الرأي العام

تفاصيل سورية | رسالة خاصة إلى أهلنا السوريين في المنافي

يكتبها: غسان المفلح
في الحقيقة منذ زمن وأنا بذهني توجيه ما يشبه الرسالة إلى أهلي السوريين في بلدان اللجوء والمنفى، خاصة في أوروبا الغربية وتركيا. كما أتمنى من الجميع تعميم مثل مضمون هذه الرسالة والكتابة عنه. كي تصل لأكبر شريحة من السوريين. هذه الأمور التي أود طرحها هنا ربما لا تنال نصيبها كثيرا من التداول. هي أمور بسيطة جدا.
– علينا كسوريين احترام قوانين الدول التي استقبلتنا. حتى لو كنت لا تحترمها لكن لا تخالفها تحت أية ذريعة كانت سياسية دينية مصلحية. هنا يمكن الإشارة إلى ما تعتقده الناس إلى التعاطي مع تيارات الإسلام السياسي. إلى التجمعات التي يمكن أن تديم ثقافة التعصب الديني او القومي او الطائفي. ربما هذه قضايا مهمة ومهمة جدا ويجب الابتعاد عنها. السوريون يحتاجون للاسترخاء قليلا كي يروا شعوب أوروبا الغربية كيف يعيشون وكيف يتعايشون رغم الاختلافات الدينية والقومية والطائفية بينهم. كيف تحتضنهم دولة القانون ونظامها الديمقراطي العلماني.
– ما أريد التركيز عليه هنا يتعلق بالتالي:
أولا: أصحاب المطاعم من السوريين الالتزام بالقانون من حيث النظافة والترتيب وعدم الانجرار إلى ما يمكننا تسميته الربح السريع.
ثانياً: ينطبق هذا الكلام على اصحاب محلات البقالة، خاصة أننا نعرف أن 90% من رواد هذه المطاعم والبقاليات أغلب روادها سوريين. لكن يبقى المهم والمهم جدا ان تتحول هذه المطاعم إلى مكان يرتاده شعوب الدول التي استقبلتكم. كيف يمكن الوصول لهذه الحالة، دون النظافة والترتيب والاعتناء بالزبون؟ وعدم جعل الأسعار بالعلالي. يجب مراعاة كل هذا. القصة ليست اغرف وامضِ، القصة في التأسيس لأجيالكم القادمة في هذه البلدان.

ثالثاً: المحاولة الجادة لفهم هذه المجتمعات بكونها مجتمعات بشر، فيها الانسان: ذو قيمة اعتبارية بغض النظر عن دينه ومعتقده وانتمائه. هو ليس من دين آخر كي نحكم عليه؟ أو من قومية أخرى. او حتى من طائفة أخرى.
أيها السوريون من أصحاب هذه المهن لماذا لا تقتدوا بالأتراك؟ المطعم التركي بات مطعما أوروبيا. لماذا لا يصير المطعم السوري مطعما أوروبيا؟ لماذا لا يصير المطبخ السوري مطبخا أوروبيا؟ ويستفيد أصحاب المطاعم السورية وأصحاب البقاليات.
أخيراً: على هذا الصعيد الابتعاد عن الفلهوة والتشاطر والتذاكي على قوانين هذه الدول، أو التعامل في الحياة اليومية. الابتعاد عن الفساد الذي ربت الأسدية شعبنا عليه.
على الصعيد الآخر الابتعاد عن تجارة المخدرات وعالم المافيات.
هذه القضايا والمطالبة بها ليست إهانة لاحد ولا تقليلا من شان أحد. بل كي لا يتراكم أمام أجيالنا القادمة جبلا من التصورات الخاطئة.
من أجل تأسيس إرث وتقليد للمطبخ السوري والمطعم السوري والسلوك السوري، وهذا يفيد أجيالنا وجالياتنا في أوروبا الغربية خاصة. لاحظوا سمعة الأطباء السوريين كم هي مدعاة للفخر. وتجعل الأوروبي يثق بهم. كل هذه التقاليد النظيفة تجعل مسيرة الأجيال اللاحقة في الحياة هنا أكثر سهولة وفخرا.
أخيرا اتركوا لأبنائكم هامشا من حرية التفكير والاختيار. شجعوهم على أن يكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعكم الجديد ومواطنين صالحين كما يقال.

زر الذهاب إلى الأعلى