فنون وآداب

مسلسل (قطع وريد): هل قطع الصلة مع الدراما البوليسية وفرّط بجاذبيتها؟

ما دارت حوله الحبكة الأساسية، كانت العيب الأول في العمل حيث الإطار البوليسي وعالم الجريمة

أحمد صلال- العربي القديم

مسلسل (قطع وريد)، وهو اجتماعي بوليسي يستعرض جريمة قتل تحدث في قرية افتراضية تدعى المفرق قرب دمشق، العمل من تأليف سعيد حناوي، ويشارك في البطولة سلوم حداد، شكران مرتجى، أنس طيارة والمدعو باسم ياخور وإخراج تامر إسحاق.

قرية خيالية

تدور أحداث مسلسل (قطع وريد) داخل قرية خيالية تدعى المفرق، تقع بالقرب من العاصمة السورية دمشق، وتنطلق القصة بعد وقوع جريمة قتل غامضة، ما يؤدي إلى تصاعد التوتر بين عائلتين تعيشان في هذه القرية، وبينما يبدأ التحقيق في الجريمة، تتكشف أسرار خطيرة تهدد استقرار العائلتين، ليجد المشاهد نفسه أمام حبكة تفترض أن تكون مليئة بالمفاجآت والتقلبات الدرامية التي تبقيه في حالة ترقب حتى اللحظات الأخيرة.

ملل المشاهد

ما دارت حوله الحبكة الأساسية، كانت العيب الأول في العمل حيث الإطار البوليسي وعالم الجريمة، فهي لا يعتريها التشويق المحكم ولم تلق رواجاً، هكذا جاءت القصة، ربما أصيب المشاهد السوري من القصص الدرامية التي تشابه بعضها (تحت سابع أرض، تحت الأرض- السبع) بالملل الناتج عن التخمة وعن فائض الحاجة من مسلسلات هي بالنسبة لصناعها بزنس وأدوار يقبضون عليها أجوراً، أكثر من أن تكون فناً خالصاُ

غياب الإيقاع السريع وتلاحق أحداث السرد الدرامي حيث الاكتشافات الجديدة “بالقطرة” والذي لم تكن حائلاً دون شعور المتفرج بالملل، فإن الخطوط الدرامية الكثيرة التي طرحها (قطع وريد) تبين أن بعضها لا أهمية له على الإطلاق، ولم يثر القصة الأساسية في شيء.

وبالتالي فإن حذفه تماما لم يكن ليشكل أي فارق درامي يذكر، بل أن ذلك كان من شأنه جعل المسلسل أكثر تكثيفا وربما أكثر قوة ونجاحاً.

وهناك أماكن التصوير على طريقة استعراضات الدراما التركية، حيث تتدور الكاميرا بين قصور فخمة وسيارات فارهة، وأزياء “برندات” وأجواء عصابات من وحي الأخ الأكبر درامياً.

محبط ومتوقع

بعض صناع المسلسلات العربية يعانون من مشاكل في ما يخص كتابة نهايات أعمالهم، فيميل بعضهم إلى النهايات المفتوحة هربا من فخ الاضطرار للابتكار، أو يقوم آخرون بحل كل المشكلات جملة وتفصيلا فإذا بجميع الأبطال وقد عاشوا في سعادة أبدية، وبالحالتين تصبح النهاية غير مرضية جماهيرياً.

وبالنظر إلى صانعي مسلسل (قطع وريد) سنجدهم لم يفعلوا هذا أو ذاك، إلا أن النهاية لم تأت منطقية تماما. فمن جهة أُصيبت الحلقات الأخيرة بتخمة من كثرة الأحداث، كما لو أن أصحاب العمل فوجئوا بضرورة إنهائه عند الحلقة 30، فإذا بكل الألغاز تتفكك خلال الدقائق الأولى من الحلقات الأخيرة، فنعرف من ارتكب كل تلك الجرائم ولماذا، بل ويقدم الجناة اعترافاتهم. كذلك تتكشف أسرار الخيوط الدرامية الجانبية بطرق أكثر سرعة وبساطة مما يكشف هشاشة الحبكة البوليسية وتهافتها.

أبطال وطامحون إلى الصف الأول

مازال سلوم حداد بتعبيراته الحادة المملوءة بلحظات الصمت قادرا على تأكيد حضوره التقليدي في هذا النوع من  الدراما ويبدو أن الممثلة شكران مرتجى لم تنجح في استغلال (قطع وريد) للعودة إلى الصف الأول، خاصة وأن أعمالها الدرامية مؤخرا لم تكن موفقة. ورغم محاولتها التركيز على اختيارات مشاريع فنية مميزة، فإن خيبة الأمل التي أصابت شريحة من المشاهدين بسبب النهاية المتواضعة وضعف الأداء التمثيلي لبعض طاقم العمل، بالإضافة إلى ركاكة الحوار، لم يساعد مرتجى في مهمتها.. أما باسم ياخور فلا يستحق التوقف عنده دوره طويلا لأن أهمية الدور ليس بحجمه بالتأكيد بل بأداء الممثل له حين يوجد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى