فنون وآداب

مجلة فرنسية تحتفي برسام الكاريكاتير السوري علي حمرة: تركت بلدي من أجل حرية التعبير

العربي القديم – خاص

نشرت مجلة (ليموج ميتروبول) الفرنسية مؤخراً، بورتريهاً عن رسام الكاريكاتور السوري علي حمرة، واكبت فيه رحتله مع فن الكاريكاتور منذ تفتح موهبته الأولى، ثم عمله في الصحافة، وتشرده بعد أن هاجر من بلده سورية بسبب القمع وحرية التعبير ومناصرته للثورة السورية. ويسر (العربي القديم) التي تعتبر علي حمرة أحد كتابها ورساميها الأساسيين أن تنشر نص المقال. (العربي القديم)

الرسم ليس مكسباً أبداً

 الرسم لا يسمن ولا يغني من جوع

 الرسم ليس مضمونا أبداً

سيكون الصحفي ورسام الكاريكاتير علي حمرة من بين رسامي الكاريكاتير الصحفيين في مهرجان الكاريكاتير الدولي في سان جوست لو مارتيل في نسخته الثالثة والأربعين نهاية الشهرالحالي.

لاجئ سوري، فرمن بلده الذي مزقته الحرب في عام 2012. ويعيش في فرنسا منذ 10 سنوات باحتياجاته الأساسية لمواصلة الرسم رغم الصعوبات.

سيحيي علي صالونه العاشر للكاريكاتير والرسوم الصحفية الساخرة في (سان جوست لو مارتيل)  من٢٨أيلول حتى ٦أكتوبر حيث وجد هناك بيئته أو مجتمعه الذي يعتبره كعائلته الثانية منذ وصوله الى فرنسا منتصف عام ٢٠١٤ مغادراً بلده قبل عامين من ذلك التاريخ.

ترك علي سوريا مع زوجته وأطفاله في حالة كارثية.. حاملاً عدة حقائب، وأقلامه، لم يعد أبداً ولم يرَ والديه منذ ذلك الحين.

والداه كانا يحثانه على عدم إهدار الورق الأبيض واستخدامه بالرسم والاستفادة منه في التعلم والدراسة، حينها علي مزق أطراف الورق ليبدأ عليها برسم “شخابيطه” الأولى: ” بدأت الرسم في العاشرة من عمري، بعدما شد انتباهي رٍم كاريكاتوري في الأبيض والأسود لإحدى الصحف المحلية، وكنت مسحورا بطريقة التعبير المميزة هذه”.

يروي علي ان زملاءه في مدرسته الابتدائية بإحدى ضواحي دمشق كانوا يطلبون منه رسوماً لهم. قدرته وتميزه في الرسم جعلاه مشهوراً في صفه. لكن لم ينسَ علي دراسته، وعلاماته الجيدة في الثانوية العامة أدخلته عالم الصحافة.

يقول علي: “في سورية لايوجد مدرسة أو معهد لتعليم فنون الرسوم المصورة أورسم الشخصيات الكرتونية كما في أوروبا، وجدت أن بيئة الكاريكاتير الأكثر قرباً هي الصحافة”.

في ١٩٩٩، وكان عمري ٢٦ عاماً، عمل الصحفي الجديد ورسام الكاريكاتير الذي طور نفسه وبدأ مستكتباً في صحيفة تشرين”كنت أرفق كل مقالة أو تحقيق لي أو لزملائي الصحفيين برسم كاريكاتوري، فالرسم هو الوسيلة الأفضل للتعبير”.

اختبر حدود حرية التعبيرالسياسية والاقتصادية، وبالتشاور مع رئيس تحرير صحيفته – مع أنه حدث نادر- نشر كاريكاتير لوزير في صحيفة حكومية تابعة للنظام.. بعد عام شددت الإدارة الجديدة للصحيفة الرقابة الذاتية فأجبر على التوقف. انتقل إلى صحيفة خاصة ليتابع الكتابة والرسم بحرية.

في عام ٢٠١١ كانت الثورة ضد الديكتاتور بشار الأسد وجاء القمع الذي تلاه قلب حياته رأساً على عقب، وفي نفس الوقت غرق البلد والشعب في الفوضى. هاجم النظام رسامي الكاريكاتير، وأعتقل رسام كاريكاتير صديقي كان رسم بشار الأسد.

مع تزايد التفجيرات، وحالة الذعر، والخطورة على حياته يقول علي ” قررت المغادرة مع عائلتي، فإذا لا أستطيع التعبير هنا، فاسأتمكن من القيام بذلك في مكان آخر”. ثم تبدأحياة المنفى القاسية من مصر ليبدأ العيش مع عمل جزئي في صحيفة، لكن الحالة لم تكن مرضية له وللعائلة.

وبدعم منظمة مراسلون بلا حدود وصل مع العائلة إلى فرنسا في كريتيل “أحد أحياء باريس” وبعد أربعة أيام ” أوجدت لنا منظمة فرانس تير دازيل سكناً في مدينة ليموج التي لم يكن لدي أية فكرة مسبقة عنها، ومن بعد تم التواصل مع إدارة مهرجان (سان جوست) وأسست معهم علاقات جيدة وعلى مدى سنوات أصبحت عضواً في المهرجان.

قابلت عمدة المدينة السيد ڤاندربروك الذي دعم مباشرة مشروع كتابي .

يتذكر علي أنه في عام ٢٠١٧ نشر كتابه الأول بعنوان “سورية وتواطؤ الجميع ” وهو حصيلة رسومه المنفذة منذ خروجه من سوريا.

ثم نشر كتابه الثاني عام ٢٠٢١، رغم ذلك يواجه علي صعوبة في العيش مع مهنته كرسام “يوجد منافسة كبيرة، والفرص نادرة” لذلك يجب التميز وهو ما يحاول عمله في عروضه ورسومه بكلتا يديه معاً، يعمل علي في ميدان الأنشطة المدرسية مع الأطفال والرسم ومداخلاته من خلال peace  cartooning four وهي شبكة دولية لرسامي الكاريكاتير التي أسسها جان بلانتو رسام صحيفة اللوموند، وباتريك شابات، وكوفي عنان.

لكن مهما حدث علي لن يمحو الرسم من حياته:” لقد تركت بلدي من أجل حرية التعبير، في فرنسا حصلت على الحماية الحقيقية، لكنني وجدت بطريقة ما نفس المعركة هنا وهي الدفاع عن حرية التعبير، فبعد سنة تقريبا من وصولي كانت الهجمة ضد شارلي ايبدو، ما مسني مباشرة، فأنا لا أوافق على أغلب رسوم شارلي ولست معهم فيها كالكثيرين، لكنني أتحيز دائماً لحرية التعبير، وأقف ضد العنف”.

زر الذهاب إلى الأعلى