يهوديان في الثانية والعشرين من العمر أسسا (غوغل): قصة نجاح بقيمة تريليون ونصف دولارا!
العربي القديم – خاص
تحتفل شركة غوغل اليوم بذكرى مرور ربع قرن على تأسيسها، لتكون واحدة من كبريات شركات التكنولوجيا، والاتصال على الشبكة العالمية.
وأضافت غوغل على اسمها على محرك البحث الشهير الذي يستخدمه مئات الملايين في جميع أنحاء العالم، الرقم (25) في وسط الاسم، للتعبير على الاحتفال بهذه المناسبة التاريخية التي غيرت مجالات البحث، بل والتأليف والكتابة، وسبل الحصول على المعلومة في عالمنا المعاصر اليوم.
من مرآب سيارة في كاليفورنيا
من مرآب سيارة في مدينة (مينلو بارك) بولاية كاليفورنيا الأمريكية، انطلقت قصة النجاح المذهلة، حين أطلق كل من لاري بيج، وسيرغي برين شركة غوغل من مرآب سيارة في منزل برين، ثم أسسا محرك البحث لأول مرة عام 1995، وكان يطلق عليه اسم “باك راب-Backrub”، ليتخذ بعد ذلك اسمه الشهير “غوغل” والذي يعني العدد اللانهائي من الاحتمالات، حيث إن غوغل تعني رياضياً رقم “١ وأمامه 100 صفر”، وقد اختير هذا الاسم، ليعكس المهمة التي تقوم بها الشركة، وهي تنظيم الكم الهائل من المعلومات المتاحة على الويب، بالإضافة إلى نشر المواقع التي توفر معلومات نصية ورسومية، في شكل قواعد بيانات، وخرائط على شبكة الإنترنت.
تم تسجيل موقع Google.com في 15 سبتمبر (أيلول) 1997. لكن غوغل لم تطلق موقعها الإلكتروني، حتى أوائل سبتمبر (أيلول) من عام 1998. وفي 4 سبتمبر (أيلول) 1998 تم تسجيل الشركة باسم “غوغل”، لينتقل مقرها من مدينة مينلو بارك إلى مدينة بالو ألتو التي شهدت بداية العديد من التقنيات الأخرى البارزة، ثم اتسعت الشركة، وبدأت في استحواذ عدة شركات صغيرة منذ عام 2001، ثم قامت بتأجير مبانٍ عدة عام 2003 في ماونتن فيو، وعُرف المقر باسم “غوغل بليكس” المستمد من المصطلح الرياضي “غوغل بلكس”.
يهوديان في الثانية والعشرين من العمر!
كان سيرغي برين اليهودي الروسي الأصل، والمولود في موسكو عام 1973، في الثانية والعشرين من العمر، حين بدأ هذه التجربة مع لاري بيج اليهودي الأمريكي الذي يماثله بالعمر تماماً. هاجر برين، وعائلته من الاتحاد السوفيتي إلى الولايات المتحدة، في نهاية سبعينيات القرن العشرين، وكان في السادسة من عمره، على خطا أبيه وجده، درس برين الرياضيات، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة ميري لاند. بعد تخرجه انتقل إلى جامعة ستانفورد، للحصول على شهادة الدكتوراه في علوم الحاسب، حيث التقى “لاري بيج”، والذي أصبح شريكه في إطلاق محرك البحث جوجل. أما لاري كينج المولود في ولاية ميشغان الأمريكية، فقد تخرّج من جامعة ميشيغان حاملاً البكالوريوس في هندسة الحاسوب مع مرتبة الشرف، قبل أن ينال الماجستير في علم الحوسبة من جامعة ستانفورد.
135 ألف موظف في 60 دولة
في عام 2004 طرحت (غوغل) أسهمها في اكتتاب عام، لتجمع رأسمالاً قيمته 1.67 مليار دولار أميركي، وتنامت حتى بلغ عدد موظفيها، حول العالم أكثر من 135 ألف موظف، وتملك 150 مكتباً تابعاً لها في 60 دولة حول العالم، أما أشهر، وأقوى صفقاتها فجاءت عام 2006، حين استحوذت على موقع الفيديو الشهير (يوتيوب) مقابل 1.65 مليار دولار وقبلها بعام (في 2005) كانت قد أطلقت نظام أندرويد، مما ساعد في صناعة الهواتف الذكية جنباً إلى جنب مع منافستها شركة آبل، وقد تفوق أندرويد على مايكروسوفت، وحقق هزيمة ساحقة ب(نوكيا) انتهت بإخراجها من السوق العالمي تقريباً.
وتمتلك غوغل، بجانب محرك البحث عدداً من المنتجات الشهيرة الأخرى، مثل برنامج التصفح كروم Chrome وأيضاً موقع يوتيوب، وخدمات الترجمة، والخرائط، والبريد الإلكتروني وغيرها.
تبلغ القيمة السوقية لغوغل اليوم نحو 1.6 تريليون دولار أميركي، بعدما استحوذت على أكثر من 100 شركة كبيرة، يقع معظمها في الولايات المتحدة، ومع أن غوغل ليس محرك البحث الوحيد في العالم، لكنه المحرك الأشهر والأكبر الذي تصعب منافسته، إذ يستحوذ على 83% من عمليات البحث، بينما يحوز محرك البحث المعروف بنج Bing على ما نسبته 9.1% من عمليات البحث.
غيرت غوغل تكنولوجيا المعرفة والحصول على المعلومة في العالم كله. ومن خلال غوغل بات بإمكانك، وأنت في مكتبك أو منزلك، أن تدخل إلى أكبر المكتبات في العالم، وأن تتواصل مع المؤسسات الدولية وتتصفح الكتب، وتتجول مع غوغل إيرث، التي جعلت العالم قرية صغيرة، حتى باتت كلمة “بحث”، و”غوغل” متلازمتين، وظهر مصطلح “غوغلة”، للتعبير عن عمليات البحث السريعة التي أتاحتها بين أيدينا وبثوان معدودة.