وزارة للجنس في روسيا وسط أزمة معدلات المواليد وتناقص عدد السكان
تقرير: مايا مهرارا – ترجمة: وسنان الأعسر
تدرس روسيا إنشاء وزارة حكومية جديدة، وستدفع أموالا للطالبات مقابل إنجاب طفل من أجل مكافحة أزمة معدل المواليد في جميع أنحاء البلاد ، وفقا لصحيفة إيكونوميك تايمز الهندية .
وتنظر الحكومة الروسية في افتتاح “وزارة الجنس”، بالإضافة إلى دفع مبلغ 900 جنيه إسترليني (حوالي 1160 دولارا أمريكيا) للطالبات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و23 عاما في بعض المناطق، بما في ذلك خاباروفسك، مقابل إنجاب طفل واحد، حسب التقرير.
وإذا ما تم تنفيذ هذه التدابير في الأول من كانون الثاني/ يناير 2025، فإنها تهدف إلى عكس معدل المواليد المتراجع بسرعة، والذي يُعزى إلى الوفيات في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
الحكومة لن تدفع إذا ولد الطفل ميتا!
وقد اتصلت مجلة (نيوزويك) بوزارة الخارجية الروسية للحصول على تعليق عبر البريد الإلكتروني… ففي أيلول/ سبتمبر سجلت روسيا أدنى معدل ولادة لها منذ 25 عاماً، في الأشهر الستة الأولى من عام 2024، مع انخفاض عدد الولادات إلى أقل من 100 ألف.
يبلغ معدل المواليد الحالي في روسيا 1.5 طفل لكل امرأة، مقارنة بـ 1.8 لكل امرأة في الولايات المتحدة. ويحتاج السكان إلى معدل مواليد يبلغ 2.1 للحفاظ على عدد السكان. وتختلف التعويضات عن إنجاب طفل في مناطق روسية مختلفة، حيث يصل التعويض عن إنجاب طفل واحد إلى 8500 جنيه إسترليني (حوالي 11 ألف دولار) للطفل الأول في مدينة تشيليابينسك. وفي منطقة كاريليا ستحصل الطالبات على 1100 دولار مقابل ولادة طفل سليم، بحسب تقرير لصحيفة (موسكو تايمز) نشر في تموز/ يوليو.
لكن ثمة تحذير بشأن المدفوعات، حيث لن تدفع الحكومة للطالبات عن حالات ولادة أطفال ميتين. وتنص السياسة أيضاً على أن الأم الحامل يجب أن تكون طالبة بدوام كامل في جامعة أو كلية محلية وعمرها أقل من 25 عاماً.
وقد ناقشت الحكومة الروسية ونفذت العديد من الحوافز لإقناع السكان بإنجاب المزيد من الأطفال. بل واقترحت موسكو استخدام الأموال العامة لدفع تكاليف إقامة الأزواج حديثي الزواج في الفنادق، بما يصل إلى 26300 روبل (حوالي 275 دولاراً أميركياً)، لتشجيع الحمل.
وزير الصحة: الإنشغال بالعمل عذر واهٍ!
بالإضافة إلى دفع الأموال للطالبات لإنجاب الأطفال، عملت الحكومة الروسية على زيادة عدد الأطفال المولودين من خلال تشجيع النساء على الحمل أثناء العمل، وخاصة خلال فترات الراحة. وقال وزير الصحة الإقليمي يفجيني شيستوبالوف على التلفزيون الروسي إن النساء يجب أن “يمارسن الإنجاب خلال فترات الراحة”.
وأضاف “الانشغال الشديد بالعمل ليس سبباً مقبولاً بل عذر واهٍ، يمكنك ممارسة الإنجاب خلال فترات الراحة، لأن الحياة تمر بسرعة كبيرة”.
في العام الماضي، طالب عضو مجلس الدوما الروسي فاليري سيليزنيوف بإطلاق سراح السجينات حتى يتمكن من إنجاب الأطفال بهدف زيادة معدل المواليد في البلاد. وسيتم إلغاء بقية الأحكام الصادرة بحقهن إذا فعلن ذلك.
في عام 2022، أعاد الرئيس فلاديمير بوتن تقديم جائزة “الأم البطلة” التي تعود إلى القرن العشرين، والتي تُمنح للنساء اللاتي لديهن 10 أطفال أو أكثر وتتضمن لقباً، بالإضافة إلى دفعة لمرة واحدة قدرها مليون روبل (حوالي 10 آلاف دولار). واقترحت موسكو أيضا تشريعات جديدة من شأنها مقاضاة أولئك الذين يُعتقد أنهم يروجون لأسلوب حياة “خالي من الأطفال” ، كجزء من خطة الكرملين “لحظر كل ما لا يتناسب مع ما يسمى بالقيم التقليدية”.
غرامات على الترويج لعدم الإنجاب
ويتضمن مشروع القانون مجموعة من الغرامات التي سيتم فرضها على المدانين بالترويج لـ”أنماط حياة خالية من الأطفال”، وما يصل إلى 400 ألف روبل (4300 دولار) للأشخاص المدانين بترويج الدعاية لـ”أنماط حياة خالية من الأطفال”، و800 ألف روبل (8602 دولار) للمسؤولين الحكوميين و5 ملايين روبل (53763 دولار) للشركات.
كما طبقت الحكومة الروسية أساليب لتقييد الوصول إلى الإجهاض. وتشمل هذه الأساليب تمرير قوانين في منطقتين لمعاقبة الأفراد الذين يثبت قيامهم “بإجبار” النساء على الإجهاض، والحد من عدد عمليات الإجهاض التي يتم إجراؤها، والموافقة على تشريعات تقيد الوصول إلى أدوية الإجهاض، وفقًا للجزيرة.
وفي أيلول/ سبتمبر، تحدث بوتن عن دور المرأة في المجتمع الروسي في منتدى أوراسيا النسائي. وقال: “تحترم روسيا تقليديا المرأة. وفي هذا الصدد، تعتمد سياستنا الحكومية على الاستراتيجية الوطنية للعمل لصالح المرأة”. وتابع “لقد تم طرح العديد من المبادرات لتحقيق هذه الغاية، ويتم توفير الظروف المناسبة لتمكين المرأة من النجاح مهنيا مع بقائها حارسة لبيت الأسرة الكبيرة التي لديها العديد من الأطفال”.
خسائر القوات الروسية في الحرب في أوكرانيا بلغت 710,660 جندياً، حيث بلغت أكبر خسارة للجنود في يوم واحد 1,770 جندياً. وقد فكرت دول أخرى في جميع أنحاء العالم في دفع أموال لمواطنيها لإنجاب الأطفال رداً على انخفاض معدلات المواليد، بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان والصين.
ومع أن روسيا هي أكبر دولة في العالم، بمساحة تبلغ 17 مليون كم مربع. إلا أن عدد سكانها حسب إحصاء عام 2023 يبلغ (143.8) مليون نسمة وهي أقل من نصف عدد سكان الولايات المتحدة الذي يتجاوز 326 مليون.
__________________________________
المصدر: مجلة (نيوزويك) الأمريكية