العربي الآن

تكريم حماة لرغيد الططري يستأثر باهتمام الإعلام العربي

وجهاء من مدينة حماة ونخب اجتماعية ودينية دعت أهالي المدينة للقاء الطيار الذي سجن لأكثر من 42 عاماً بسبب رفضه قصف مدينتهم

العربي القديم – خاص:

حظي التكريم البسيط الذي ناله الطيار الدمشقي رغيد ططري في أحد مساجد حماة أمس الجمعة (27/12) باهتمام ومتابعة العديد من المحطات العربية التي اندفعت تروي لقرائها ومشاهديها واحدة من صور الوحشية التي لا تصدق!

وكان وجهاء من مدينة حماة ونخب اجتماعية ودينية دعت أهالي المدينة للقاء الطيار الذي سجن لأكثر من 42 عاماً بسبب رفضه قصف مدينتهم، في مسجد الشيخ محمد الحامد في ساحة العاصي الذي يتسع لآلاف المصلين  ويعد من أكبر مساجد حماة.

وفي رمزية استثنائية صعد الطيار ططري منبر المسجد بعد انتهاء خطبة صلاة الجمعة ليسلمه الشيخ معاذ الريحان بحضور حشد كبير من الحمويين الأحرار، هدية رمزية باسم أهالي المدينة وهي عبارة عن سيف مذّهب

وقال أحد أبناء المدينة قبل تسليم الهدية: ” نتشرف جميعا نحن أهالي حماة جميعاً أن نقدم هذه الهدية الرمزية لسيادة الرائد رغيد ططري الله يجزاه الخير ويعوضه ان شاء الله بالجنة،  ويتقبل منه هذه السنين الطوال، وهو الذي قضى أكثر من نصف عمره في سجون الظالمين”

وتقاطر أهالي حماة إلى الدوار الذي كان قائماً فيه تمثال الديكتاتور حافظ الأسد والذي تم تحطيمه فور تحرير حماة في مطلع الشهر الجاري، حيث كان في استقبال الطيار البطل فرقة عراضة شعبية، ومجموعة من رجال المدينة، ومن السجناء السياسيين الذين زاملوا الطيار الططري في رحلاته بين سجون النظام المختلفة خلال أربعة عقود.

وقال الرائد الطيار أمام حشد من أهالي المدينة: “أنا أعتبر استقلال سوريا الحقيقي في 8/12/2024” وأضاف: “لا تنسوا… لا تنسوا أبدا… هناك أناس لا تعرفونها، أعدمت في السجون. أنا شفتوني هنن ما شفتوهم. هنن أحسن مني بكثير”.

وحظي تكريم الطيار الططري باهتمام واسع في وسائل الإعلام العربية والأجنبية، حيث أنجزت عشرات التقارير عن هذا التكريم الذي انطلق من أحد مساجد حماة، فأعدت قنوات الجزيرة والعربية والغد والجديد وسكاي نيوز وحلب اليوم تقارير عنه، فضلا عن العديد من وكالات الأنباء وأبرزها وكالة الأناضول التركية.

وكان رغيد ططري قد اعتقل في سن 27 عاما، وكان يحمل رتبة رائد طيار في سلاح الجو السوري، وذلك بعد رفضه تنفيذ أوامر حافظ الأسد (القائد العام للجيش والقوات المسلحة) بقصف مدينة حماة.

ورغم وفاة حافظ الأسد الذي أمر بسجنه، إلا أن وريثه بشار الأسد رفض إخراجه رغم كل مراسيم العفو التي أصدرها، فقضى في سجون بشار 24 عاماً حتى سقوط النظام في الثامن من ديسمبر الجاري.

كبريات المحطات التلفزيونية ووسائل الإعلام أفردت تقارير للحديث عن تكريم ططري واستعادة قصة كفاحه المرير في سجون حافظ الأسد (العربي القديم)

وبعد سقوط نظام الإبادة الدموي، تم تحرير ططري من السجن المركزي في مدينة طرطوس على يد الفصائل المسلحة التي أنقذت الشعب السوري من إرهاب الأسد ومخابراته، بعد أن طاف رغيد على مدى عقود بين سجون المزة وتدمر وصيدنايا وعدرا والسويداء وانتهاء بسجن طرطوس، ليصبح بعد 42 عاماً أقدم سجين سياسي في العالم، وأيقونة من أيقونات الحرية في وجدان أهالي حماة وسائر السوريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى