تكنولوجيا واقتصاد

الاقتصاد السوري ينهار، والمواطن يحتضر، وصاحبة الأمر خرساء

عندما ننظر إلى دول مجاورة لسوريا، لا أقول إلى دول الخليج الغني، بل إلى اقتصادات متواضعة، نخاطب أنفسنا الأمارة بالثورة قائلين لها: ما ذنبنا، وقد وضعتنا الحياة، تحت إمرة هؤلاء اللصوص المارقين؟!

منذ أن تفتحت عيوننا على ألم هذا البلد، ونحن نعاني من ويلات حكم عصابة لم يعرف التاريخ، مثل حبّها للسرقة، وسفك الدماء، حتى وإن هدأ سفك الدماء قليلاً، لكن نهب الأموال لم ولن يتوقف.

الاقتصاد في النفق المظلم

إن الناظر في اقتصاد هذا البلد التعيس سوريا، يرى أنه دخل نفقاً مظلماً لن يستطيع الخروج منه، حتى بعد 50 عاماً، ولا يُرى بصيص ضوء صغير حتى، فكل شيء تغيّر؛ الشجر، والحجر، والبشر، والثمر، والمطر، تغيّر نحو الأسوأ بلا ريب.

اذهبْ إلى أي سوق، بل إلى دكان بسيط، مُرَّ عليه كل يوم، بل كل ساعة، لترى حالة لم يعرف مثلها التاريخ من قبل!

فالأسعار تتغير بين الفينة والأخرى، وكأنها مؤشر ناسداك أو الفاينانشال تايمز! وليس هذا التغير بسيطاً، إنما بمعدل وسطي ترتفع فيه السلعة العادية حوالي 5000 ليرة.

والغريب والمستغرب أن السعر المعلن للدولار لا يرتفع، بل مكانك راوح. وهذا يطرح تساؤلاً مُريباً: هل حقاً هذا هو السعر الحقيقي للدولار؟ لا أظن ذلك بل أعتقد جازماً أن سعره أعلى بكثير.

سيدة السارين والياسمين

النظام الفاشي الجاثم على صدور هذا الشعب المسكين، يتذرّع بأقبح الأعذار، كلما سألوه ما السبب؟ قال لهم: الارتفاع عالمي، وإن انخفض الارتفاع العالمي قال: عقوبات.

التاجر الكبير، أو بكلام أدقّ التاجرة الكبيرة سيدة السارين والياسمين، سيدة الضمير المتعفن، هي وغيرها، ومن تحت يديها مَن يتحكّم بقوت هذا الشعب الميت. نعم الشعب السوري في الداخل يحتضر، ليس جيبه فقط، بل كل نَفَسٍ فيه يموت.

رغم ذرّ الرماد في العيون، والحلول الترقيعية التافهة التي يستخدمها التاجر/ة الكبير، والتي يستحي أصغر لص شارد أن يفعلها، لكن الاقتصاد والمواطن يحتضران، بل دخلا في مرحلة الموت السريري.

هل يموت الحاكم، أم يموت الشعب؟!

لا نستغرب من هذه المواقف من عصابة النهب والإجرام، بل المُستغرَب هو الموقف الصامت، للولايات المتحدة (صاحبة الأمر) تجاه عميلها المخلص بشار، تعرف ما يحصل له، ولاقتصاده، ولا تنطق ببنت شفة، وهي تعرف أن الدولة صاحبة الاقتصاد المنهار مصيرها الفوضى غير المنضبطة، وهو ما سيؤثر حكماً على جيرانها القريبين والبعيدين؛ نفطيين وغازيين وسياحيين.

ربما تعوّل على موت الشعب، قبل موت حاكمه، هذا أقصى توقع إيجابي يمكن ظنه تجاهها!

لكن، تذكرت أمراً حدث في بداية ثورة الحلم، نعم أسميتها ثورة الحلم؛ لأننا كنا نحلم بها، وأصبحت الآن حلماً، تذكرت كيف كان يتوه الطاغية في قراراته في بداية الثورة، ولم يحاول أن يفعل شيئاً؛ فصارت الثورة ككرة الثلج التي أخذت كل شيء في طريقها، وربما صَمْتُ صاحبةِ الأمر، حاكمةِ العالم، سيكون في الاتجاه ذاته لا محالة.

تاه عميلهم، وسيتوهون معه.

لذا أنصح مَن في قلبه مثقال ذرّة من عقل: لن أقول أنقذوا سوريا؛ فإنها الآن في عداد الموتى، لكن أنقذوا منطقتكم من مصير غير معروف، فكُرَةُ الثلج ربما تأخذكم.

زر الذهاب إلى الأعلى