معركة نصرالله مع قبرص تثير سخرية السوريين وتلهم رسامي الكاريكاتير
العربي القديم – محمد منصور:
مازالت ردود الأفعال تتوالى على خطاب زعيم ميليشيا حزب الله الممول إيرانياً، حسن نصر الله، التي هدد فيها قبرص في الخطاب الذي ألقاه، الأربعاء الماضي، والذي هدد باستهداف الجزيرة الشهيرة في البحر الأبيض المتوسط إذا ساعدت إسرائيل في الحرب المحتمل اندلاعها بين ميليشا حزب الله وإسرائيل.
وبأسلوبه الانفعالي الصارخ، قال زعيم مليشيا حزب الله إن “قبرص ستكون جزءا من هذه الحرب أيضا إذا فتحت مطاراتها وقواعدها أمام القوات الإسرائيلية”، و”سيتم التصرف معها على أنها عدو”.
وزعم نصرالله أن لدى الميلشيا التي يترأسها معلومات تفيد: “أن العدو يجري مناورات في مناطق ومطارات بقبرص، وهو يعتبر أنه في حال استهداف مطاراته سيستخدم المطارات والمرافق القبرصية”.
وردا على هذه التصريحات التي وصفها كثير من السياسيين ب”الوقاحة”، نفى الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس تورطه في الحرب، وأضاف: “التصريحات ليست لطيفة، وهي لا تتوافق بأي شكل من الأشكال مع ما يُحاول تقديم صورة بأن قبرص منخرطة في العمليات الحربية”، وتابع أن “خطوط الاتصال مفتوحة مع الحكومتين اللبنانية والإيرانية”.
وخلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب مع نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس، أكد الأخير أن بلاده “تأمل أن تكون جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة”، وشدد الوزير القبرصي الرومي على أن بلاده “ليست في وارد التورط بأي شكل من الأشكال في الحرب الدائرة في المنطقة” فيما أعرب بو حبيب للوزير كومبوس عن “تعويل لبنان الدائم على الدور الإيجابي الذي تلعبه قبرص في دعم الاستقرار بالمنطقة”.
وبينما يقول الخبراء إن الحرب بين إسرائيل و ميليشل حزب الله لا تزال غير محتملة لأن السيد الإيراني الذي يمول تابعه حزب الله ويعطيه الأوامر لا يريد لهذه الحرب أن تشتعل بما يضر مصالح إيران، فإن مجرد ذكر قبرص يضيف بعدا جديدا للصراع بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة المنضوية تحت ما يسمى “محور المقاومة” الذي تتحكم بأجنداتنه إيران، والتعرض لقبرص قد ينذر بجر دولة من دول الاتحاد الأوروبي إلى حرب انتشرت بالفعل في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتسلط الضوء على علاقات قبرص مع إسرائيل.
وجمهورية قبرص التي يبلغ عدد سكانها حوالي 920 ألف نسمة وعاصمتها نيقوسيا، هي عضو في الاتحاد الأوروبي ولكنها ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يلزم الدول الأعضاء بالدفاع عن بعضها البعض في حالة الهجوم… رغم ذلك دخل الاتحاد الأوروبي على الخط، وقال متحدث باسمه “أي تهديد لدولنا الأعضاء هو تهديد للاتحاد الأوروبي”. فيما اعتبرت اليونان أن قبرص وشعبها يحظيان بدعم منها لا يتزعزع.
وكانت إسرائيل التي بدأت علاقتها الديبلوماسية مع قبرص عام 1960، قد استخدمت في السنوات الأخيرة الأراضي القبرصية لتدريب قواتها على الحرب المحتملة مع “حزب الله”.وقال الجيش الإسرائيلي، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، إن تضاريس قبرص مماثلة لتلك الموجودة في لبنان. وفي عام 2022، أجرى الجيش الإسرائيلي مناورة عسكرية مشتركة مع القوات القبرصية… لكن قبرص في الوقت نفسه بدأت في آذار/ مارس الماضي، السماح لسفن المساعدات بالإبحار من موانئها كجزء من الجهود الدولية لإنشاء طريق مساعدات إنسانية عبر البحر باتجاه غزة وقد حملت الشحنة البحرية الأولى إلى غزة 200 طن من المواد الغذائية، أي ما يعادل حوالي 500 ألف وجبة كما تم إنشاء مركز لوجستي للاتحاد الأوروبي في قبرص لتسهيل تدفق المساعدات إلى غزة.
وسخر السوريون من تهديدات زعيم ميليشيا حزب الله، مستعيرين اللازمة الكوميدية التي وردت في المسلسل التلفزيوني الشهير (ضيعة ضايعة): والتي تكررها إحدى شخصيات العمل: “والله لخلي عواك [عواءك] يوصل لقبرص!”
فكتب الشاعر والسياسي البارز ماهر شرف الدين على صفحته على فيسبوك: ” اليوم، وبشكل رسمي، وصل العواء إلى قبرص!”
وترجم الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير موفق قات المقيم في كندا، هذه اللازمة الكوميدية في رسم كاريكاتوري بديع نشره على صفحته الشخصية على فيسبوك
كما تناول رسام الكاريكاتير السوري ياسر أحمد في صحيفة (العرب) اللندنية، تهديدات نصرالله لقبرص في كاريكاتير لاذع، يعكس موقف السوريين من المليشيا الإيرانية التي ساهمت مع نظام الأسد في قتلهم وتشريدهم.
كاريكاتير السوري ياسر أحمد في صحيفة (العرب) اللندنية
وذكرت مصادر أخبارية أخيراً أنه بعد تهديدات حسن نصرالله قررت قبرص أن تجري مسحاً للبنانيين على أراضيها بالتعاون مع أميركا وبريطانيا وإسرائيل.. وأن نيقوسيا ستتعامل مع أتباع ميليشيا”حزب الله” كإرهابيين.. في أقوى رد على تصريحات نصر الله العدائية.