أرشيف المجلة الشهرية

محمود الجوابرة حسام عياش: أول شهيدَين في الثورة السورية  

لكل شهيد في درعا حكاية، وليس في درعا فقط، بل في كل سورية، هذه سورية التي تحتاج لتوثيق

غسان المفلح – العربي القديم

 
في 18 آذار 2011، استُشهد أول سوري في الثورة السورية، وهو محمود قطيش الجوابرة، لاعب نادي الشعلة بكرة القدم. ولد محمود قطيش الجوابرة في مدينة درعا البلد عام 1986.

روى علاء الجوابرة، في أول حديث له، بعد سقوط النظام تفاصيل مقتل أخيه محمود، قائلاً: إن الحادثة وقعت بعد صلاة يوم الجمعة 18 مارس/ آذار 2011 في الجامع العمري، حيث خرجت مظاهرة من جامع الحمزة والعباس، باتجاه المسجد العمري، وأضاف: “انطلقنا من المسجد العمري، باتجاه درعا المحطة، عند دوار الكرك، هناك واجهنا الجيش السوري والأمن، وبينما كنا نطالب بالحرية، بدؤوا بإطلاق الرصاص الحي علينا”. وأكد علاء أن محمود سقط في ذلك اليوم عند دوار الكرك، ليكون أول شهيد في الثورة السورية.

وفي شهادة لأحد المتظاهرين ذلك اليوم، قال: عندما خرجت المظاهرة من المسجد العمري، وسارت باتجاه نزلة المحطة الشرقية بجانب حي الكرك، ولدى وصولها إلى هناك، بدأ إطلاق النار على الجميع، فأصيب محمود في رقبته، وسقط شهيداً على الفور، وعندما حمل الشبان جثته، أطلقت قوات الأمن عليهم النار ثانية، فأصيب الشهيد “حسام عياش” برصاصة في بطنه، ونُقل إلى المشفى، واستشهد متأثراً بإصابته هناك، ليكون ثاني شهيد في الثورة السورية.

كان حسام عياش من مواليد حي العباسية بمدينة درعا، ويبلغ من العمر لحظة استشهاده 29 عاماً، (من مواليد 1982)،  وقد ذكرني الشهيد حسام عياش بهذه القصة، عن الأخوين ماهر مأمون عياش مواليد 1976، وأخيه مهند مأمون عياش، من سكان الكرك، ومنزلهم بجانب مبنى السجن بالكرك. ماهر يعمل في تركيب الألمنيوم، وكان قد غادر إلى سلوفاكيا عام 2007، من أجل العمل والإقامة هناك، لكنه عاد الى درعا عام 2009، حيث لم يوفق في البقاء في سلوفاكيا لأسباب تتعلق به، عاد إلى عمله في تركيب الألمنيوم. إضافة إلى أن ماهر كان من عشاق الغناء. بعد عودته بفترة تزوج هو وأخوه مهند في نفس اليوم 2011-4-25 تاريخ استشهادهما. عندما استشهدا كانت زوجتاهما حاملَين بطفلين، وعندما ولدت زوجة ماهر، أسمت ابنها مهند، وعندما ولدت زوجة مهند أسمت ابنها ماهر.

لم تنتهِ القصة هنا، فوالدة حسام عياش السيدة نعيمة المسالمة، توفيت في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2014 متأثرةً بجراح أصيبت بها، نتيجة قصف منزلها بالبراميل المتفجرة في درعا البلد، وكانت قوات النظام قبل ذلك قد منعتها من تشييع ابنها، مع بقية الشهداء الذين سقطوا في 18 مارس/ آذار من العام 2011.

لكل شهيد في درعا حكاية، وليس في درعا فقط، بل في كل سورية، هذه سورية التي تحتاج لتوثيق، هذه مهمتنا ومهمة الأجيال اللاحقة، كي لا ننسى، وكي لا تتكرر في سورية.

  _________________________________________

 من مقالات العدد الثامن عشر من (العربي القديم) عدد الاحتفال بالنصر، الخاص بشهداء ثورة القرن – كانون الأول/ ديسمبر 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى