مليار دولار قيمة الكبتاغون السوري المصادر في ثلاثة أشهر فقط، والعرب يائسون من التطبيع!
العربي القديم- متابعات
بعد أن كان ذلك حكرا على الصحافة الأمريكية والأوروبية، بدأت المنابر والمواقع الإعلامية العربية التي كانت تروج للتطبيع مع نظام الأسد، بالانقلاب عليه، وذهبت العديد من الصحف والمواقع الخليجية التي تنطق باسم حكوماتها ومموليها، إلى التعبير عن تحول في موقفها الممالئ لنظام الأسد، ومباركة عودته إلى الجامعة العربية رغم كل الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين.
ومع استمرار تدفق حبوب الكبتاغون المخدرة إلى دول المنطقة، وعدم تقديم الأسد تنازلات في الملف السياسي وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، واستمرار نهب مقدرات الاقتصاد المتهالك وبيع أصوله بمعاهدات إذعان مجحفة تسرق مستقبل السوريين وتسهم بسد الأفق في وجوههم، تبدو المبادرة العربية للتطبيع مع الأسد، التي طبلت لها الصحافة العربية ووصفتها بـ”التاريخية” في طريقها إلى الفشل التام، لا كما تقول المؤشرات الملموسة على الأرض وحسب، بل التصريحات الرسمية المتذمرة أيضا
فقد نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، في تقرير نشرته في 18 أيلول/ سبتمبر الجاري، عن مصادر دبلوماسية عربية قولها: “إن نظام الأسد لم يقدم أي شيء بخصوص ملف اللاجئين، والمضي في مسار الحل السياسي، ومنع تدفق المخدرات، باتجاه الأردن والخليج. وأوضحت المصادر أن نظام الأسد لم يقدم التسهيلات الأمنية والسياسية المطلوبة لوقف تصدير الممنوعات، وعلى رأسها الكبتاغون، كما امتنع عن التجاوب مع المتطلبات المؤدية للانتقال تدريجياً إلى مرحلة الدخول في الحل السياسي لإنهاء الحرب في بلاده.
وفي منتصف أيلول/ سبتمبر الجاري، قال رئيس البرلمان الأردني أحمد الصفدي، خلال لقائه برئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله آل الشيخ: “ما تزال تصل إلينا رسائل سلبية من حدودنا الشمالية”، في رسالة مزدوجة من الرياض وعمّان موجهة إلى دمشق.
فيما تساءل الملك الأردني عبد الله الثاني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عما إذا كان بشار الأسد يسيطر على زمام الأمور في بلاده”، وذلك في محضر حديثه عن المعركة التي يخوضها الأردن لمكافحة تهريب المخدرات على الحدود الشمالية مع سوريا. وقال العاهل الأردني، في قمة الشرق الأوسط العالمية، التي نظمها “المونيتور وسيمافور”، إن بلاده تقاتل على الحدود للتأكد من عدم دخول المخدرات إلى البلاد”، مضيفاً: ” بشار لا يريد صراعاً مع الأردن، ولكني لا أعرف ما إذا كان يسيطر بالكامل على زمام الأمور”.
تصريحات الملك الأردني تندرج في خانة دفن الرأس في الرمال، كما يرى بعض المراقبين، فتجارة المخدرات باتت ضرورة لبقاء عائلة الأسد في الحكم، ولأن الأردن هو بوابة هذه التجارة المحرمة إلى دول الخليج، المستهدف الأول والأبرز، فإن الأردن شاء أم أبى سيخوض صراعا مع الأسد ما بقي في السلطة.
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري خالد المطلق، في تصريح لموقع “الخليج أونلاين”: إن بشار الأسد “يستغل حاجة دول الخليج لإيقاف تدفق المخدرات والكبتاغون إلى أراضيها، إلى جانب الأردن، الذي تجاوز الأمر فيه المخدرات إلى تهريب الأسلحة والذخائر عبر الطائرات المسيرة”. وأضاف: إن نظام الأسد ينتج كل أنواع المخدرات في معامل أدوية رسمية في دمشق وحلب، ومن ضمنها الإيمفيتامين، وغيرها من المواد الخطرة ولا يمكن أن يتخلى الأسد عن هذه التجارة بدون بديل، لأنها أصبحت المصدر الرئيسي لبقائه في السلطة، وتخليه عن هذه التجارة يعني انهياره التام”.
وهو أمر ذهب إليه أيضا المحلل الأردني منذر الحوارات حين قال: “من المستحيل فك ارتباط نظام الأسد كمنظومة سياسية بالمخدرات، لأن عائدات النظام من هذه التجارة خُرافية، وقُدّرت- وفقاً لتقارير عدّة- بـ 5.7 مليارات دولار، ومن ثم لن يتخلى عنها الأسد إلا إذا حصل على بديل”.
ولعل الحديث عن “بديل” هو أمر افتراضي، محض، فلا يمكن تقديم بديل مالي في وقت ترى فيه إيران وحزب الله، شركاء الأسد في هذه التجارة، أن المخدرات باتت ورقة ابتزاز سياسية، يجب ألا تلقى لانتزاع مكاسب سياسية غير مشروعة من الخصوم باستمرار.
يذكر أن المصادر الإعلامية أشارت إلى أن قيمة ما صادرته دول المنطقة (الأردن، السعودية، الإمارات) من “الكبتاغون” المصنع في سوريا بإشراف عائلة الأسد، خلال الأشهرِ الثلاثةِ الماضية فقط، وصل إلى المليار دولار، ما يكشف حجم الضخ والإنتاج والشحنات التي لم يتم ضبطها أيضا.