تاريخ العرب

دروس التاريخ | ميسون الدمشقية بين منبر الأموي ونخب اسطنبول

عبد الرزاق الحسين – العربي القديم  

في الحروب الصليبية  – كما يسميها الغرب –  أبى المسلمون  الإساءة إلى  المسيحيين رغم عدم تعمّدهم بالصليب، فأطلقوا على تلك الحروب: حروب الفرنجة .

ولطول الحروب التي تجاوزت قرنيين  تقاعس كثيرون  عن الدفاع  وصد الحملات الصليبة في القدس وعكا وأرواد وانطاكيا. 

وقفت ميسون بين جموع رجال دمشق وقالت: “لم نخلق لحمل سيف لكن  ولجبن الرجال أقول: هذا شعر رأسي وهو أغلى ماعندي  أقصه، فاجعلوه حبلا على عنق الخيل واسرجوها”.

 وبينما كان ابن الجوزي خطيب الأموي  يهم إلى المسجد  فإذا  مجاميع النساء فعلن مثل ميسون. صعد ابن  الجوزي المنبر وفي يده  طفيرة شعر ميسون.  ورماها على رؤوس الرجال. انتفضت دمشق وريفها  وأسرجت الخيول نحو عكا.  المسجد  كان دار  توجيه معنوي ومادي.  قول حق وشحذ همم. الجامع الأموي الذي فقد بريقه ودوره منذ نصف قرن.  اعتلاه من لا يستحق،  اعتلاه موظف أو منافق، اعتلاه إمعة وساذج  ومخدر وعميل ومخبر. 

وفيما يتنامى من الأخبار والشهادات باتت نساؤنا في الاغتراب  في اسطنبول  وغيرها، يقصصن شعر رؤوسهن  للبيع لدى صالونات الشعر  للسيدات  مقابل ٤٠٠ دولار  حتى وصل الأمر لبيع شعر البنات الأطفال مقابل ٢٠٠ دولار، أما الرجال  والنخب ورجال الدين  فباعوا كل شيء وعملوا في كل شيء!  

سلعوا الموقف. عوألوا المؤسسات غير العائلية. جيروا المساعدات. أهلوا  الإغاثة.  حرفوا  الحقيقة. طمسوا الدماء. مشوا على الأرواح.  باعوا ضمير لمركز. وشوهوا الحقيقة في كتاب.  احتالوا في غسيل  جريمة.  ألم تسمع:  “انظر في عيون أطفالك يا بشار” . ألم “تشرق الشمس من موسكو”  تعالوا إلى كلمة سواء. ألم تجب ما قبلها؟  وفتاوي الفئة الباغية… وصمت عن قهر السوريين خوفا وطمعا في جنسية او هبة أو تمويل.

 نشطت الكنائس العالمية في الشمال. مستشارها عضو سابق في المجلس الإسلامي.   شهود يهوه.  لم نسمع لهم ركسا إلا في إلباس (بسمة قضماني) إشارباً…  فرقصوا منتشين  فيما دفع إعلاميون أرواحهم مقابل نقل مأساة،  ورحل آخرون إلى الداخل، وسجن غيرهم بل وصل الأمر إلى اصدار أحكام سجن قاربت  الست سنوات  كما صدر بحق الإعلامي أحمد ريحاوي وصديقه علاء فرحات في موقف رجولي في صد ومنع تجاوز بحق السوريين على شاشة أورينت التي أطفأت أنوارها.

 ماذا سيذكر التاريخ؟  خونة أم سيخلد الرجال. فمازال  ابن العلقمي وأبي رغّال  حاضران في ذاكرتنا الجمعية،  كما يحضر  صلاح الدين والمعز  وقطز  وغيره. قالت العرب: تموت الحرة ولا تأكل بثدييها.

أنهي قبل أن أكمل: ماذا باعت نساءنا  غير ذلك… بعد أن لم يبقَ (قطز) في البلد. فلا نامت أعين الجبناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى