرية. والجميع الآن منشغلون في البحث عن هذه السجون السرية. حقبة سوداء يجب ان يتحمل أحدا ما مسؤوليتها. علما كما يمزح الشباب أحيانا أن أكثرية مشايخ العلوية هم إما ضباط سابقين أو صف ضباط سابقين. هذا الامر يجب أن يكون واضحا. لا مجال بدون عدالة انتقالية أولا وأسال كاتبي البيان من الذي تهجر في سورية ودمرت قراهم ومدنهم وارزاقهم ونهبت؟ مع ذلك كل مدني علوي هو سوري ولا يجب أن يتم الاعتداء عليه بأي حال. المجرمون داخل الطائفة معروفين تماما ويجب أن يحاكموا امام القانون كأي مجرم آخر من أي مكون اثني أو ديني او طائفي سوري.
كما أؤكد على عدم التعرض لأي أملاك عامة أو خاصة في كل سورية بما فيها مناطق العلويين.
الملاحظة الأخيرة: الان على الأقل تتعلق بقصة السجون لا احد ممن ذكرتهم يهتم بهذا العار الأسود من هؤلاء الذين يتشدقون بالعلمانية وغيرها. الاهتمام ليس بمتابعة ما يجري بل بالكتابة عنه ومحاولة إيجاد صيغة من التفكير الجماعي من أجل معالجة هذا الملف الأسود. جل اهتمامهم منصب على رفع الشرعية عن أي مجهود قاموا به أبناء البلد في تحريرهم من هذا العار الذي يجللنا جميعا. للحديث بقية مجرد ملاحظات لإثارة النقاش العام.

تعليق واحد

  1. Thank you for every other informative web site. Where else could I get that kind of information written in such a perfect manner? I have a challenge that I am just now operating on, and I’ve been on the look out for such info.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى