فنون وآداب

رائحة فساد وشللية وتصفية حسابات ترافق إنشاء الجمعية السورية للعلوم الاجتماعية

العربي القديم- خاص:

تلاحق ما يسمى “الجمعية السورية للعلوم الاجتماعية والإنسانية” اتهامات عدة منذ لحظة تأسيسها، فيما يمكن أن نسميه لعنة الجمعية الأساسية وذاكرتها وخفاياها.

وقد كشف ناشط سوري خفايا الجمعية السورية للعلوم الإنسانية والاجتماعية التي تم تأسيسها في باريس بعد امتناع (مركز حرمون للدراسات) الذي تموله قطر، عن تبني الجمعية السابقة، التي حملت الاسم ذاته. وابتعد مجلس الإدارة القديم عنها أو أُبْعِدَ!

وقد قام عدد من الأكاديميين السوريين بترخيص جمعية بديلة في فرنسا بحجة أنها تنوب عنها، بعد أن استقال الدكتور خضر زكريا من رئاستها لعدم رضاه عن سير العمل.

وقام الأكاديميون السوريون المهتمون باختيار مجلس بمن حضر حيث فاز كل من د.رشيد الحاج صالح ود.محمد نور النمر ود.طلال المصطفى ود. أحمد جاسم الحسين ود. حسام السعد وسماح حكواتي ود.سليمان الطعان على أن يكون مقرها في فرنسا. وتكون منفصلة كلياً عن (مركز حرمون).

تصفية حسابات وعداوات قديمة!

غير أنه منذ الاجتماعات الأولى، بدأت الشللية تتضح، وتم إلغاء الأنشطة السابقة التي كان متفقاً عليها بما فيها محاضرة للدكتور حسام الدين درويش والدكتور أحمد برقاوي، بهدف تصفية حسابات شخصية معهما نتيجة عداوات قديمة تعود إلى جامعة دمشق في مرحلة ما قبل الثورة.

وكذلك ضعف فكرة العمل المؤسساتي وغياب تقاليده عد السوريين الذين دمر حكم البعث والأسد خلال ستة عقود كل بنى العمل المؤسساتي في بلادهم، وأحلّ محلها القمع والفساد والمحسوبية الطائفية، ناهيك عدم خبرة عدد من الأعضاء بإدارة الجمعية. وأخذت رائحة الفساد المالي تظهر نتيجة تكليف شركة سمسرة عقارية دون الرجوع لمجلس الإدارة بإنشاء موقع للجمعية على الانترنت وتقديم فواتير وهمية بمبالغ عالية جداً ودون وجود عروض أسعار، خاصة أن السعر المقدم أعلى بكثير من أسعار السوق.(3000€)

أحمد جاسم الحسين: لهذه الأ سباب انسحبت من الجميعة

 للاستيضاح عن هذه الاتهامات تواصل (العربي القديم) مع الدكتور “أحمد جاسم الحسين” المسؤول الإعلامي بالجمعية فأكد أنه اعتذر عن متابعة مهامه وانسحب من الجمعية نهائياً بتاريخ 4-9-2023 وهو هنا يصرح باسمه الشخصي وليس بصفته ناطقا باسم الجمعية، وما استقالته من عضوية مجلس إدارة الجمعية ومن الجمعية كلياً إلا  بسبب عدم اتباع الأصول المتعارف عليها قانوناً في عمل المنظمات في الاتحاد الأوربي والمتعلقة خاصة بتأسيس الموقع الخاص بالجمعية على الانترنت وهي:

عدم طلب عروض أسعار من ثلاث جهات، وإسناد موضوع تأسيس الموقع إلى جهة غير مختصة، وتقديم فاتورة أسعار أعلى بعشرات الأضعاف من سعر السوق المعروف، سواء ما يتعلق بالحجوزات (الدومين والاستضافة والإيميلات) أو التأسيس واتخاذ القرار دون العودة إلى أعضاء الهيئة الإدارية للجمعية.

ومن هذه الأسباب –كما قال- الخلط المالي بين الحساب القديم للجمعية والحساب الجديد دون توضيح ذلك للأعضاء، والحصول على تبرع للموقع مطابق للفاتورة المصروفة دون عرض ذلك على أعضاء الهيئة الإدارية.

وكل هذه المخالفات -حسب قوله- لها دلالاتها وحمولاتها مما لا يخفى على متابع، بخاصة أن منظمات المجتمع المدني السوري المعارض يلاحقها الكثير من الاتهامات.

وأردف الحسين أنه لم يفضل الاستمرار في العمل في الجمعية لفقدان العمل المؤسساتي وعدم الوضوح المالي، مما يجعل موقف الجمعية ضعيفاً ومشكوكاً به في أول تفتيش مالي، سواء أكان مجلس الإدارة القادم أو السلطات الضريبية في الاتحاد الأوربي، “لذلك فضلتُ ألا أكون جزءاً من تلك القرارات الإدارية والمالية الغريبة” كما يقول!

مركز حرمون يمتنع ويتخلى!

أُسست الجمعية السورية للعلوم الاجتماعية عام 2016 تحت شعار “الحرية الأكاديمية الكاملة للباحثين الاجتماعيين” وهي جمعية علمية مستقلة غير ربحية، تهدف إلى النهوض بالعلوم الاجتماعية، والإسهام في تطوير المعرفة العلمية في سورية والبلدان العربية الأخرى، وتدعيم البحث وإنتاج المعرفة في مجال العلوم الاجتماعية المختلفة من خلال دعم الباحثين والبحث العلمي والأكاديمي.

لكن منذ فترة قصيرة امتنع مركز حرمون (أحد أذرع إمبراطورية عزمي بشارة) لأسباب لم يوضحها، عن دعمها وتخلى عنها واعتبرها غير موجودة، مما جعل عددا من أعضائها يؤسسون جمعية بديلة في فرنسا، غير أنه يبدو أن رائحة الفساد المالي بدأت تظهر منذ لحظة تأسيس الجمعية الجديدة لتضاف إلى مؤسسات لم تستطع حمل تطلعات السوريين بمن فيهم الأكاديميين.

 يذكر أن جمعية الصحفيين وكذلك رابطة الكتاب السوريين أصابتهما الكثير من الخلافات والمشاكل بالسنوات الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى