الأقلية والأكثرية: من الغابات إلى المجتمعات البشرية
بقلم: توفيق الحلاق
أكثرية، أقلية. صفتان لا تصلحان للإنسان.
في الغابة المجاورة تصدح تغاريد مئات العصافير ونادرا ما تسمع نباح كلب أو مواء قط. العصافير هم الأكثرية هنا. في البادية كثيرة هي الحيوانات الشرسة ونادرا ما تسمع تغريد عصفور. الوحوش هم الأكثرية هناك. تستطيع دائما التمييز بين المخلوقات غير العاقلة بشكلها ونمط حياتها وسلوكها، لكنك تعجز عن التمييز بين بني البشر. كلهم متشابهون في الخلق والحاجات والسلوك العام.
لا يمكنك أن تصف مجموعة من الناس بأنهم أقلية أو أكثرية بسبب انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو المناطقية. أنت ترى شخصا في الشارع وتستطيع دون عناء أو تكلف رفع يدك بالتحية وهو سيرد عليك برفع يده. العصفور لن يتلق تحية من كلب أو ذئب لو غرد له. بل ربما فهمها دعوة لاصطياده. بين بني البشر ليس من أقلية وأكثرية إلا بالتميزالعلمي والفكري والسلوك الراقي . العلماء قلة، الفنانون الأحرار قلة، الكتاب البارعون الأحرار، الصحفيون المغامرون، الأنبياء، الحكماء، كل هؤلاء قلة.
تستطيع القول: إن الأكثرية من شعب السويد راقية والقلة منهم عنصريون. القلة والكثرة التي يعتد بها بين الناس هي في التميز العلمي والفكري فقط. ما دون ذلك يصلح منطق الأكثرية والأقلية بين المخلوقات غير العاقلة.