الرأي العام

ابن شقيق محمد الماغوط يرد على كاتب هاجم عمّه: ما هو الوطن الذي سيخونه الماغوط؟

نشرت (العربي القديم) يوم أمس، تقريراً عن مقال للكاتب البحريني محمد كمال، نشرته صحيفة (الأيام) البحرينية، وفيه يُهاجم الأديب السوري الراحل محمد الماغوط بسبب كتابه (سأخون وطني). وقد تلقينا رداً من المهندس والكاتب نوار الماغوط، ابن شقيق الشاعر الراحل، يسعدنا نشره كما وردنا.  (العربي القديم)

***

عندما توفي الماغوط في الثالث نيسان من عام 2006 كتبت مقالاً نُشر في صحيفة الحياة اللندنية بعنوان “لن أخون وطني”.

للوهلة الأولى يعتقد القارئ من العنوان أنه مغاير ومعاكس، لعنوان الكاتب الكبير محمد الماغوط، ولكن عندما يقرأ القارئ المقال يجده مطابقاً بالمطلق، لنوعية الوطن الذي لن يخونه الماغوط ، فالأوطان نوعان: وطن للطغاة، ووطن للشعوب.

وفي مقال نُشر اليوم (الثامن والعشرون من أيلول/ سبتمبر الجاري) في صحيفة (الأيام) البحرينية اليومية، تحت عنوان: (محمد الماغوط بين المعاناة والخيانة) هاجم الكاتب  البحريني السيد محمد كمال الماغوط،  بسبب عنوان كتابه (سأخون وطني) بعد 36 عاماً على إصداره. .

“سأخون وطني” هو كتاب محمد الماغوط الأجمل في حياته، الجامع لأهمّ المقالات السياسية التي كتبها في مجلة (المستقبل) التي كانت تصدر في فرنسا،  والتي كان ينتظرها القارىء العربي كلّ أسبوع، جمعها له الناشر رياض الريس، ونشرها في كتاب يحمل عنوان (سأخون وطني)، وفي زمان كانت تتمّ فيه أفعال الخيانة سرّاً.

“سأخون وطني” عبارة صادمة ومرعبة، وتقود مَن لا يعرف الماغوط، ولم يقرأ مسيرته الأدبية والشعرية إلى ما قاد السيد كمال إلى أن الماغوط سيخون وطنه، بدلالتها المباشرة بعيدة عن نوعية، وما هو الوطن الذي سيخونه محمد الماغوط!

اقرأ أيضاً: بعد 36 عاماً على صدوره: كاتب يهاجم محمد الماغوط ويجرّمه بسبب كتاب (سأخون وطني)!

وأفضل ردّ يمكن أن يقال للسيد الذي تطاول على  الماغوط عملاق صانع الشعر والأدب، ما كتبه الكاتب الكبير زكريا تامر في مقدمته لكتاب “سأخون وطني”: “إن الأوطان نوعان مزورة وحقيقية، أمّا الأوطان المزورة، فهي أوطان الطغاة، وأمّا الأوطان الحقيقية فهي أوطان المدنيين الأحرار، والولاء لوطن الطغاة خيانة للإنسان، فإذا خان الماغوط “وطنه” إنما هو ينتصر.

أوطانُ الطُغاة لاتمنح الناس، سوى القهر والذل والفاقة، ومُدُنها وقُراها لها صفات القبور والسجون، ولذا فإن الولاء لأوطان الطغاة خيانة للإنسان، بينما عصيانها والتمرد عليها إخلاص للإنسان، وحقّه في حياة آمنة يسودها الفرح، وتخلو من الظلم والهوان، لاسيما أن الولادة في أيّ وطن هي أوهى جذر يربط الإنسان بوطنه، ولن يقوى ذلك الجذر، وينمو ويكبر، إلا بما يُعطيه الوطن من حرية وعدل”.

“سأخون وطني “هو وثيقة صارخة للسوداوية التي مرّ بها العرب في ظلّ الطغيان والظلم والاحتلال. سعى فيها الماغوط إلى تكريس الوعي السياسي، وتحريض الناس على الثورة، ضد الأنظمة الطاغية والاحتلال.

‫2 تعليقات

  1. تحياتي لكم جميعا …
    رد الزميل نوار ماغوط على المقالة الخاصة بالهجوم على الكاتب محمد الماغوط كانت ردا على قراءة خاطئة من قبل صاحب المادة حيث لم يميز المعاني والدلالات الكامنة وراء مفردة “الوطن” التي يقصدها الماغوط في كتابه، و جاء توضيح الرد وافيا على ما ورد…
    وتذكرني هنا مفردة “الخيانة” باهداء كتاب “ابي البعثي” لماهر شرف الدين بقوله:
    اهدي خيانتي لوالدي ..وافضل الخيانات تلك التي تهدى ؟؟

  2. العنوان ” سأخون وطني ” أوضح من أن يشكل على أحد فهمه وأنا أتعجب كيف لأحد أن يهاجم الكاتب والرمزية فيه توحي تماما بالمضمون فضلا عن مسيرة الكاتب الأدبية الغنية عن التعريف في مجابهة الأنظمة الدكتاتورية والوقوف في صف المظلومين
    من يقف ضد الماغوط هو في صف الطغاة المستبدين

زر الذهاب إلى الأعلى