العربي الآن

سويسرا تحاكم رفعت الأسد ومجزرة حماة تعيده إلى شريط الأخبار!

العربي القديم – متابعات:

أعلن المدعي العام السويسري أن رفعت الأسد (86 عاما) نائب الرئيس السوري السابق والضابط السابق في الجيش السوري، ملاحق من قبل القضاء السويسري بتهمة ارتكاب “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي في جنيف أمس (الثلاثاء)، بعدما  قررت النيابة العامة السويسرية محاكمة رفعت الأسد عم رأس النظام السوري بشار الأسد، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لوقائع تعود إلى ثمانينات القرن الماضي،  لقب على إثرها بـ”جزار حماة”. وقد فتحت النيابة قضية جرائم الحرب هذه، بعد تلقيها شكوى تقدمت بها المنظمة السويسرية غير الحكومية “ترايل أنترناشونال” في ديسمبر 2013.

قائد العمليات أثناء المجزرة

وقال الادعاء السويسري إن لائحة الاتهام تستند “إلى وقائع مجزرة شباط/ فبراير 1982 في مدينة حماة متهما إياه  بأنه “أمر بصفته قائد سرايا الدفاع وقائد العمليات في حماة، بارتكاب جرائم قتل وتعذيب ومعاملة قاسية واعتقالات غير قانونية”.

وقالت النيابة العامة إن “سرايا الدفاع” هي “على الأرجح القوات الرئيسية المسؤولة عن القمع”. وأنه “في هذا السياق، وقع الآلاف من المدنيين ضحايا انتهاكات مختلفة، من الإعدام الفوري إلى الاحتجاز والتعذيب في مراكز أنشئت خصيصا وتحدثت عنها شهادات عدة”.

وأوضحت النيابة أن الإجراءات الجنائية فُتحت بموجب الولاية القضائية العالمية وعدم قابلية جرائم الحرب للتقادم. حيث أصبح القضاء السويسري قادرا منذ 1968 وبموجب قانون العقوبات العسكري السابق على معاقبة مرتكبي جرائم الحرب بغض النظر عن مكان وجنسية الجاني أو الضحية. وفي هذا الإطار سمح تدقيق للشرطة بإثبات وجود عم بشار الأسد الرئيس السوري الحالي على الأراضي السويسرية عند فتح التحقيق بعدما أبلغ سوريون يعيشون في جنيف المنظمة غير الحكومية بوجوده في فندق كبير في جنيف.

ترحيب حقوقي

ورحب (فيليب غرانت)، المدير التنفيذي لمنظمة “ترايل أنترناشونال” بـ”الاتهام التاريخي لشخصية بهذا الوزن”، مؤكدا أنها “خطوة أخرى نحو تحقيق العدالة للشعب السوري”.

وقال أحد الأشخاص الثلاثة الذين يشاركون في الدعوى المدنية في بيان المنظمة نفسها “في البداية لم أكن أستطيع أن أحلم بمحاكمة رفعت الأسد. لائحة الاتهام تظهر أن مثل هؤلاء الأشخاص الأقوياء يمكن إحالتهم على القضاء”.

كما رحب المحامي السوري (أنور البني)، رئيس المركز السوري للدراسات القانونية، على حساباته في مواقع التواصل بهذه الخطوة قائلا إن «المحاكمة العلنية» المتوقعة لرفعت الأسد ستبدأ قريباً، وإن بعد تأخير، «ولن تكون لرفعت الأسد فقط». مشيرا إلى أن المركز «ساهم بكثير من الجهود لدعم ملف الاتهام».

سيرة عائلة من المجرمين

العديد من الصحف العربية والأجنية الصادرة اليوم، استحضرت بهذه المناسبة سيرة رفعت الأسد، ضمن التشكيلة العائلية الأسدية، فبدا أنها تستحضر سيرة عائلة من المجرمين… إذ شكل رفعت الأسد (87 عاماً)، رمزا من رموز إجرام عائلة الأسد منذ ثمانينات القرن العشرين، وقد ارتبطت سيرة صعوده في النظام بسيرة شقيقه الأكبر حافظ الأسد.

تخرج رفعت من الكلية الحربية عام 1963 في الدورة التي خرجت على عجل بعد استيلاء حزب البعث بالقوة على السلطة في انقلاب عسكري كي ترفد الجيش والأمن بضباط موالين بعد تسريح مئات الضباط السنة من أبناء دمشق وحلب وحمص وحماة، وكان مع شقيقه حافظ من المشاركين بانقلاب 23 فبراير 1966 ضد الرئيس السوري أمين الحافظ، وهو الانقلاب الذي أسهم في تمكين الطائفة العلوية من الانفراد بالحكم، وبعد خضوعه لدورة قائد حراسة مدرعات ومشاة عام 1969 تولى قيادة قطعات عسكرية وألوية في صفوف الجيش. ثم أسس مليشيا (سرايا الدفاع) الطائفية، التي تم انتقاء عناصرها من أبناء الطائفتين العلوية والمرشدية، وتغذيتهم بالأحقاد والضغائن تجاه باقي المكونات السورية.

وساهمت سرايا الدفاع في ترويع الشارع السوري، وفي ارتكاب مجزرة جماة عام 1982 كما أوصل نفوذها وتغولها رفعت الأسد إلى التفكير بتنفيذ محاولة انقلاب فاشل ضد شقيقه الأكبر منتهزاً دخوله المشفى للعلاج عام 1984قبل أن يتم تطويقها، وإجراء تسوية ضمن العائلة الطائفية المافياوية، قضت بنفي رفعت الأسد إلى فرنسا، بعد استيلائه على احتياطي القطع الأجنبي في المصرف المركزي السوري، واستدانة حافظ الأسد مبلغ 300 مليون دولار من الرئيس الليبي معمر القذافي لإكمال باقي المبلغ الذي طلبه لقاء خروجه من البلاد. وفي عام 2017، واجه رفعت الأسد اتهامات في فرنسا بالتهرب الضريبي واختلاس أموال عامة وغسيل أموال، ليعود إلى سوريا عام 2021 هرباً من حكم بالسجن في فرنسا.

ويلتزم رفعت الأسد منذ عودته إلى سورية، بما يشبه الإقامة والجبرية، إذ يقيم في أحد القصور بريف طرطوس على الساحل السوري، بعدما اشترطت سلطات النظام عدم  توجهه إلى مسقط رأسه في القرداحة التي ما زال فيها أتباع يدينون بالولاء له الأعمى، ويطلقون عليه صفة “القائد”!

زر الذهاب إلى الأعلى