الحكومة اللبنانية مستمرة في تسليم معتقلي الرأي: حملة لإيقاف الجريمة.. والسويداء تنقل رسالتهم
عائشة صبري – العربي القديم
#BeTheirVoice #انقذوا_المعتقلين_السوريين_في_لبنان
دعا صحفيون وناشطون في مجال حقوق الإنسان، في بيان، إلى تأسيس آليات فعّالة لإعادة توطين المعتقلين في أماكن آمنة، وتوفير الدعم اللازم لهم ولعائلاتهم، وذلك ضمن حملة إعلامية أطلقوها مطلع الشهر الحالي تحت اسم “أنقذوا المعتقلين السوريين في لبنان”، لوقف ترحيل وتسليم المعتقلين السياسيين السوريين في السجون اللبنانية إلى النظام السوري.
أحد القائمين على الحملة الإعلامية مهند شهاب الدين، ناشط في حراك السويداء، قال لموقع “العربي القديم”: إنَّ البيان موجّه للرأي العام كي تم فرض قيود على الدولة اللبنانية لمنع تسليم معتقلي الرأي السوريين بسجن رومية لنظام الأسد، والضغط على المجتمع الدولي كي يأخذ دوره الحقيقي بحماية المضطهدين.
وأضاف شهاب الدين، أنَّ هؤلاء المعتقلين في سجن رومية شرق بيروت أكبر مراكز الاحتجاز في لبنان، والذي يعاني من ظروف مزرية تتجلى في الازدحام الحاد حيث يثقل بأربعة أضعاف الطاقة الاستيعابية المقدرة بألف و200 نزيل، والنقص في المواد الغذائية والطبية، ما يؤدي إلى تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية للسجناء ويهدّد بانهيار الخدمات الصحية والغذائية.
وأوضح شهاب الدين، أنَّ معتقلي الرأي السوريين تتراوح محاكماتهم ما بين المؤبد والإعدام والسجن من 10 إلى 20 سنة بينما هناك سجناء محتجزين منذ سنوات دون محاكمة، فقط تهمتهم أنَّهم سوريون لجأوا إلى لبنان ينحدرون من المناطق السورية الحدودية مع لبنان، لرفضهم المشاركة بقتل السوريين.
للتوقيع على البيان عبر الرابط:
بيان إدانة لتسليم المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي في سجن رومية إلى النظام السوري
رسالة من المعتقلين إلى أحرار السويداء
أشار الناشط شهاب الدين، إلى تحميله رسالة من معتقلي الرأي السوريين في لبنا، تلاها على الملأ في مظاهرة بمدينة السويداء بحضور سماحة الشيخ حكمت الهجري، مفادها الوقوف إلى جانبهم لمنع تسليمهم إلى النظام، ومطالبهم بفتح طريق آمن لهم إلى الشمال السوري أو إلى الجنوب في السويداء، أو تدخل مفوضية الأمم المتحدة لإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط.
كما أشار ابن السويداء إلى أنّهم تواصلوا بشكل مكثف من خلال قنوات اتصال مختلفة مع جهات فاعلة في الملف السوري، كان أبرزها أن سلّم الكاتب السوري ابن السويداء، ماهر شرف الدين رسالة باليد إلى البيت الأبيض، خلال زيارته منتصف الشهر الجاري إلى أمريكا.
وقال ماهر شرف الدين في تسجيل مصور: “اجتمعت مع مسؤولة ملف سوريا والعراق في مجلس الأمن القومي في واشنطن، أكدت في هذا الاجتماع بشكل أساسي أني صوت الشعب السوري، وتحدثت عن نقاط مهمة تتعلق بما يقوم به الإيرانيون في الجنوب السوري عموماً، وتحدثت أيضاً عن قضية المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية تحديداً سجن رومية، ومسؤولة حقوق الإنسان التي حضرت الاجتماع وعدت بمتابعه المسألة والاهتمام بها وانتقلت إلى وزارة الخارجية الأميركية بصحبة صديقي محمد غانم وعقدتُ لقاءً آخر حول موضوع التعزيزات العسكرية التي أرسلها النظام وحلفاؤه إلى السويداء خلال الأسبوعين الفائتين”.
وفي آخر ردود الفعل، كتب الصحفي مؤيد اسكيف أحد القائمين على الحملة الإعلامية، في حسابه على تويتر، “قام الأمن اللبناني مساء السبت 25/05/2024 بتسليم معتقل سوري سياسي للنظام السوري”، مشيراً إلى أنَّ المعتقل ممن أقدموا على محاولة الانتحار الجماعية في آذار/مارس الماضي في سجن رومية، حيث تم تسليمه للأمن اللبناني الذي احتجزه كل تلك المدة إلى أن تم تسليمه للنظام لتنقطع أخباره بعد ذلك”.
دعوة للتوقيع على موقع آفاز
القائمون على الحملة دعوا أيضاً إلى التوقيع على عريضة عبر موقع “آفاز” وهي موجهة إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وإلى المنظمات الدولية والدول المعنية بحقوق الإنسان، بهدف تشجيع الاهتمام والتدخل لحماية حقوق المعتقلين لاسيما معتقلي الرأي.
وتلخصت مطالب المعتقلين السياسيين السوريين في لبنان لمنع تسليمهم للنظام السوري بما يلي:
1. توفير الحماية الدولية من خلال الضغط لتطبيق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة لمنع تعريضهم للخطر.
2. يطلق المعتقلون نداء للمنظمات الحقوقية والإنسانية بزيارتهم في السجون اللبنانية التي تعاني من ظروف مأساوية لا تصلح للعيش الإنساني ما أدى لانتشار الكثير من الأمراض بين المعتقلين.
3 يشدد المعتقلون على ضرورة الوقوف على ملفاتهم القضائية والنظر فيها من قبل المنظمات نظراً للظلم الواقع عليهم، حيث إن الاتهامات الموجهة لهم في مجملها غير صحيحة وغير دقيقة وأخذت اعترافات منهم تحت الضغط والتعذيب.
4. يطالب المعتقلون الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة والمنظمات الحقوقية السورية واللبنانية، وكذلك الناشطين من أبناء الثورة لاسيما المنصات الإعلامية الثورية، أن يعملوا كل ما بوسعهم للفت الانتباه لقضية المعتقلين السياسيين في السجون اللبنانية.
5. يشدد المعتقلون على نقلهم إلى الشمال السوري أو أي مكان آخر.
للتوقيع على موقع آفاز عبر الرابط أدناه:
أنقذوا المعتقلين السياسيين السوريين في لبنان
وازدادت مخاوف ترحيل السجناء إلى سوريا بعد اتصال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ونظيره السوري حسين عرنوس يوم 23 أبريل/نيسان الفائت، حيث اتفقا على أن يتولّى الأمن العام اللبناني التنسيق مع حكومة الأسد بغية العمل على بحث مضامين تطورات ملفي النزوح والمسجونين السوريين. بعدها في منتصف الشهر الجاري، أوعز مجلس النواب (البرلمان) اللبناني، للجهات الرسمية المختصة بتنفيذ “الإجراءات القانونية اللازمة لتسليم السجناء من النازحين إلى السلطات السورية، وفق القوانين”، دون توضيح طبيعة الجرائم المتهمين فيها والتي تستدعي ترحيلهم.
وفي تقرير لـ”هيومن رايتس ووتش” في 23 أغسطس/آب 2023، أكد أنَّ نحو 80% من المحتجزين في لبنان هم قيد الحبس الاحتياطي، أي أنَّهم محتجزون قبل محاكمتهم، ما يبرز معضلة الاحتجاز دون محاكمة والتأخير في الإجراءات القضائية. وتزيد الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان من حدة هذه المشكلات، مما يضع السجناء وعائلاتهم في حالة من عدم الاستقرار ويعرضهم لمخاطر عديدة.
وتم إنشاء غرفة تلغرام لسهولة الوصول إلى منشورات الحملة:
أنقذوا المعتقلين السوريين في لبنان