قاعة الخلد أم مؤتمر وطني لأبناء الرقة بدمشق: اجتماع وجلد وطرد

أسامة الخلف – الرقة
شهدت العاصمة السورية دمشق مساء يوم الخميس اجتماعا للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخاص بمحافظة الرقة “شمال سوريا” والذي ترأس فيه اللجنة “حسن الدغيم” المشهور بجملة “تمشي الضعينة من جرابلس إلى إدلب لا تخشى إلا الله والذئب على غنمها”.
ومثل الرقة عديد من الشخصيات أخفيت قوائمهم الاسمية، وطريقة انتقاءهم وتوجيه الدعوات لهم ،دون الأخذ بعين الاعتبار رمزية وتمثيل فئات مجتمعية كاملة ،خاصة وأن خارطة المحافظة إداريا تحت ثلاث قوى سيطرة وجغرافيات “الريف الشمالي تحت سيطرة فصائل موالية لتركيا، المدينة وريف المركز بيد قسد، الريف الجنوبي الشرقي والغربي والبادية بيد وزارة الدفاع الجديدة.
وقبيل البدء بالاجتماع تم تسريب مقطع فيديو يظهر قيام شخصين بطرد الإعلامي “مؤيد العجيلي”من أبناء مدينة الرقة، بطريقة هزلية ومهينة مخاطبا إياه صاحب المقطع بأنه “يتبع لقسد”، ما أثار استهجانا واسعا من قبل شرائح مجتمعية في داخل الرقة، واعتبروه إهانة كبرى للرقة كلها .
مؤيد العجيلي: إلصاق التهم ظلما وعدوانا
وقال الإعلامي مؤيد العجيلي في حديثه :
تمت دعوتي لحضور الجلسة الحوارية مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، وعلى طريقة الأمن سابقاً تم إخراجي من القاعة بتهمة شبيح للنظام وأحدهم خلفي يصور المشهد ويقول ضمن مفارقة عجيبة شبيح لقسد .
أنا مواطن سوري من الرقة ولي حقوق في المواطنة والكرامة التي تدّعون أنكم خرجتم من أجلها ولكن للأسف أجد نفس التعامل القديم ونفس الممارسات الإقصائية بما في ذلك امتهان كرامة الإنسان وإلصاق التهم بالمجان ظلماً وعدواناً ممن لا أعرف من هم ولا أي سلطة خولتهم بذلك
لا تربطني بقسد ولا مسد ولا النظام البائد ولا المنظومة الحاكمة حالياً اي صلة و ليس لي معرفة شخصية بأي من أولئك الذين ذكرتهم آنفاً .
والناس تعلم وانا ادرى الناس بنفسي ولا أجدني مضطراً لسوق الأدلة على براءتي ولست مجبراً على الحديث بالتفاصيل ومع هذا فإن اقل ما جرى عليّ شخصياً
حرمت من إكمال دراستي الجامعية بدمشق حتى ٢٠٢٠ .
تم فصلي من عملي كمعلم من ٢٠١٧ وصدر بقرار قرار قضائي بحكم المستقيل .
في الرقة اعيش ولم أغادر ولا ليوم واحد تحت قصف النظام وروسيا والتحالف .
كانت لي وقفة مع قسد ضد الحظر والممارسات التعسفية بحق أبناء الجزيرة السورية التي لم ولن نقبل بأي تغيير ديموغرافي أو جغرافي أو نظام حكم يفصلها عن الجسم السوري .
أطالب برد الاعتبار وأطالب بحقي في محاسبة مَن تجنى عليّ من قبل عدالة الأرض إن وجدت وإن لم يكن فكلي ثقة بأن عدالة السماء ستأخذ حقوقنا جميعاً نحن المظلومين .
وعن اختيار مبنى القيادة القطرية بدمشق ليكون حاضنة للمؤتمر الخاص بالرقة كتب الناشط الرقي ياسين السويحة :
أولاً: حكومة دمشق تسيطر على أجزاء واسعة من محافظة الرقة، من بينها أماكن فيها قاعات ومراكز ثقافية ومضافات ومرافق قادرة على احتواء لقاء تشاوري مع أهل المحافظة، بدل إجراء اللقاء في دمشق. هذا أكثر احتراماً لأهل المحافظة وتقديراً لأن سوريا أكبر وأوسع من قاعة القيادة القطرية، حيث عُقد اللقاء التشاوري.
ثانياً: الفوضى وقلة الوضوح حول آليات الدعوة تنقص بشكل كبير من جدية هذه الاجتماعات ونجاعتها. هذا حصل في كل المحافظات، ولكن في حالة المحافظات التي تجري لقاءاتها في دمشق فالحيف أكبر، والجدّية معدومة فعلياً.
ثالثاً: لماذا حضرت اللجنة ناقصة في اجتماع محافظة الرقة؟ أهناك شيء أهم لدى اللجنة وأعضائها يمنع الحضور؟ وفوقها، غابت السيدتان هدى الأتاسي وهند قبوات، وحضر رجال فقط. لا مبرر أبداً لذلك، ولا تفسير طيب.
محمد الحاج: أقل عدد.. وأقل حضور نسائي
فيما قال الإعلامي محمد الحاج وهو أحد أبناء الرقة :
أقل عدد مدعوين في الندوات (تنافسها السويداء، لكن هناك كان لحجم القاعة، ما السبب بندوة الرقة..؟!).
أقل حضور نسائي حسب ملاحظتي مقارنة بباقي المحافظات (مبدئياً: سيدتان إلى 4 فقط؟
غياب للسيدة هند قبوات وهدى الأتاسي اليوم عن ندوتي الحسكة والرقة، وحضورهما بعد ساعات في جلسة مقامة حالياً بريف دمشق
ثلاث ندوات في يوم واحد، سابقاً أقيمت طرطوس واللاذقية بيوم، درعا والسويداء بيوم، بس 3 على ساعتين، ساعة ونص، يعطي انطباع “رقة ماشي، حسكة ماشي، ريف دمشق ماشي” (ماراثون وطني ماشي).
حضور بصبغة عشائرية (شيوخ) قليل وليس طاغ على المدعوين وإن تصدر بعضهم الكراسي الأولى (رأي: نقطة إيجابية قد تكون من غير رام!).
الرقة فيها مناطق خارجة عن سيطرة “قسد” ومع ذلك أقيمت الندوة في دمشق (سفر 40 شخص أسهل من سفر 5 أشخاص إلى قاعات أكبر موجودة بمعدان أو مضافة في قرية صغيرة تابعة إدارياً .
منى فريج: هل الرقة بعيدة دائما؟
الحضور الباهت للناشطات والإعلاميات من الرقة أثار حفيظة العديد من أهالي الرقة، لقول الناشطة منى فريج :
اجتماعان بيوم واحد للجنة الحوار بدمشق. نحن أبناء الرقة يصعب عليهم القدوم لعنا ع الرقة لأنه بعيدة، تصير تفاوض ع الغاز والثروات لكن ما يصير تفاوض مشان نحفظ كرامة أبناء المدينة وفوقها السيدات ما يكونوا حاضرات .
أبناء عفوا (نخب) دمشق الجلسة كل اللجنة فيها، هذا أول الغيث بحسابات الحكومة الجديدة.
وأذكر اليوم ما قاله المتنبي :
وقد أشهد الطعام معي من
لا يساوي الخبز الذي أكله
ويظهر الجهل بي وأعرفه
والدر در برغم من جهله.