فنون وآداب

فيلم ربيعة Rabia: داعش في دراما نسائية مغلفة بالجحيم!

أحمد صلال ـ العربي القديم

امرأة فرنسية شابة وصديقتها، كلتاهما متطرفتان.  تطيران إلى سوريا.  مثال لا هوادة فيه للتلقين والتنميط الذي باتت ترى فيه السينما سوريا، والذي يتحول إلى الجحيم على رقعة هذه الدراما الداعشية النسائية.

خطوط أساسية

مدفوعة بالوعود بحياة جديدة، تغادر جيسيكا، وهي امرأة فرنسية تبلغ من العمر 19 عاماً، إلى سوريا للانضمام إلى داعش. لا يقدم لنا الفيلم سبرا عميقا لدواعي تطرفها ولا سأمها من الحياة الأوروبية؟ عند وصولها ورفيقتها إلى الرقة، تقيم في منزل لزوجات المقاتلين المستقبليين، وسرعان ما تجد نفسها أسيرة السيدة الجذابة التي تمسك بالمكان بقبضة من حديد. 

 تعمل جيسيكا (ميجان نورثام) البالغة من العمر تسعة عشر عاماً أيضاً، في دار رعاية كمقدمة رعاية.  تلتقي زميلتها ليلى (ناتاشا كريف) في غرفة خلع الملابس حيث يوطدان سراً علاقتهما التالية… تلميحات لا تخلو من أبعاد نفسية وربما عاطفية من نوع خاص. وبالتأكيد فدراما موضوعها داعش تبدو بيئة خصبة لكل هذا في العقل الجمعي الأوروبي.

ملاحظات نقدية

بعد أن قامت جيسيكا ب البقالة، عادت إلى المنزل حيث شعرنا في مواجهة أب أبكم، بأنها غير قادرة على إخباره بأخبار مهمة. نفهم سرها من خلال رؤيتها في غرفتها محجبة وجاثمة على ركبتيها لتصلي.

 ثم نجد الصديقتين على متن طائرة متوجهة إلى الرقة، وكلتاهما فرحتان ومتحمستان لهذه الرحلة الأولى في الهواء. عند وصولها وإقامتهما في منزل زوجات المقاتلين الذين تديره “المدام” (لبنى عزابال) بقبضة من حديد، تغير اسم جيسيكا إلى ربيعة، لن يخرج المشاهد بعد الآن من الأماكن التي تستعد فيها الشابات من جنسيات مختلفة ليصبحن زوجات مطيعات للجنود. رحلة جيسيكا، التي انفصلت بسرعة عن صديقتها، ستشبه محنة حقيقية وخصوصا حين تقارن تفاصيلها في مرآة حياتها في فرنسا، حيث قالت إنها لم تكن محترمة، ستواجه جحيماً مرعباً، حيث سيشكل الإذلال وسوء المعاملة نمط حياتها اليومية. مفتونة بشخصية السيدة القوية، ستقبل مصيرها باسم الدين، وتذهب إلى حد أن تصبح حليفتها.

المشكلة في هذه الأفلام أن صناعة بيئة كل هذه الانفعالات، تأتي من منظور غريب عنها. والمشكل الأكبر أنه داخل هذه الانفعالات الإنسانية لا يتم الاهتمام ببيئة المكان الحقيقية. سوريا التي لا تشبه داعش لا يتم الاهتمام بها ولا الالتفات إليها؟

وإذا كانت قوة هذا الفيلم، تكمن بأنه مستوحى من أحداث حقيقية كما يقول صناعه، فإن موضوعه الحساس، في إدانة التطرف من خلال عرضه من منظور الإنسان الوحيد…. يبدو مشكلة أوروبية أكثر من كونه مشكلة لها علاقة ببيئة المكان.

 من دون توقف، وبمتابعة مصير جيسيكا خطوة بخطوة تكتمل هذه الدراما، وتستفيد ربيعة أيضاً من طاقم عمل لا تشوبه شائبة تلعب فيه لبنى أزابال، المروعة والمتلاعبة، دور ميغان نورثام، المثيرة للإعجاب في دورها الذي يمزج بين السذاجة والتصميم الأعمى.

حصل الفيلم على جائزة D’Ornano-Valenti (دورنانو فالنتي) في مهرجان دوفيل السينمائي الأمريكي لعام 2024: وهي جائزة تُمنح للفيلم الأول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى