فنون وآداب

لقاء تركي آل الشيخ مع نجوم الفن السوري يحرك المواجع ويثير الجدل

غياب بعض الأسماء الأخرى مثل باسم ياخور وسيف سبيعي وسلاف فواخرجي كان لافتاً، لكنه لا يغيّر من الطابع العام للقاء الذي ضمّ عدداً من الفنانين الذين يُنظر إليهم من قبل الشارع الثوري السوري على أنهم من "خصوم الثورة".

جميل الشبيب – العربي القديم

نشر المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، صورة على حسابه تجمعه بعدد من أبرز فناني سوريا، وعلّق عليها قائلاً:

“مع أساطير الفن السوري الغالين… اجتمعت معهم في لقاء لمدة 3 ساعات وسينتج عنه مفاجآت… بعضهم لم يقابل الآخر منذ 15 سنة… سوريا في قلوبنا 🇸🇦❤️🇸🇾”.

المنشور الذي بدا في ظاهره ودياً وبادرة انفتاح ثقافي بين السعودية والفن السوري، أثار جدلاً واسعاً بين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي. فبينما رأى فيه البعض خطوة إيجابية نحو إعادة التواصل والتعايش الثقافي بعد سنوات من القطيعة والانقسام، اعتبره آخرون استفزازاً لمشاعر السوريين، خاصة في ظل غياب أي موقف واضح أو اعتذار صريح من بعض الفنانين الذين ارتبطت أسماؤهم بمواقف سياسية حادة خلال سنوات الثورة السورية.

ويرى منتقدو اللقاء أن ما زاد من حدة الجدل هو حضور شخصيات مثيرة للجدل عُرفت بدعمها للنظام السابق ومواقفها المعادية للثورة، معتبرين أن غياب بعض الأسماء الأخرى مثل باسم ياخور وسيف سبيعي وسلاف فواخرجي كان لافتاً، لكنه لا يغيّر من الطابع العام للقاء الذي ضمّ عدداً من الفنانين الذين يُنظر إليهم من قبل الشارع الثوري السوري على أنهم من “خصوم الثورة”.

ويعتقد مراقبون أن هذا الاجتماع، رغم ما حمله من رسائل ودّية في الشكل، يعكس تحولاً في المشهد الثقافي والإقليمي بعد ما يُعتبره البعض انتصاراً معنوياً للثورة السورية، وبدء مرحلة جديدة من الانفتاح السعودي تجاه الشعب السوري بعد سنوات من المأساة والدمار. ويرى آخرون أن اللقاء ربما كان واحداً من نتائج هذا الانتصار، ومحاولة لطيّ صفحة الماضي، وإن كان ذلك يتطلب ـ بحسب كثيرين ـ اعترافاً صريحاً بالأخطاء وتقديم اعتذارات واضحة من بعض الوجوه الفنية التي أساءت للسوريين في أحلك مراحلهم ووقفت بجانب القاتل، واعتبرت بقاءه لقتل السوريين وتشريدهم وإمطار مدنهم وقراهم بالبراميل المتفجرة “صموداً” يستحق أن يعاد انتخابه لأجله كما صرح أيمن زيدان على سبيل المثال لا الحصر.

وفي النهاية، يبقى الجدل قائماً بين من يرى في الاجتماع جسراً جديداً نحو المستقبل، ومن يعتبره تجاهلاً للوجع السوري الذي لم يندمل بعد… على اعتبار أن الدماء التي سالت لا يمكن أن تكون ماء مسكوباً!

زر الذهاب إلى الأعلى