فنون وآداب

ملك التواضع: سمير عطا الله يسخر من غرور الناقد السوري كمال أبو ديب

العربي القديم- متابعات:

سخر الكاتب اللبناني البارز سمير عطاله من الناقد والأستاذ الجامعي السوري كمال أبو ديب، في زاويته الصحفية اليومية المنشورة اليوم في صحيفة )الشرق الأوسط) مستعرضا جوانبا مما أصابه من التعالي والغرور.

جاء ذلك خلال عرضه السريع لكتاب “علمانيون وإسلاميون” الذي جمع فيه مؤلف الصحفي علي مكّي عدداً من المقابلات  التي أجراها على مر سنين في صحيفة «عكاظ» السعودية.

واعتبر سمير عطالله أنه يمكن أن “تجد في الكتاب مراياتٍ كثيرة للمثقفين العرب، وتكشف هذه الحوارات عن المراحل وتأثيرها ومدى تعدّد الثقافات أو تناقضها وفي هذا البستان الغني من الأفكار متعٌ وأعماقٌ جمّة وطباعٌ مختلفة “

ثم تابع متوقفا عند مقابلة الناقد والآستاذ الجامعي السوري كمال أبو ديب المنشورة في الكتاب، واصفا إياها على سبيل السخرية بالتوائع الكبير، فقال:

” توقفت وأعدت التوقف عند مقابلة الدكتور كمال أبو ديب، أستاذ الأدب العربي في جامعة لندن. فقد رأيت فيه نموذج التواضع الكبير الذي يميّز في العادة رجال الأكاديمية، وأهل العلم، كما في قوله مثلاً: «فالكتاب النقدي المتميز الآن يقرأ، ويناقض، ويدرس أكثر بكثيرٍ مما يدرس الكتاب الشعري لأفضل الشعراء. يعني: مثلاً، كتبي الشخصية في مجال النقد في طبعاتها الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة -أحياناً- باعت عشرات آلاف النسخ، أما دواوين الشعراء فهي تتراكم في المكتبات، ويُهديها أحدهم إلى الآخر، فقط، لأنها لا تجد من يشتريها، أنا لا أقول هذا الكلام بفرحٍ وإنما أقوله بشيء من الأسى لحالة علاقة الجمهور بالشعر». «أنا لا أراوغ؛ لأنني لا يمكن أن أكون أنا من أنا، وأقول كل ما أقوله، ثم أراوغ؛ أنا لا أراوغ. أنا أقول ما أراه حتى لو انطبقت السماء على الأرض، وقد فعلت ذلك -طوال حياتي- فأنا لا أخشى أحداً، ولا أخاف من اتهام، ولا أهتم بشيءٍ، أنا لا أقرأ شيئاً يُكتَب عنّي، لا مدحاً، ولا ذمّاً. يرسل لي الناس كتباً ومقالات مكتوبة عنّي، فأضعها في رفوف الكتب ولا أفتحها، ويرسلون لي أشياء قد تكون فيها شتائم لي فلا أهتم، فأنا لستُ مِن النمط الذي يفعل الأشياء ليُرضِي الآخرين أو ليؤذيهم، أنا أحبّ العلاقات الطيّبة العادية مع الآخرين، فأنا لا أراوغ، ولا أداور، ثم إنني لا أغامر لكي أُبهر أحداً، والسبب بسيطٌ جداً، وهو أنني على ثقة كبيرة بنفسي، فلا يعنيني أن ينبهر الآخرون، أو لا ينبهروا، ولا يعنيني أن يقولوا هذا عالٍ أو دانٍ، ولا كبير أو صغير؛ يعنيني أن أعمل ما أريد أن أعمله بأقصى درجاتِ الدقة والإخلاص له، وبأرفع المستويات الموجودة في العالم…».

ثم ختم سمير عطالله مواصلا استشهاداته وسخريته المبطنة من كلام أبو ديب بعدما أطلق عليه: ملحمة التواضع، فقال:

“يختم الدكتور أبو ديب ملحمة التواضع هذه بالقول: «لا لا، غير متواضع، نعم أصارحُك بأنني غير متواضع، ولا أجِدُ غضاضة في هذا، لأن هذا العالم العربي، عالم لا يستحق أن يكون الإنسان فيه متواضعاً، فما بالك بي؟» “

يذكر أن كمال أبو ديب مولود في مدينة صافيتا في جبال الساحل السوري عام 1942، وقد ارتبط في بدايات حياته الأكاديمية بعلاقة صداقة مع أدونيس حين شارك في تحرير مجلته (مواقف) التي كان يصدرها في بيروت، كما صدرت له العديد من المؤلفات أبرزها: “عذابات المتنبي في صحبة كمال أبو ديب والعكس بالعكس” الصادر عن دار الساقي في لندن عام 2001 “الأدب العجائبي والعالم الغرائبي” 2007 ، وكتاب “جدلية الخفاء والتجلي”، و”الرؤى المقنعة”، كما بزر اسم كمال أبو ديب في مطلع ثمانينات القرن العشرين، حين ترجم كتاب المفكر الفلسطيني – الأمريكي إدوارد سعيد “الاستشراق” الذي صدرت ترجمته ضمن منشورات مؤسسة الأبحاث العربية في بيروت عام 1980، إلا أنه لم ترض المؤلف فقد وصفت بتقعّر لغتها، وافتقارها إلى السلاسة، كما اتهم أبو ديب بإقحام مفردات وتعبيرات متحذلقة ينحتها على طريقته، ما حدا بأحد أصدقاء أدوارد سعيد إلى وصف الكتاب بأنه “خذله مترجموه” ثم صدرت ترجمة أخرى للكتاب غدت أكثر انتشارا بسبب سلاستها، وقعها المترجم المصري المخضرم د. محمد عناني عام 2006، كما قامت أسرة سعيد مالكة حقوق نشر كتبه بالتعاون مع دار الآداب لإصدار ترجمة جديدة صدرت في بيروت عام 2022 ووقعها المترجم محمد عصفور

زر الذهاب إلى الأعلى