العربي الآن

المرأة المدخنة في الشمال السوري: نظرة مجتمعية تتسم بالتحفظ ومعايير اجتماعية مزدوجة

تحقيق مريم الإبراهيم – العربي القديم

مما لاشك فيه أن التدخين هو حالة إدمانية سيئة… وعادة تهدد حياة الفرد وسلامته وتضر بصحته بما تجلبه عليه من أمراض، وخصوصا للجهاز التنفسي والرئتين. وبكل تأكيد فإن هذا التحقيق لا يدافع عن التدخين كحق يجب أن يكون متاحاً للجميع، لأنه آفة يجب الحد منها ومكافحتها، ليس بالشعارات والنصائح ولكن بمعالجة الأسباب التي أدت إليها… لكن ما نرمي إليه هنا، هو معاينة حالة التمييز الاجتماعي ضد النساء، وضد المرأة المدخنة ووصمها بوصمة العار الاجتماعي مقابل تبرئة الرجل.

قيود صارمة على سلوك النساء  

“هل رئة الرجل المدخن حقاً وردية بينما رئة المرأة المدخنة سوداء؟”

في الشمال السوري المحرر، تزايدت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ نتيجة للظروف الأجتماعية والسياسية المضطربة التي تعاني منها سورية بكل أجزائها.

 يتجلى الخطاب الذي يحض على الكراهية ضد النساء في أشكال متعددة، منها العادات والتقاليد المجتمعية التي ترسخ، التمييز الجنسي، والأستخدام السيء للتفسيرات الدينية، والهيمنة الذكورية على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

في الشمال السوري المحرر، تواجه المرأة المدخنة نظرة مجتمعية تتسم بالرفض والتحفظ، تعتبر عادات التدخين بين النساء في هذه المنطقة من الأمور النادرة وغير المقبولة اجتماعياً، حيث ترتبط غالباً بالمعايير الثقافية والإجتماعية التقليدية التي تفرض قيوداً صارمة على سلوك النساء.

النظرة السلبية تجاه المرأة المدخنة تتجلى في العديد من الأوجه، ُينظر إليها على أنها تتجاوز الحدود المقبولة للأنوثة والاحترام الأجتماعي، وغالًبا ما تضع المرأة تحت ضغوط نفسية كبيرة. تربط هذه العادة بقلة الأخلاق والانحلال السلوكي، هذه النظرة المجتمعية تولد عند النساء المدخنات، شعوراً بالعزلة والتمييز أو بالتحدي للمجتمع وهو أمر يزيد من مفاقمة المشكلة!

النساء المدخنات بين العزلة وتحدي نظرة المجتمع التي تفاقم المشكلة

سلوى: خوف دائم من العقاب

سلوى سبعاً وعشرين عاماً مهجرة بريف إدلب ” فتاة ولدت في عائلة مضطربة، كانت تعيش حياة مليئة بالتحديات”

منذ صغرها، في سن الخامسة عشرة، وجدت نفسها مضطرة للتدخين خلسة، بعد أن أصبح التدخين هو ملاذها الوحيد في مواجهة أزمات كانت تعيشها في بيت أهلها كان والدها رجل عنيفاً، مما زاد من تعقيدات الحياة العائلية وكثرة النزاعات بين أفراد الأسرة.

تعرضت سلوى لظلم مستمر من والدها وأخواتها، اللذين كانوا يعاقبونها بالضرب المبرح كلما شعروا برائحة الدخان صادرة منها، كانت تعيش في خوف دائم من العقاب، ولكنها كانت تجد في الدخان نوعًا من الراحة والهرب من الواقع المؤلم.

ولم تتوقف معاناتها عند بيت أهلها، بعد زواجها، وجدت سلوى نفسها تواجه شكلً جديداً من الأهانة والشتم من زوجها، كان يقترب منها، ويشم رائحة الدخان فينقلب إلى إنسان قاسي يضربها بلا رحمة، أصبحت ترى في التدخين مهرباً وحيداً من حياتها القاسية، ورغم كل الألم، كان التدخين هو الشيء الوحيد الذي يشعرها باالأمان، تفاقمت نظرة المجتمع إليها، كانت سلوى تعيش مذنبة ناقصة للأنوثة فقط لأنها تدخن، الأهل والأقارب والجيران ينظرون إليها بازدراء، مما زاد من عزلتها وألمها،حتى داخل بيتها، كانت تعامل كذكر وليس كأنثى، سواء من أهلها أو من زوجها، وكأن التدخين قد نزع عنها حقوقها كامرأة.

لم تجد سلوى في حياتها سوى الذل والأهانة، كلما نظرت إلى نفسها في المرآة، كانت ترى آثار التعنيف النفسي والجسدي، لكنها لم تستطع التوقف عن التدخين، كانت تعيش في دائرة مغلقة من الألم والهروب، تبحث عن الأمان في مكان لا يجلب لها سوى المزيد من، المعاناة، ونظرات الريبة تلاحقها ويحذرونها بأن التدخين سبب رئيسي للسرطان وكأنها هي تحمل رئتين إما الذكر فلا ضرر عليه، رغم وجود نفس الأعضاء عند كلا الطرفين لكن وصمة العار تلاحق المرأة فقط وعيون الجميع ترقبها وحدها.

قصتها أصبحت قصة الكثيرات ممن يعشن في مجتمع ُيحكم على المرأة من خلال معايير قاسية وظالمة، سلوى اليوم هي، مرآة لنساء كثيرات يعانين بصمت، يبحثن عن مخرج من دوامة الألم، ولا يجدن سوى المزيد من الجروح والوجع.

النساء المدخنات: معاناة بصمت وضغوط في العلن

مروة: نظرات القسوة واللوم

“مروة ” خمساً وثلاثين عاماً من بلدة كفرزيتا مهجرة إلى ريف إدلب “أرملة وأم لخمسة أطفال مع تراكم ضغوط الحياة والبحث المستمر عن سبل لإعالة أطفالها وتلبية احتياجاتهم، وجدت سلوى نفسها مضطرة للبحث عن مهرب يخفف من حدة معاناتها، بدأت تدخن، لعلها تجد في السيجارة ما يخفف من أوجاعها، لكن لم يكن تدخينها سوى سبباً آخر ليصب المجتمع اللوم عليها نظرات القسوة واللوم، لم يتقبل أهلها والمجتمع ما آلت إليه مروة، مروة تسمع كلمات جارحة من أقرب الناس إليها، حتى والدتها كانت تكرر على مسامعها: “لم نسترح من عناء وجودك في حياتنا، ولن نستطيع أن نرتاح حتى تدفنين” انظري إلى رئتيكِ لقد أصبح لونها أسود، تقول مروة وهل الرجل لون رئتيه وردي لمجرد إنه ذكر؟

كانت هذه الكلمات تدمي قلب مروة، وتجعلها تبكي بحرقة كلما سمعتها، وكانت تبحث عن ملاذ لتهرب من ضغوط الحياة، وجدت نفسها تحت رحمة كلمات المجتمع القاسية، تلك الكلمات التي تعبر عن الفكر المتجذر في عبارة “هم البنات للممات”، والتي تتجاهل حجم التضحيات والمعاناة التي قد تمر بها المرأة في حياتها ومع ذلك، ورغم كل شيء، تستمر مروة في كفاحها تبكي بحرقة عندما تكون وحيدة، لكن دموعها لا تمنعها من النهوض كل يوم لمواجهة الحياة. مروة رمز  للصمود في وجه قسوة الظروف والمجتمع تحديات الحياة ورعاية أطفالها، هي قصة امرأة تعاني، لكنها تبقى مسقلة برأيها ومقتنعة بما هي عليه.

أم قيس: متصالحة مع نفسها وسيجارتها

أما أم قيس، فهي امرأة عجوز من بلدة معرة مصرين”، تبلغ من العمر سبعين عاماً، تجلس يومياً على قارعة الطريق، بشعرها الأبيض تداري خيبات عاشتها خلال تلك السنوات، تشعل سيجارتها بهدوء تام، متجاهلة نظرات المارة وكلماتهم التي تتساقط على مسامعها، وشعرها  الأبيض المتناثر وتجاعيد وجهها التي تحمل تعب وكفاح أيام خلت، المارة يرمقونها بنظراتهم وهي لا تعيرهم أي اهتمام، تراهم بأعينها العتيقة مشدوهين وهم كالأمطار، تعّودت أم قيس على تلك النظرات الفضولية وكلام الناس الاذع، فهم يراقبونها وكأنهم يرون في فعلها جرم ما بحقهم، لكن أم قيس التي لا تبالي، أصبحت جزءا من المشهد اليومي، شخصية اعتاد الجميع على وجودها، بينما هي تظل متصالحة مع نفسها، وسجارتها التي تواسيها في وحدتها.

الأسباب ووصمة العار

الأدوار الجندرية التقليدية: تحصر المجتمعات التقليدية المرأة في أدوار محددة مثل رعاية المنزل والأسرة، وتعتبر التدخين انحرافا عن هذه الأدوار.

الصور النمطية السلبية: تنتشر صور نمطية سلبية حول المرأة المدخنة، تعتبرها غير مسؤولة أو غير مهتمة بصحتها أو صحة الآخرين.

التدين والقيم المحافظة: في المجتمعات التي تهيمن عليها القيم المحافظة، ُينظر إلى التدخين على أنه سلوك غير أخلاقي، وهو حكم يطبق بشكل أكثر قسوة على النساء.

تأثير التحيز على المرأة المدخنة

الوصم الأجتماعي تتعرض المرأة المدخنة للأهانة وللنقد المستمر، مما يؤثر سلبا على صحتها النفسية وثقتها بنفسها

.التهميش والعزلة قد يؤدي النقد الأجتماعي إلى عزل المرأة المدخنة وتهميشها داخل المجتمع بالإضافة إلى ذلك، واجهت المرأة المدخنة في الشمال السوري تحديات إضافية تتعلق بالوصول إلى الدعم والرعاية الصحية، التحيزات المجتمعية تجعل من الصعب على هؤلاء النساء البحث عن المساعدة أو الأنخراط في برامج الأقلاع عن التدخين، والخوف من التعرض للأدانة أو الحكم القاسي.

إن المرأة المدخنة في الشمال السوري تعيش تحت وطأة نظرة مجتمعية سلبية وخطاب كراهية يعمق من معاناتها… ومع إن ظاهرة التدخين ظاهرة مرفوضة صحياً ولها أضرار سلبية لا تخفي على أحد، إلا أن هذه الظاهرة تكشف جذور ثقافة العيب التي تحمل المرأة أثقالا وأحمالاً إضافية.

تقول أمية شاكر “مديرة المكتب القانوني في منظمة مزايا النسائية” وهي مهجرة من كفرنبل ومقيمة في حارم (العمر 48 سنة) تنتشر ثقافة العنف في المجتمع السوري إلى حد جعلها من المسلمات وتحت مسمى العالقات الطبيعية بالنسبة لجزء من المجتمع السوري، وينطبق ذلك خصيصا على التعامل مع المرأة والأطفال، إذ يعطي الرجل لنفسه الحق بتأديب الزوجة أو الأخت، أو البنت، يأخذ العنف أشكال متعددة وأكثرها انتشارا العنف اللفظي والعنف الجسدي فالمجتمع يعزز من قمع المرأة ويسيطر عليها، وعليها أن تستكين له، فلا يحق لها ما يحق للذكر في الضفة المقابلة، الرجل منذ صغره يضرب  أخته أو يهينها،  وما إن تعّبر عن سخطها وغضبها، ختى يقوم عليها المجتمع والعائلة  تحت ذريعة حمايتها، إلى أن يترسخ في عقل الفتاة الصغيرة أن من يحّبها قد يضربها خوفاً عليها.

تكبر وهي متقّبلة للإهانة والشتائم والتجريح اللفظي فتضعف ثقتها بنفسها، وتجد نفسها محط للانتقادات اللاذعة والندوب النفسية، وتلجأ للصمت امام أي إهانة، فالصمت يعتبر آلية التعامل الأكثر انتشارا بين النساء والفتيات، ومنهن من تعمد إلى العزلة الذاتية أوإلحاق الأذية النفسية أو محاولات الانتحار.

إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان

ومن المؤسف أنه شهدت مناطق الشمال السوري انتشار ظاهرة محاولات الانتحار بين النساء والفتيات، مما ترتب على ذلك لوم مجتمعي للضحية ونعتها بصفات أقلها انها ارتكبت جرما لا يغتفر… لكن لم يتبادر لذهن أحد ماهي الأسباب التي دفعت المرأة  أو الفتاة للإقدام على الانتحار، سوى بأتهامات لاترحم… ومن هم الأشخاص الذين ارتكبوا الجرم الحقيقي وساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر لدفع الفتاة للانتحار؟!

أعتقد أن أهم الأسباب التي تقود لنتائج كارثية، هي العادات والتقاليد والجهل بحقوق المرأة، إضافة إلى ضعف الوازع الديني لدى من يمارسون العنف، إذ نهى الإسلام عن إساءة معاملة المرأة… ” فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” خاصة أننا نعاني في مجتمعاتنا العربية من شرعنة العنف ضد المرأة تحت مسمى التربية، أوترسيخ أعراف اجتماعية تجعل من المرأة، عرضة لعنف أكبر يقع عليها في حال تجرأت وأعلنت عما تعرضت له من عنف، هذا العنف الذي سيتم توارثه فالمرأة التي تعرضت للعنف في طفولتها من والدها او والدتها ومازالت تتعرض له من زوجها ستنقله لأطفالها، وستظهر آثاره في طريقة تربيتها لهم وتعاطيها مع ما تعانيه من عنف جسدي أو لفظي من زوجها بأن تفرغ كل هذا العنف المتراكم، بأطفالها عن طريق الضرب والأهانة اللفظية تودي إلى الإصابة بتشّوهات في بنيتهم السليمة.

خطاب الكراهية وسلاح تهميش!

غالية رحال (ناشطة سياسية ومدافعة عن حقوق المرأة ٤٥ عاما سورية من كفرنبل ومهجرة إلى ألمانيا) تقول: “في ظل الظروف الراهنة في شمال سوريا وسوريا عامة، تواجه النساء تحديات جمة، ومن أبرزها خطاب الكراهية الذي يتفشى ضدهن من عدة جهات. هذا الخطاب الذي يأتي من رجال الدين غير متنورين، ومن السلطات المحلية، وأيضاً من المجتمع المدني المتشبث بالعادات، والتقاليد البالية، فهو يسهم في تقييد حقوق النساء وحرمانهن من حقوقهن الأساسية، خطاب الكراهية ضد النساء لا ُيعتبر مجرد كلمات مؤذية، ولا لاانتقاد لظاهرة سلوكية كالتدخين أو غيره… بل هو سلاح ُيستخدم لتهميش المرأة وإبقائها في دائرة الظلم والجهل، مما ينعكس سلبا على نفسية النساء، ويؤدي إلى تدهور صحتهم النفسية والبدنية، ويعرقل تقدمهن الثقافي والاجتماعي.

المرأة هي عمود المجتمعات المدنية وهي نصف المجتمع، لذا فإن إضعافها يعني إضعاف المجتمع بأسره. تبدي رؤى النهار (العاملة في مجال الدعم النفسي)، رأيها لنا، وهي مرشدة إجتماعية من كفرنبل مهجرة في إدلب العمر( 28 سنة) وتقول:

خطاب الكراهية للمرأة مر بعدة مراحل تتنوع مجالاتها بين السياسة والدين وتم إسقاطه على المرآة على الصعيد الداخلي والأقليمي والعالمي…وهو خطاب شفهي منطوق ويعد أحد ملامح وأشكال التربية في التنشئة الأجتماعية الخاطئة في صورة سلوكيات يعبر عنها في خطاب الكراهية وكره النساء مرده إلى حالة نفسية وعصبية يكون منشئة قد تكون صدفة لهذا الشخص أو تربية مجتمعية خاطئة وتسرب هذا الشخص عبر التربية الأجتماعية حالة كراهية النساء وترجم هذه السلوكيات إلى ممارسات حياتية من خلال التمييز والاحتقار والاقصاء لهذه المرآة فيقول هذا الشخص أنا أكره النساء ويصدر إتهامات وممارسات على الأرض يفضي إلى إقصاء المرآة… تنهي حديثها رؤى بقولها تظهر حالة الكراهية في تعبيرات منطوقة أو غير منطوقة على الصعيد الأعلامي اليومي وتظهر على شكل، كتابات والروايات والقصص وأيضا الأمثلة الشعبية التي يتم تداولها.

يندفع الألم والوجع بقوة في حياة المرأة السورية اليوم، حيث تتقاسم حمل هذا الألم ما بين الأب والزوج والأخ والابن، وتأججه الحالة المجتمعية بأكملها، تعاني المرأة الألم العميق وتعجز عن إجهاضه، فضغوط الحياة تتزايد وكأنها قيود حديدية تحيط بها من كل جانب تتعرض المرأة للتقييد والظلم من حيث يبدأ الويل في حياتها، أنها تستنزف تحت وطأة الأب الذي يحاول خنق نبضاتها وتقليص كيانها الحقيقي لأنها “إنثى” يرسم الأب جبروته بألوان غاضبة ويطوقها بالتحجيم والتقييد، يأخذ منها حقوقها وأحلامها، ويجرح قوتها الداخليةوهنا يأتي الزوج بعبور مدمر من الأذى والتقصير، يبني لها عالما  من الأهمال والسيطرة، ويعاملها كملكٍة في سجنها الخاص، يقطعها الألم بسياط الصمت ويتغذى على أوجاعها، يمزق رغباتها ويسلبها هويتها، تتراكم الجروح العميقة و يتلاشى تحت وطأة العنف.

ثم يباغتها الأخ بعقلية متحجرة وخطاب ُمَهيمن، ينقض عليها بالتشويه اللفظي والسلبية المستمرة،فلا يمنحها فرصة للنمو أو الحياة، يهيمن عليها بطريقة مغلفة بالأستخفاف والتحيز، فتتقلص وجوديتها بمقدار تلك الكلمات القاسية التي يلقيها عليها.

يعتبر التصدي لهذه التصرفات ضرورة ملحة لتحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين، فالاستمرار في تجاهل هذه القضية يعزز من دورة العنف والتمييز، مما يساهم في تفاقم الأوضاع الأجتماعية والسياسية،النساء اللواتي يتعرضن للتمييز والكراهية يجدن أنفسهن في حالة ضعف دائمة، مما ينعكس سلًبا على التنمية المستدامة للمجتمع ككل، علاوة على ذلك، فإن مكافحة الخطاب الذي يحض على الكراهية ضد النساء يعزز من قيم التسامح والأحترام المتبادل في المجتمع، وهو حق أساسي من حقوق الأنسان.

النظرة الدونية تجاه المرأة المدخنة

 بينما قد يُنظر إلى تدخين الرجال كعادة عادية أو حتى مقبولة، تواجه النساء المدخنات وصمة اجتماعية قوية، ينظر المجتمع إلى المرأة المدخنة على أنها “خارجة عن الأخلاق” متناسين أن التدخين عادة لا تميز بين رجل وامرأة، وأن الحكم يجب أن يستند إلى الفرد وليس جنسه.

إن هذا التمييز الواضح يكشف عن ازدواجية المعايير في المجتمع، حيث يُسمح للرجال بممارسة بعض العادات دون نقد، بينما تُحمل النساء مسؤولية أخلاقية مما يعزز الفكرة الاجتماعية السائدة من أن المرأة يجب أن تكون “نموذجًا” للطهارة والكمال في كل تصرفاتها، مهما واجهت من ظروف ومهما عاشت من معاناة قاسية وأليمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى