الإعلام كأداة: الجزيرة تحذف مقابلة أجرتها مع معارضة سعودية!
العربي القديم- ترجمة وإعداد: وسنان الأعسر
قالت (مضاوي الرشيد)، الأستاذة الزائرة في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، تعليقا على سحب مقابلتها من منصات قناة الجزيرة الإنكليزية “أعتقد أن السعودية اشتكت واضطروا إلى سحب البرنامج”.
جاء ذلك في حوار لها مع موقع (ذي أنترسبت) وأضافت: “هذا يحدث دائماً. قطر غاضبة لأن الإعلام السعودي ينتقدها لاستضافتها قيادات حماس، ثم يدعون شخصا مثلي لإزعاجهم ويعرفون أن لديهم أدوات لإزعاج السعوديين في المقابل”.
(مات دوس)، نائب الرئيس التنفيذي لمركز السياسة الدولية ومستشار السياسة الخارجية السابق للسيناتور بيرني ساندرز، كان شريك مضاوي الرشيد في حلقة البرنامج المحذوفة ذاتها، وقد قال دوس إنه أيضاً لا يعرف سبب حذف الحلقة، وإنه لاحظ ذلك.
وكانت مضاوي وهي معارضة سعودية مقيمة في لندن، قد قالت خلال مقابلة في برنامج “Up Front” على قناة الجزيرة الإنجليزية السبت الماضي أنه من غير المحتمل أن يظل ولي العهد [الأمير محمد بن سلمان] على رأس السلطة إذا مضى قدماً في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
وخلال العرض سئلت الرشيد، عما إذا كانت تعتقد أن السعودية ستمضي قدماً في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما كان من المتوقع على نطاق واسع أن تفعله قبل هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي على إسرائيل، فأجابت “أعتقد أن ولي العهد السعودي يريد المضي قدماً. لكنه لا يستطيع ذلك في الوقت الحالي، وذلك بسبب الدمار الذي شاهده كل سعودي على هاتفه في وسائل التواصل الاجتماعي. ستكون خطوة انتحارية بالنسبة له مواصلة أي نوع من التطبيع مع إسرائيل في ظل الظروف الحالية”.
ونشرت قناة الجزيرة الإنجليزية الحلقة على الإنترنت وروجت لها على وسائل التواصل الاجتماعي، ووجهت المستخدمين لمشاهدتها على موقع يوتيوب. ومع ذلك فإن رابط يوتيوب لم يعد يعمل؛ تم وضع علامة على الفيديو على أنه “غير متاح” و”خاص”. ولم تعد الحلقة تظهر على صفحة برنامج “Up Front” على موقع الجزيرة الإلكتروني، على الرغم من أنها لا تزال متاحة في شكل بودكاست على موقع القناة وفي موجز البث الصوتي الخاص بالبرنامج. ما دفع مضاوي الرشيد للحديث عن إزالة الفيديو، والتواصل مع المنتج المنفذ للبرنامج للاستفسار أيضاً، لكنها قالت إنها لم تتلق أي رد.
ورغم أن للجزيرة الإنكليزية إدارة مستقلة تماما عن الجزيرة العربية، إلا أن كلا القناتين تستخدمان كأداة بيد السلطات القطرية، كما الإعلام السعودي أيضاً، وقد أشارت الرشيد في حديثها لموقع “ذي أنترسبت” بأن قناة الجزيرة العربية التي كانت تكثر من استضافتها، لم تدْعُها إلى برامجها منذ المصالحة بين قطر والسعودية. وكتبت “منذ فترة طويلة رفضت الظهور على قناة الجزيرة الإنجليزية، لكنني قبلت الأسبوع الماضي بسبب الأزمة [الحرب] التي تشهدها المنطقة”.
واعتادت السلطات القطرية استخدام قناة الجزيرة كأداة للانتقام، وكوسيلة لتطبيع العلاقات أو تعكيرها وفق مصالحها مع دول بعينها، فما يصبح حرية تعبير يتسشدق بخها صحفيو الجزيرة على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، قد يغدو غدا خطا أحمرا يحظر عليهم الاقتراب منه، كما حدث إزاء علاقاتها مع إيران وطريقة تأبينها للإرهابي قاسم سليماني.