حافلة أزمير العنصرية تُثير استياء الصّحافة العربية
العربي القديم – خاص
استأثر حدث الاعتداء على سوريات، وضربهنّ أمام أطفالهنّ، وطردهنّ من إحدى حافلات النقل العام في مدينة أزمير التركية، باهتمام الصحافة العربية التي عبّرت عن اشمئزازها من الحال التي وصلت إليها التصرّفات العنصرية في تركيا، متهمة الحكومة التركية بالتراخي، وبأنها تُطلق كلاماّ وتصريحات فقط!
القبس: إهانة سوريات وطردهنّ!
وتحت عنوان (إهانة سوريات وطردهن من حافلة تركية بأزمير) كتبت صحيفة (القبس الكويتية) انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، قال متداولوه: إنه يُوثّق تعرّض 3 سوريات لاعتداء لفظي وجسدي، داخل إحدى الحافلات العامة في أزمير ثالث كبرى المدن في تركيا، والتي تعدّ أحد أهمّ معاقل حزب الشعب الجمهوري المعارض. وإن “3 نساء سوريات كنّ على متن حافلة عامة مع أطفالهنّ، حيث تعرضن للضرب، والعنف المصحوب بألفاظ وشتائم عنصرية من قبل بعض الركاب”.
مكة: حوادث الكراهية لم تعد تقتصر على السوريين!
صحيفة (مكة) السعودية، عنونت: (فيديو عنصري يشعل غضب السوريين في تركيا) وقالت الصحيفة، بعد أن روت محتوى الفيديو، وركزت على صيحات الابتهاج التي أبداها قسم من ركاب الحافلة في أزمير، بعد طرد السوريات، وإهانتهنّ أمام أطفالهنّ، قالت: إن تقارير إعلامية عديدة أكدت تصاعد حدّة “حوادث الكراهية” في تركيا، في الفترة الأخيرة، مشيرة أنها لم تعد تقتصر على اللاجئين السوريين، بل باتت تشمل “حتى السياح القادمين من دول عربية”.
وشهد الصيف الجاري انتشاراً كبيراً لمقاطع مصوّرة، يتداولها رواد منصات التواصل الاجتماعي، تُظهر حدوث اعتداءات عنصرية لفظية وجسدية، بحقّ بعض السياح العرب في تركيا، مما جعل عدداً كبيراً من الناشطين يُطلقون حملات إلكترونية، لمقاطعة السياحة في “بلاد الأناضول” باعتبار أنّ ما يجري ظاهرة مُمنهجة بحقّ أبناء جلدتهم، بينما يصرّ آخرون على أن تلك الوقائع لا تعدو كونها حوادث فردية يمكن أن تقع فصولها في أيّ بقعة من العالم.
العربية نت: مأساة جديدة
وتحت عنوان: (حدث في تركيا.. ضربوا سورية مع أطفالها وطردوها من حافلة) قال موقع (العربية نت) في تقرير رئيسي له: “مع تزايد الحوادث العنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا، انشغلت الأوساط، خلال الساعات القليلة الماضية بفيديو صعب أظهر مأساة جديدة، فقد تداولت حسابات عبر منصات التواصل، مقطعاً يوثّق تعرّض 3 سوريات لاعتداء لفظي وجسدي، داخل إحدى الحافلات العامة في أزمير ثالث كبرى المدن في تركيا، وفقاً لصحيفة “صباح” التركية، وأظهر الفيديو تعرّض 3 نساء سوريات كنّ على متن حافلة عامة مع أطفالهنّ للضرب، والعنف المصحوب بألفاظ، وشتائم عنصرية، في حين أطلق الركاب صيحات تعبّر عن الفرح والابتهاج، بعد أن جرى طرد السيدات وأطفالهنّ من الحافلة. فيما أشارت (العربية) إلى أنّ ذلك “يأتي في الوقت الذي تواجه فيه تركيا ظروفاً اقتصادية صعبة تزامنت، مع بروز تيارات من أحزاب المعارضة، تطالب بإعادة اللاجئين إلى سوريا”.
كويتيون مستاؤون يستعيدون حوادث مماثلة
وكانت صحيفة (أندبندت عربية) قد نشرت في شهر تموز/ يوليو الماضي تقريراً بعنوان: “الكويتيون في تركيا يفقدون بهجة السياحة بصدمة العنصرية” استذكر فيها مراسلها من الكويت جراح القزاع سلسلة من الحوادث العنصرية تجاه العرب أو من يشتبه بأنهم عرب أو سوريون، مشيراً إلى أنّ حوادث العنصرية ضدّ العرب قد تنامت في تركيا، “ففي مايو (أيار) الماضي تداول ناشطون في مواقع التواصل مقطع فيديو لشاب يهاجم العرب، خلال مقابلة له مع إحدى القنوات التركية. وقال الشاب خلال المقابلة “هناك 10 ملايين مخلوق في بلادنا ليسوا بشراً، من عرب، وأفغان، وباكستانيين”، ومع محاولة المحيطين به مقاطعته معترضين على كلامه، إلّا أنه أصرّ على استكمال الحديث قائلاً: “أنا أعمل في مجال الوراثة، وأعي ما أقول، لديهم دماغ بدائي، وفكر منحط”.
وفي يوليو (تموز) 2022 اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مقطع يُظهر شاباً تركياً يقوم بشتم وإهانة السياح العرب، وسط شوارع مدينة طرابزون، مما دفع السلطات إلى القبض عليه.
وبعدما كانت تنتشر مقاطع الفيديو للسياح الخليجيين، واللاجئين السوريين لحوادث عنصرية، إلا أنه أخيراً ازدادت مواقف الكراهية على نحو غير مسبوق، وذلك تزامناً مع تنامي دائرة التعصب، لتطال شرائح مختلفة من الأجانب، سواء كانوا من السائحين، أو المقيمين. وفي العام الماضي، تعرّض الصحافي الإسباني لويس ميغيل هورتادو لاعتداء عنصري من أتراك في مدينة إسطنبول، لاعتقادهم أنه سوري، وفي سلسلة تغريدات وصف الحادثة عبر “تويتر” قائلاً: إن “ثلاثة شبان حاولوا استفزازه لنحو 10 دقائق، من خلال طلبهم قدّاحة”، لافتاً إلى أنهم تبعوه بسيارتهم، قبل أن يتوقفوا بجانبه، ويقذفوا على زوجته “عقب سيجارة مشتعلة”، وينهالوا عليه وعليها بالضرب.
تصريحات على أعلى مستوى
يُذكر أن تركيا، وعلى لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كانت قد أطلقت تصريحات حازمة مؤخراً، ضدّ التصرّفات العنصرية، متوعدة بالعقاب القانوني الرادع، لكل من يُقدم على هذه الممارسات، حيث صرح الرئيس التركي في السابع من أيلول/ سبتمبر الجاري: ” لن نقبل بتعرّض بعض الأشخاص لكونهم أجانب، أو يتكلمون لغة أخرى، أو محجبة ترتدي الحجاب، للمضايقات، وسنحاسب المعتدين أمام القضاء”.
وتُلقي المشاعر العنصرية السلبية بظلالها على عملية تأجير العقارات السكنية للأجانب، حيث يرفض أصحاب هذه العقارات تأجير السوريين بشكل خاص، والأجانب عموماً، لمجرد كونهم من أبناء جنسيات أخرى، مطالبين إياهم بالعودة إلى بلادهم، في سلوك يدفع الكثيرين لاختيار وجهة أخرى، أمام مشاعر الكراهية التي تُبديها شرائح من الشعب التركي.
ويرى مراقبون أنّ الاقتصاد التركي الذي يعتمد في جانب من جوانبه على السياحة التي وصفها وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي بأنها “نفط تركيا” مهدد بفعل هذه الممارسات، والتراخي الحكومي في مكافحتها.