بعد سجنه عدة أعوام: محاولة لإنقاذ شاب من الرقة من حكم قصاص سعودي
أسامة الخلف – العربي القديم | الرقة
اعتقلت السلطات السعودية منذ ما يقارب الست سنوات الشاب (عبدالوهاب عبدالكريم) من عشيرة الموسى الظاهر من الرقة، عقب مشاجرة وقعت بين شبان، وأودت بحياة شاب آخر من عشيرة العجيل من ذات مدينة الرقة هو (مهند الحويجة).
وبحسب أفراد من العشيرتين مطلعين على أحداث القضية آنذاك، فإن الشاب عبدالوهاب حين اعتقل، كان في عمر 16 عاما وهو قاصر لا تنطبق عليه أحكام القتل، حيث تم وضعه في السجن، فيما تحدثت مصادر أن المشتركين بقتل الشاب (مهند الحويجة) هم ثلاثة أشخاص… وقد تمخضت التحقيقات والشروع على توجيه الاتهام للشاب “عبدالكريم”.
بدورها أعلنت السلطات السعودية منذ أيام عن أن حكم القصاص “القتل” بحق الشاب “عبدالكريم ” سيتم بتاريخ اليوم 18-8-2024 م، فيما أطلقت والدته عبر تسجيل فيديو مصور نداءً لذوي المقتول والسلطات السعودية، لتخفيف الحكم والأخذ بمبدأ العفو والصفح عند المقدرة ،كون ابنها كان قاصراً وماحدث هو مشاجرة جماعية بين شبان من ذات المدينة ومغتربين في السعودية.
وبحسب مصادر مطلعة على الحادثة، فقد تم تأجيل حكم القصاص من قبل وزارة الداخلية السعودية لمدة شهر، فيما ناشد مشايخ ووجهاء من مدينة الرقة الجالية العشائرية السورية، بالتواصل مع ذوي الشاب المغدور “مهند”، للتوصل لصلح عشائري بين أفراد العشيرتين.
وتحدث الشيخ عايد الهادي أحد مشايخ قبيلة العفادلة (الموسى الظاهر) عبر تسجيل مرئي على موقع الفيسبوك عن مناشدته لقبيلة الجبور وعشيرة “العجيل”، وهم من ذوي الشاب المقتول “مهند الحويجة”، بإيقاف تنفيذ القصاص “القتل” والأخذ بعين الاعتبار التاريخ المشترك للقبيلتين وصلة القربى والجوار، وتحكيم مبدأ العرف العشائري والصفح عند المقدرة.
وتكفل الشيخ الهادي وعشيرة الموسى الظاهر “أهل القاتل” بدفع الدية “تعزيراً” والاعتذار، والعودة بمبدأ التكافل العشائري وربط أواصر الدم والقربى بين عشائر الرقة.
بالمقابل ناشد الشيخ عبدالقادر البورسان أحد مشايخ قبيلة الولدة في سوريا، عبر تسجيل مصور، وجهاء ومشايخ عشيرة العجيل “بتحكيم العقل والعرف العشائري ” والاحتكام للصلح بين عشائر الرقة التي طالما عرفت عنها بالاحتكام لصلة القربى والمصاهرة والدم والتاريخ المشترك.
وطالب الشيخ البورسان من وجهاء ومشايخ قبيلة الجبور ،بأخذ موقف من قضية القصاص على يد السلطات السعودية، والاحتكام للعرف العشائري ،وهو دين وموقف لن ينساه أبناء قبيلة البوشعبان والعفادلة “بحسب الشيخ البورسان”.