ما هو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط الحركي؟

محمد عرفات * – العربي القديم

يُعد اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder أحد أكثر الاضطرابات النمائية شيوعاً عند الأطفال.

الذكور الأكثر إصابة

وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب يبدأ في مرحلة الطفولة، إلا أنه يمكن أن يؤثر أيضًا على البالغين. تشمل ميزاته الرئيسية عدم الانتباه (عدم القدرة على الحفاظ على التركيز)، وفرط النشاط (حركة زائدة لا تتناسب مع الظرف)، والاندفاع (الأفعال المتسرعة التي تحدث في اللحظة دون تفكير). يمكن أن يعطل المهام الدراسية والمهام الاجتماعية والعمل أو الوظيفة ويسبب مشاكل في النمو.

وفقاً للإحصاءات، فإن نسبة انتشار اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بين الأطفال تتراوح بين 6% إلى 7% عالمياً. في الولايات المتحدة، يتم تشخيص حوالي 2% إلى 16% من أطفال المدارس بهذا الاضطراب؛ وإن نسبة انتشار اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بين البالغين تتراوح بين 4% إلى 5% عالمياً. كما أن حوالي 60% من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب يستمرون في مواجهة أعراضه خلال مرحلة البلوغ.

يحدث في كثير من الأحيان عند الذكور أكثر من الإناث. قد يلاحظ الآباء الأعراض لدى أطفالهم الصغار، ولكن لا يمكن تشخيص معظم الأطفال اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط حتى سن الرابعة.

اضطراب التحدي والمعارضة

 خلال سنوات المراهقة، قد يتم التعبير عن فرط النشاط على أنه عصبي أو مضطرب أو غير صبور. عند البالغين قد يتسبب عدم الانتباه وسوء التخطيط والمشاعر المضطربة والاندفاع في حدوث مشكلات في جميع جوانب الحياة. وقد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أيضاً من اضطراب التحدي والمعارضة أو اضطراب عسر المزاج، واضطراب التعلم المحدد.

من جانب آخر قد يعاني الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة من قصر مُدّة الانتباه، ويكونون غير قادرين على الالتزام بأداء نشاط واحد لمدة طويلة، وهو أمر طبيعي. وحتى عند الأطفال الأكبر سنًّا والمراهقين، فإن مُدّة الانتباه تعتمد عادةً على مستوى الاهتمام.

وينطبق نفس الكلام على فرط النشاط الأطفال الصغار بطبيعتهم يكونون مفعمين بالطاقة لفترة طويلة مما قد يسبب لآبائهم الإرهاق والتعب الشديد. وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الأطفال يعانون بشكل طبيعيٍّ من مستوى نشاط أعلى مقارنة بغيرهم.  لذا لا ينبغي على الإطلاق تصنيف الأطفال باعتبارهم يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط بسبب اختلافهم عن أصدقائهم أو إخوانهم.

كما أن الأطفال الذين يعانون من مشكلات في المدرسة بشكل مشابه عما هو عند الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط، أو عدم الانتباه، ولكن تفاعلهم يظهر بطريقة جيدة في المنزل، أو مع أصدقائهم، في حين مستوى أدائهم المدرسي وتعاملهم مع الأصدقاء تظل دون تأثر.

تأكد مما يلي

حتى يتم التشخيص بهذا الاضطراب، يجب التأكد مما يلي:

• تظهر الأعراض قبل سن 12 عامًا وتستمر لمدة 6 أشهر على الأقل. عند الأطفال يجب أن تظهر ستة أعراض على الأقل. عند المراهقين والبالغين الأكبر سنًا (الذين تبلغ أعمارهم 17 عامًا أو أكثر) يجب أن تظهر خمسة أعراض على الأقل.

• الأعراض لا ترجع فقط إلى العصيان أو التمرد أو التحدي أو العداء أو عدم فهم المهام أو التعليمات.

• نمط دائم او متكرر من أعراض نقص الانتباه أو فرط النشاط او كلاهما، تسبب تعطل أو خلل واضح في الوظيفة الاجتماعية أو الاكاديمية او العمل.

الأعراض والتشخيص

يوجد ثلاث أنواع رئيسية من اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة:

1. عدم الانتباه  (Inattention)

2. فرط النشاط والاندفاع  (Hyperactivity and impulsivity)

3. النوع المشترك  (Combined type)

a. عدم الانتباه Inattention: ستة من الأعراض التالية أو (خمسة ، لمن يبلغون من العمر 17  عامًا أو أكثر)، تحدث أغلب الوقت:

• لا يهتم بالتفاصيل أو يرتكب أخطاء في المدرسة أو العمل بسبب الإهمال .

• لديه مشاكل في البقاء مركز أثناء المهام أو أوقات المتعة، مثل أثناء المحاضرات أو المحادثات أو القراءة الطويلة.

• لا يبدو أنه يستمع او مهتم عند التحدث إليه (يبدو أن العقل في مكان آخر) .

• لا يتبع التعليمات ولا ينهي العمل المدرسي أو الأعمال المنزلية أو واجبات الوظيفة ( قد يبدأ المهام ولكنه يفقد التركيز بسرعة).

• لديه مشاكل في تنظيم المهام والعمل (على سبيل المثال، لا يدير الوقت بشكل جيد؛ لديه عمل فوضوي وغير منظم؛ يغيب عن المواعيد النهائية).

• يتجنب أو يكره المهام التي تتطلب مجهودًا ذهنيًا متواصلًا، مثل الواجب المدرسي أو الواجبات المنزلية.

• قد يتجنب المراهقين البالغون الأكبر سنًا إعداد التقارير واستكمال النماذج.

• غالبًا ما يفقد الأشياء اللازمة للمهام أو الحياة اليومية، مثل الأوراق المدرسية والكتب والمفاتيح والمحفظة والهاتف الخلوي والنظارات.

•  يتشتت بسهولة.

• ينسى المهام اليومية، مثل القيام بالأعمال المنزلية وتشغيل المهمات. قد ينسى المراهقين والبالغين

• الأكبر سنًا إعادة المكالمات الهاتفية ودفع الفواتير والاحتفاظ بالمواعيد

b.  فرط النشاط والاندفاع Hyperactivity and impulsivity : (ستة من الأعراض التالية أو خمسة، لمن يبلغون من العمر 17 عامًا فأكثر) تحدث غالبًا :

•التململ أو نقر اليدين أو القدمين أو يتلوى في المقعد.

• غير قادر على البقاء جالسًا (في الفصل، مكان العمل).

• الجري أو التسلق في ظروف غير مناسبة.

• عدم القدرة على اللعب أو القيام بالأنشطة الترفيهية بهدوء.

• سريع ومندفع دائمًا، كما لو كان يقودك محرك.

• كثرة الكلام

•يعطي الإجابة قبل الانتهاء من السؤال (على سبيل المثال، قد ينهي جمل الأشخاص، ولا يمكنه الانتظار للتحدث في المحادثات).

• لديه صعوبة في انتظار دوره، مثل الانتظار في الطابور .

• المقاطعة أو التطفل على الآخرين (على سبيل المثال ، اقتحام المحادثات أو الألعاب أو الأنشطة؛ أو البدء في استخدام أشياء الآخرين دون إذن). قد يتولى المراهقين والبالغين الأكبر سنًا ما يفعله الآخرون .

C.  النوع المشترك (Combined type): يتم تشخيص هذا النوع من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند استيفاء كلا المعيارين لكل من أنواع عدم الانتباه وفرط النشاط/ الاندفاع

بالإضافة لما يلي:

• يجب أن تحدث الاعراض في مكانين مختلفين أو أكثر، مثل المدرسة أو المنزل أو العمل ومع العائلة والأصدقاء.

•  ضرورة التأكد بأن الاعراض إنها ليست بسبب اضطرابات أخرى مثل الفصام أو اضطراب القلق أو التسمم بمادة.

• يمكن أن يكون الاضطراب خفيفًا أو متوسطًا أو شديدًا بناءً على الأعراض ومدى وجود مشاكل في الوظيفة الاجتماعية أو المدرسية أو العمل.

هناك محددات يجب أخذها بالاعتبار عند تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بناءً على أنواع الأعراض التي حدثت خلال الأشهر الستة الماضية:

• يتم تشخيص النوع المشترك: عندما يحدث العدد المطلوب من الأعراض لكل من نقص الانتباه وفرط النشاط أو الاندفاع.

•  يتم تشخيص نوع: نقص الانتباه عند وجود العدد المطلوب من أعراض نقص الانتباه، ولكن لا تحدث جميع الأعراض المطلوبة لفرط النشاط أو الاندفاع.

•  يتم تشخيص نوع: فرط النشاط/ الاندفاع عند وجود العدد المطلوب من فرط النشاط أو أعراض الاندفاع، ولكن لا تحدث جميع الأعراض المطلوبة لعدم الانتباه.

كيف يتم علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)

يتم علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) من خلال مجموعة من الأساليب التي تشمل العلاج الدوائي والعلاج السلوكي والتدخلات التربوية بعض الطرق الشائعة:

• العلاج الدوائي: تُستخدم الأدوية المنشطة والفيتامينات لزيادة مستويات الناقلات العصبية في الدماغ وتحسين التركيز وتقليل فرط النشاط.

•العلاج السلوكي: يشمل تدريب الطفل على مهارات تنظيم الوقت، وإدارة السلوك، وتحسين التركيز من خلال استراتيجيات مثل التعزيز الإيجابي والتوجيه السلوكي.

• التدخلات التربوية: يمكن للمدرسين وأولياء الأمور تقديم دعم إضافي من خلال تعديل بيئة التعلم، واستخدام تقنيات تعليمية تساعد الطفل على التركيز والتفاعل بشكل أفضل.

• العلاج النفسي: يمكن أن يساعد العلاج النفسي، مثل العلاج الإدراكي السلوكي، في تحسين مهارات التأقلم وتقليل القلق أو الاكتئاب المصاحب لاضطراب ADHD.

أخيرا لا بد من التوضيح أن العلاج يختلف من شخص لآخر، لذا من المهم استشارة مختص لتحديد النهج الأنسب لكل حالة… لكن من الضروري المسارعة إلى العلاج مبكرا لأنه قد يُحدِث التشخيص والعلاج المبكرين فرقاً كبيراً في النتائج.

_______________________________

* أخصائي تربية خاصة