العربي الآن

أبو هلالة مشرّعاً مقدساً يسامح حزب القتلة والمخدرات بدماء السوريين

بلال الخلف – العربي القديم

يبدو أن ياسر أبو هلالة الذي ما انفك يعبر عن انتماءاته المخابراتية، وتقلباته البهلوانية، ورخصه الذاتي كشخص يجد نفسه وموقعه الطبيعي سلعة ينتقع بها الباطل، وينتعلها المجرمون والطغاة،  شخص يتاجر بالدين من أجل خدمة أعدائه، مستخدماً المأثور الديني في تبرير مواقف سياسية لا يبررها من حرم الظلم على نفسه فكيف يرضى به لعباده؟ يبدو أن أبا هلالة هذا قد قرر أن يجد حلاً للعدالة الإلهية التي لا تقبل المساومة، ولا تفرط بحقوق ودماء البشر، فارتدى عباءة المشرّع والمقدّس، وشرع يمنح صكوك الغفران لأولئك الذين غاصت أيديهم في دماء السوريين… والذين تباهوا برفع الرايات الطائفية في القصير، وتجويع الأطفال والنساء في مضايا والزبداني…  ففي تغريدته الأخيرة، حاول أبو هلالة أن يجعل من حزب الله كياناً منزهاً عن الخطايا، بل وبالغ في تسويقه كبطل متمسك بمبادئ “المقاومة”، متناسياً أو متغافلاً عن الجرائم المروعة التي ارتكبها الحزب بحق الشعب السوري.

تغريدة أبوهلالة التي أثارت استياءً وغضبا كبيرين لدى السوريين

لقد بلغت هذه التغريدة مبلغاً من الافتئات على الحق البيّن، والاستخفاف بمشاعر السوريين وكأن دماءهم مجرد سطر يمكن القفز عليه في سياق سرد بطولات وهمية… أو مجرد اجتهاد خاطئ في القول، يعتذر عنه المرء بالقول أنا أخطأت ليعود إلى جادة الصواب… هناك بشر قتلوا، وحرمات استبيحت، ودماء أريقت، فيما يعرف بالقتل العمد، أي الناتج عن تقصد واستهداف وإصرار، وليس عن طلق ناري عشوائي انطلق بالخطأ…  وأبو هلالة يريد أن يغفر هذا كله، بل يتوهم او يدعي أن أعدل العادلين سيغفر هذا كله! أي جرأة وفجور هذا؟

دعني  أخبرك يا أبا هلالة أيضاً،  أن هذا لم يصبح من الماضي وأن مشوار قتل السوريين من قبل حزب الله على أرضهم وفي وطنهم مازال مستمراً وأن الدماء التي سُفكت في إدلب وريفها قبل ساعات فقط من نشرتغريدتك المنحطة، حين قصف حزب الله مدينة أريحا، لا تُنسى ولا تُغفر، تماماً كما لا تُنسى دماء الأطفال والنساء والشيوخ الذين قتلهم الحزب على مدار أكثر من عقد.

حزب الله… الذي ضحى!

ثم ما قصة تضحيات حزب الله هذه؟

وكأنك  يا أبا هلالة، عندما تتحدث عن التضحيات التي قدمها حزب الله تقصد ما تحدث به حسن نصرالله في وقت مبكر من مسيرته الإجرامية حين قال إنه جندي من جنود الولي الفقية… هل تقبل كأردني أن تكون جنديا من جنود الولي الفقيه الإيراني تحت ذريعة المقاومة؟  أم أنك  تقصد التضحيات التي دفعها السوريون على مذبح طموحات طهران الإقليمية؟ هل تعني آلاف الأطفال الذين قتلوا بصواريخ الحزب وبراميله، أم تقصد الأمهات اللاتي ما زلن يبكين أبناءهن الذين قتلوا دفاعًا عن حريتهن وكرامتهن؟  ألم تقرأ عن الجرائم التي ارتكبها الحزب؟ ألم تصلك أخبار القرى التي أبيدت، والمنازل التي هُدمت، والأطفال الذين قتلوا؟ أم أن تلك الأرواح لا قيمة لها في خطابك؟

لقد دأب الحزب على تصدير نفسه كرمز للمقاومة ضد إسرائيل منذ عام 1982، ولكن الحقيقة هي أن تلك “المقاومة” لم تعد سوى شعار فارغ. حزب الله اليوم هو أداة إيرانية تُستخدم لقتل الشعوب العربية وتفكيك نسيجها الاجتماعي، وهو المتورط في قتل مئات الآلاف من السوريين، وتشريد الملايين منهم، وهدم مدنهم وقراهم. لكن ما يثير الغضب أكثر، يا أبا هلالة، تلك النغمة المتعالية التي تتحدث بها عن “التضحيات”،

رسالة إلى أسعد طه: ماذا لو دفعت إسرائيل ديات قتلاكم؟

وفي الوقت الذي يحاول فيه أبو هلالة بكل صفاقة ورخص تبرير جرائم الحزب، خرج الصحفي أسعد طه بسؤال لا يقل استفزازاً وبلاهة: “ماذا لو اعتذر حزب الله وانسحب من سوريا؟”. وكأن انسحابه المفترض سيكون كافياً لمسح كل هذه الجرائم، وكأن آلاف الضحايا يمكن اختزال قصصهم في اعتذار بارد! وكأن القانون الجنائي يسامح من ارتكبوا جرائم القتل العمد بمجرد انسحابهم من مسرح الجريمة؟

ما هذا الهراء؟ ما هذا التغابي؟ ما هذه الصفاقة التي يمارسها هؤلاء على حساب الدم السوري والحق السوري؟ هل هؤلاء إعلاميون حقاً؟ هل يؤمنون بقيم الحرية والكرامة لكل البشر؟

اسمح لي يا أسعد الذي يبدو أنه ليس لك من اسمك نصيب أن أرد عليك، بسؤال معاكس: ماذا لو دفعت إسرائيل ديات قتلاكم في غزة والضفة، ومولت إعادة إعمارها بالكامل؟ هل ستغفرون لها؟ هل ستنسون المجازر التي ارتكبتها بحق أهلكم؟ هل سيصبح الإسرائيليون أبطالا وإنسانيين في عيونكم لا مجرمين؟ هل تعلم يا سيد أسعد أن الدماء لا تُباع ولا تُشترى، وأن الاعتذار لا يرد الحياة لمن فقدناهم… وأن جريمة القتل العمد ضد شعب خرج يطالب بحقه وكرامته من حاكم ظالم لا تغتفر وخصوصا بالنسبة لميلشيا جاءت من خارج الحدود بأمر إيراني!

وإن كنت، يا أسعد، ترى في انسحاب الحزب نهايةً لمأساتنا، فدعني أذكرك أن الحزب ما زال مستمراً في جرائمه حتى اللحظة. قصف أريحا الذي حدث أمس، وراح ضحيته أطفال ونساء كانوا يحلمون بالنجاة، هو دليل جديد على أن هذا الحزب لن يتوقف عن جرائمه. فهل تطلب منا أن نغفر له أيضًا؟

إن دماء السوريين ليست أرخص من دمائكم، وآلامنا ليست أقل أهمية من آلامكم. إن الشعب السوري، الذي وقف يومًا معكم ضد الاحتلال، سيبصق عليكم وفي وجوهكم حين تتحولون إلى مبررين لجرائم الحزب بحقه.

دفاعاً عن حزب المخدرات

ونعود إلى أبي هلالة الذي ما فتئ يحاول تسويق حزب الله المتورط في تجارة المخدرات، لنقول إن محاولات تسويقه هي خيانة صريحة لكل القيم التي يزعم الدفاع عنها. الحزب الذي تتحدث عنه هو ذاته الذي قتل السوريين في حمص وحلب والغوطة وإدلب، وهو ذاته الذي قصف أريحا اليوم… وهو ذاته التي تجاهد حكومتك الأردنية لمنع تسلسل مخدراته إلى بلدها ومنها إلى الخليج لإفساد وتدمير شبابها وشباب العرب. ألا تخجل من مقاومة تتاجر بالمخدرات… بضرر الناس وإفسادهم وتدمير عقولهم؟

مهلًا يا أبا هلالة، لن نغفر ولن ننسى ولن نسامح. الدماء السورية غالية لأنها أريقت في سبيل حرية وكرامة وحق، لا إرضاء لولي الفقيه ولا تمسحاً بثارات زينب… وسيبقى سلوك حزب الله الإجرامي شاهداً على خيانته  لكل شعاراته، وعلى حقيقته كعصابة من القتلة المأجورين، وعلى خيانة أمثالك ممن يحاولون تبييض صورته بعبارات جوفاء ووقحة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى