العربي الآن

رفع العقوبات: نصر لكل السوريين.. لا فئة واحدة

من المأمول أن يحدث رفع العقوبات تحولاً جذرياً في الاقتصاد السوري

سامي زرقة – العربي القديم

في تحول مفاجئ للسياسة الأمريكية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته إلى الرياض، عن رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، واصفاً القرار بأنه “فرصة لسوريا كي تمضي قدماً”.. هذا الإعلان جاء بعد طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ويهدف إلى منح السوريين “فرصة للعظمة”.

القرار الأمريكي.. تحول استراتيجي

في 13 مايو 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الرياض، عن رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، واصفاً القرار بأنه “فرصة لسوريا كي تمضي قدماً”.. هي فرصة لكل السوريين لينفضوا عن أنفسهم غبار 14 عاماً من الذل والقهر والتنكيل، من حقهم بل واجب عليهم اليوم أن يفرحوا بعد أن خرجوا من دوامة العقوبات والحصار التي كان سببها نظام الأسد الهارب..

الأبعاد السياسية.. ما وراء القرار

جاء هذا القرار بعد خمسة أشهر من الإطاحة بنظام بشار الأسد، وتولي أحمد الشرع، رئاسة المرحلة الانتقالية في سوريا.. الولايات المتحدة تسعى من خلال هذا القرار إلى دعم الاستقرار في سوريا وتعزيز علاقاتها مع الحكومة الجديدة .

الانعكاسات الاقتصادية.. بداية التعافي

رفع العقوبات يفتح الباب أمام استثمارات ضخمة في سوريا، خاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية.. كما أنه يتيح للسوريين الوصول إلى النظام المالي العالمي، ما يسهل عمليات التحويلات المالية والتجارة الدولية.

ومن المأمول أن يحدث رفع العقوبات تحولاً جذرياً في الاقتصاد السوري، حيث سيسمح بفتح الأسواق أمام البضائع والسلع الأساسية، ما يسهل الحصول على المواد الغذائية والدوائية”.

إضافة إلى ذلك سيفتح المجال أمام مشاريع إعادة الإعمار التي تحتاجها البنية التحتية المتضررة من النزاع، بما يشمل بناء المدارس والمستشفيات والطرق”.

الأثر الإنساني.. فرصة للشفاء

القرار الأمريكي يمكن أن يسهم في تحسين الوضع الإنساني في سوريا، من خلال تسهيل وصول المساعدات الدولية وعودة اللاجئين. كما أنه يعزز الأمل في تحقيق المصالحة الوطنية وبناء مستقبل مشترك لجميع السوريين.. خاصة وأن إلغاء العقوبات الأميركية يعني فتح الباب أمام المستثمرين، بعد أن تعرضت البلاد لدمار كبير.. وتعد اليوم أرضاً خصبة لمشاريع كثيرة كإعادة الإعمار والاستثمار في قطاعي النفط والطاقة والسياحة والزراعة”.

التحديات والفرص

رغم الإيجابيات، يواجه القرار تحديات، منها ضرورة ضمان عدم استفادة الجماعات المتطرفة من رفع العقوبات، وضمان توزيع المساعدات بشكل عادل.. كما أن نجاح هذا القرار يعتمد على التزام الحكومة السورية الجديدة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية.

نصر لكل السوريين

رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا يمثل خطوة مهمة نحو إعادة بناء البلاد وتحقيق الاستقرار.. لكن النجاح الحقيقي يتطلب تعاوناً من جميع الأطراف السورية، ودعماً دولياً مستمراً، لضمان أن يكون هذا النصر لكل السوريين، وليس لفئة واحدة فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى