الرأي العام

قصد السبيل | البوطي إعادة قراءة على خلفية المقال الممنوع!

العربي القديم – علاء الدين آل رشي

 أذكر أن منبراً إعلامياً معارضاً نشر مقالاً فيه حدس وتخمين وتركيب وتلفيق على المرحوم أ.د. محمد سعيد رمضان البوطي، فقمت بإرسال رد على هذا المقال إلى موقع التلفزيون المعارض، فلم يتم نشره وعندما أردت الاستفسار عن سبب المنع، قيل لا يسمح تعديل الوجهة التي يراد تعميقها لدى جمهور الثورة، ثم هناك أسباب أخرى تتعلق بأنك من الدمشقيين الكرد المتدينين وهذه أسباب مقنعة لحجب مقالك.

وعندما تحدثت مع أ. محمد منصور رئيس تحرير (العربي القديم) رحب بنشر المقالات معتبراً أن الحاجة للحوار تقوم على الاختلاف لا التوافق بالضرورة، فشكرت له ذلك.

وضع الإسلاميين في كفة واحدة

ليس همي من هذه المقالات حوار صنف من العلمانيين الذين اعتادوا على خطاب الشبكة الأمنية الرسمية في وضع الإسلاميين في كفة واحدة، فلا تفريق بين داعي العنف والرفيق؛ بل هم يرون المسلم إما من المتطرفين أو المداهنين للسلطة، وبصراحة إن بعض العلمانيين لا يختلفون عن الدواعش في القراءة الأحادية والحدية…

ولا أهدف نقاش الذين يسلكون التشهير بالأموات سبيلاً إلى الشهرة فهؤلاء عجينتهم الرذيلة حتى لو ظهروا في قالب من الحلوى.

فما أقبح من يزرع الشوك ليدمي الناس فقط لكسب الضوء ويثير الضوضاء ليربح الأضواء.

  وليس همي المنتفعين وأمراء الحرب فهم مع المادة يدورون لا مع الدليل، أو القيم  ولا المكلومين فعواطفهم تغلبهم ولن يغيروا موقفهم  فالدم يعمي ويصم، ولا مع المأجورين فهم عبيد الأسياد لا الأفكار ولا المتنطعين فهم  لا يهتمون بماهية الدين، وإنما يستمدون أصولهم -أو بالأحرى تنطعهم- من رأي  مشوش  مغلوط، يدركون انحرافه وعمق غيه وهواه ولكنهم يرون فيه ذاتهم المعطوبة كان همي – ولا يزال – تقديم حزمة ضوئية لعامة الناس وتكوين ذائقة ثقافية لشعبنا من الذين أخشى عليهم أن طول المحنة تجعلهم يعيشون جو التحريف والتجريف ويشرعنونه بحكم الاضطرار لا الاختيار مع ما تملك هذه المحنة من قدرة على التتفيه وإفقاد الأسوياء العافية وتسويد فطرتهم السليمة التي خلقهم الله عليها.

في هذه المقالات جهد سنوات وتعاون مع بررة من سوريا وحوارات مع د. هيثم مناع ود. برهان غليون ود. بشار بكور، ود. عبد الرحمن البوطي، ود. علاء تباب وغيرهم ومن خارجها داومت على تصنيفه لسنوات.

أردت الدفاع عن الثورة التي هاجرت في سبيلها والتي قامت دفاعاً عن الحرية ورفضاً للظلم وإذا بالبعض يحولها إلى راية ظالمة.

المثقف ليس هو أسطوانة مسجلة ومكررة لما تردده ماكينة الصحف المتكسبة ولا مجالس القيل والقال ولا يردد ما كتبه بعض الصحفيين إرضاء للممول.

 توخيت نشرها في موقع (العربي القديم) المنفتح على التاريخ وعلى كافة التيارات السورية، يحدوني الأمل في حماية أجيالنا من هذا التزييف والتكييف للظلم.

وصف جنود الجيش النظامي بالصحابة

• انتشر مقطع مبتور للدكتور البوطي ادعى فيه ناشروه أنه يصف القتلة من جيش الدولة بالصحابة، فهل ما زعموه صحيح؟

الصحيح أن الدكتور البوطي وصف جنود جيش الدولة الذين قتلوا المتظاهرين والمدنيين بالمجرمين و لم يصفهم بالصحابة، وقد مرت معنا الفتاوى الواضحة في ذلك، وأما المقطع المبتور فقد كان في معرض حديثه عن قتال قطاع الطريق من الخاطفين واللصوص ومن شابههم من الصائلين وقد أوضح ذلك في فتواه السابقة عن جواز الهروب من الجيش إن علم أنه سيقتل نفساً بريئة وعن عدم جواز الهروب إن كان سيدعى لقتال الخاطفين واللصوص ومن شابههم، وبيّن في فتوى أخرى أنه لا يقصد بذلك المعارضة المسلحة، فقال عن هؤلاء الذين يقاتلون هؤلاء الخاطفين أن لهم أجراً مثل أجر الصحابة بشرط أن يتقوا الله و يرعوا حق الله في أنفسهم ويتوبوا إلى الله جهد استطاعتهم، فوصفه هو لهذا الصنف حصراً من المسلمين الذين يقاتلون الصائلين بشرط التقوى وهي تعني عدم سفك دماء الأبرياء والامتناع عن كل الكبائر والصغائر والقيام بكل الفرائض، وهو لم يساوي بينهم وبين الصحابة وإنما قال إنه سيكون لهم أجر كأجر الصحابة لقوله عليه الصلاة والسلام: (إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم، قالوا: يا نبي الله أو منهم؟ قال بل منكم) أخرجه أبو نصر في كتاب السنة والبزار والطبراني بنحوه.

نصيحة البوطي للجيش السوري

• قال العلامة البوطي خطبة 11/5/2012:

• أتوجه إلى القادة، أتوجه إلى الأمن أتوجه إلى الجيش، أتوجه إلى الشعب بكل فئاته، أدعو نفسي وأدعوهم جميعاً إلى الاصطلاح مع الله إلى التوبة إلى الله إلى الإقلاع عن الذنوب، تعالوا نمتّن جذورنا الإسلامية مع بعض لله سبحانه تعالى.

• وقال في خطبة 24/8/2012:

• وأتوجه إلى رجال جيشنا الأبطال أقول لهم، يقول لكم الله ((إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ)).

• وقال في خطبة 14/10/2012:

أتوجه به إلى جيشنا العزيز الغالي، أجل العزيز الغالي بما أتوجه به إلى نفسي وإليكم وإلى قادة هذه الأمة جمعاء، أدعوهم قيادة وضباطاً وجنوداً إلى التوبة بين يدي الله سبحانه

• وقال في خطبة 28/12/2012:

 أقولها اليوم وأقولها غداً واحتسب أجري في ذلك عند الله راجياً أن يكتبني ممن قال عنهم: ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)).

سأدعو قادة الأمة وأدعو أفراد الجيش المقدام وأدعو كافة المسؤولين إلى أن يتوبوا إلى الله إلى أن يعتصموا بشرع الله، بهذا أرحل إلى الله، هذا هو رأس مالي إذا قام الناس لرب العالمين ليس لي عمل صالح هام أتقدم به وأرفع به الرأس بين يدي الله ولكني سأرحل إلى الله بهذا اللسان.

ولكن كثيراً من الناس زعموا أن الشيخ يصف قتلة المتظاهرين بأنهم صحابة وهذا كلام باطل كما بينا، كما أنهم أيضاً بتروا كلامه ولم يذكروا الشروط التي اشترطها لهذا الأجر.

وإنما استقى موقفه من مواقع التواصل التي يكتب عليها من هبّ ودب دون تحقيق أو تمحيص، ولقد شاهدنا حملة مسعورة ضد الشيخ رحمه الله في أوائل الأحداث فاجتزؤوا من دروسه وخطبه ما شاؤوا اجتزاء مخلاً على طريقة فويل للمصلين، موهمين الناس أن الدكتور البوطي مؤيد للقتل وضد الشعب والعكس صحيح ففتاواه تؤيد جانب الشعب لا جانب الحكومة.

وعلى الله قصد السبيل، وهو سبحانه من وراء القصد.

زر الذهاب إلى الأعلى