إيران التي نصبت المشنقة لإسماعيل هنية
رزق العبي – العربي القديم
فيما يراه البعض فصل النكبات، وخسارة القامات، تجد فيه شريحة سوريّة وأخرى عربية بأنه أشبه بفصل من انتقام القدر وصفحة لن تطوى قبل أن يُكتب فيها كل من شارك في سفك الدم السوري والعربي لحساب إيران وإسرائيل معاً. صفحة الاغتيالات.
كان آخر تلك الأسماء وقد لا يكون الأخير فيها “إسماعيل هنية” رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية المدعومة من إيران. إيران نفسها التي تقتل السوريين منذ ٢٠١١ وساهمت بشكل فاضح بتهجير مئات آلاف الفلسطينيين من مخيم اليرموك بدمشق قبل سنوات.
اغتيال “هنية” جاء بُعيد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد “مسعود بزشكيان” والذي تولى الرئاسة خلفاً للرئيس السابق “إبراهيم رئيسي” الذي تم إعلان مصرعه رفقة وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان وآخرين، في حادث سقوط مروحية كانت تُقلهم في وقت سابق.
نعم جاء اغتيال “هنية” في عقر دار إيران التي تُمانع وتدّعي الدفاع عن الفلسطينيين، هي اليوم تنصب المشنقة لمن تدعي حمايته، على ما يقول مراقبون.
بالعودة إلى الشامتين بمقتل “هنية” المتأكدين من عدم ردّ إيران على هذه الحادثة التي أدانتها دول عدة، ورأت فيها بعض الدول جريمة سياسية غير مقبولة. فإن الردّ الإيراني قادم، وقد يكون كالعادة في سوريا، عبر تجريب صواريخ جديدة على أجساد السوريين وقد تحمل اسم “غزة” مثلاً… فإيران التي تبيع الفلسطينيين الوهم منذ عقود، وتخدعهم بدعمها لحركة حماس بالمال والسلاح، هي اليوم مطالبة بالرد الفوري على اغتيال “هنية” رداً مزلزلاً لا استسهال فيه.. هكذا يطلب جمهور الممانعة والمقاومة.
على إيران أن تعطي إسرائيل درساً واضحاً في عدم تخطي الخطوط الحمراء، لأن ما حدث مع ضيفها “هنية” ليس فقط إهانة لإيران أو “استوطاء لحيطها” بل رسالة واضحة مفادها بأن الجميع هدف لإسرائيل.إن إيران التي تستمر في خراب “بغداد ودمشق وبيروت” عبر مخطط طائفي بات واضح المعالم، يجب أن تُثبت لجمهور المقاومة من العرب بأنها ستدافع عنهم، وإلا فهي شريكة بشكل واضح في الدم العربي، ونحن نعرف ذلك أساساً.
رحل “إسماعيل هنية” بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني، مع لفت النظر إلى أن حضور الأفراح يكون في أيام “الرخاء” وليس في وقت الحروب، وأي حرب، فأراضي فلسطين المحتلة غارقة بالدم الغزاوي وسط وضع إنساني مبكٍ. هذا كلّه ولم يتم بعد مناقشة ظروف الاغتيال، وربما تواطئ إيران مع إسرائيل في ذلك، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مكان الضربة وآلية تنفيذها ودقتها، فإن هذا يؤكد أريحية منفّذ العملية في اختيار الهدف.
متى سيُدرك المقاومون العرب بأن “إيران هي التي نصبت المشنقة ووقفت تتفرج على لحظة الإعدام”؟