فنون وآداب

تساؤلات عن سر الغياب: الخوف السوري في قصص مصطفى تاج الدين الموسى إلى الإيطالية

رغم الاحتفاء الذي تلقاه ترجمات قصصه إلى اللغات الأجنبية، إلا أن هذا لا يخفي التساؤلات عن سر الغياب

العربي القديم – خاص:

بعد صدور المختارات القصصية (الخوف في منتصف حقلٍ واسع) للقاص السوري مصطفى تاج الدين الموسى بترجمات إلى الكردية والفرنسية واليونانية والتركية، صدرت  هذا الأسبوع ترجمة جديدة للمختارات نفسها باللغة الإيطالية في العاصمة روما، تحت عنوان: “Paura in mezzo a un vasto campo e altri racconti” بتوقيع المترجمة فيدريكا بيستونو Federica Pistono  وعن دار النشر الإيطالية: ” Atmosphere Libri Casa Editrice”

ويوصف الكاتب مصطفى تاج الدين الموسى المولود في إدلب عام 1981 بأنه واحد من أبرز كتاب القصة القصيرة في سوريا اليوم، وهو الأكثر وفاء لهذا الفن بعد انصراف العديد من الكتاب المخضرمين والشباب إلى الكتابة الروائية، وتضاؤل حضور القصة القصيرة في الفضاء الأدبي السوري.

الكتاب الصادر في ترجمته الإيطالية أخيرا يضم ” 35″ قصة قصيرة، وهذه القصص تم اختيارها من المجموعات القصصية الست للكاتب، التي صدرت سابقاً باللغة العربية، بين عامي (2012- 2019) وأغلب هذه القصص مستوحاة من آلام السوريين، في سنوات الثورة وما واجهوه من آلام ومعاناة ودمار نفسي وإنساني خلال الحرب التي شنها الديكتاتور المخلوع بشار الأسد وحلفائه ضد أحلام السوريين بالتغيير.

واعتبر النقاد مجموعة مصطفى تاج الدين الموسى الأخيرة (ساعدونا على التخلص من الشعراء) أطول مجموعة قصصية في تاريخ الأدب السوري المعاصر فقد بلغ عدد صفحاتها ما يزيد على الأربعمئة وثلاثين صفحة، وضمت (74) قصة قصيرة. وقد كتب الكاتب في ملاحظة ختامية في الصفحات الأخيرة من تلك المجموعة يقول:

“يعلن الكاتب توقفه عن كتابة القصص نهائيا وإلى الأبد، في إسطنبول، في أواخر شهر تشرين الثاني من عام ” 2019 “، لأسباب خاصة به. وبهذه المجموعة تنتهي مغامرته القصصية المتواضعة، بعد ست مجموعات قصصية، و ” 311 ” قصة قصيرة، وقصة قصيرة جدا بحسب فهارس المجموعات القصصية  والتي بدأها في كتابة قصته الأولى “الاكتشاف” في عام ” 1998″،وهي القصة الحائزة على جائزة الرواد على مستوى سوريا  عام 1999″.

ورغم الاحتفاء الذي تلقاه ترجمات قصص مصطفى تاج الدين الموسى إلى اللغات الأجنبية، إلا أن هذا لا يخفي التساؤلات عن سر الغياب الذي يطرح نفسه، إزاء تقديم نتاج أدبي جديد له. المقربون من مصطفى تاج الدين الموسى الذي سبق له أن درس الإعلام في سوريا، وعلم الاجتماع في جامعة ماردين في تركيا، يقولون للعربي القديم إنه يعكف منذ سنوات على كتابة رواية ستكون مفاجأة الموسم الأدبية في سوريا الجديدة… ويقولون إنه أنهاها منذ مدة طويلة، لكن تردده وإعادة النظر المستمرة فيها،  أخرت نشرها حتى اليوم، على أمل أن يتجاوز تردده وأن يكسب الأدب السوري روائيا متميزاً بنفس قدر تميز مصطفى تاج الدين الموسى في كتابة القصة القصيرة التي وضع فيها بصمة لا تمحى.

زر الذهاب إلى الأعلى