فنون وآداب

العدو البائن والعدو المستتر: استراتيجيات التعرف والمواجهة

مرعي الرمضان – العربي القديم

في عصرنا الحالي، حيث تتشابك الثقافات وتتقاطع المصالح، يُعد مفهوم العدو محورًا بالغ الأهمية في فهم ديناميكيات العلاقات الإنسانية. يُقدم هذا المقال تحليلًا معمقًا لـ “ديناميكيات العدو البائن والمستتر: استراتيجيات التعرف والمواجهة”، مستكشفًا الأساليب التي يُمكن من خلالها تحديد العدو والتعامل معه في سياقات متنوعة.

ظاهرة متعددة الأوجه

في مسرح الحياة الدولية، يُعتبر العدو ظاهرة متعددة الأوجه، تتجلى في صور متنوعة تتراوح بين الوضوح الصارخ والخفاء الماكر. يُعرف العدو بأنه الكيان الذي يُمثل تهديدًا أو يحمل أفكارًا معارضة، ويُعتبر تجسيدًا لـ “الآخر” في أبهى صوره.

ليس كل “آخر” عدوًا، لكن كل عدو يُعد “آخرًا”. يُسهم هذا المفهوم في تشكيل الهوية الذاتية من خلال تحديد النقيض، ويُعزز فهم الصراعات القائمة بين الفرد أو الجماعة والأعداء.

نستعرض في هذا البحث، كيف يُمكن لمفهوم العدو أن يُشكل الهوية الجماعية ويُعزز التماسك الاجتماعي في ظل التنوع الثقافي. نتناول الاستخدامات المتعددة لمفهوم العدو، من تحقيق التضامن ضد خصم مشترك إلى تبرير الأعمال العدائية أو الصراعات العسكرية، وحتى كأداة في الغزو الثقافي لفرض الأفكار والقيم على ثقافات أخرى.

ندعو القارئ إلى استكشاف الأبعاد المتعددة لمفهوم العدو وتأثيره في مختلف الثقافات والسياقات، مع التركيز على استراتيجيات التعرف على العدو والمواجهة، سواء كان ذلك في السرد العسكري أو الدعاية الحربية، أو في الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات.

نأمل أن يُسهم هذا المقال في تعزيز الفهم الأكاديمي والمهني لديناميكيات العدو، ويُقدم رؤى جديدة تُساعد في بناء مستقبل أكثر تفاهمًا وتعاونًا بين الشعوب والثقافات المختلفة.

يُشكل مفهوم العدو الهوية الجماعية ويُعزز التماسك الاجتماعي

مفهوم العدو ودوره في مختلف الثقافات

في ظل التنوع الثقافي، يبرز مفهوم العدو كعامل محوري في تشكيل الهوية الجماعية وتعزيز الوحدة الاجتماعية. يُستخدم هذا المفهوم لتحقيق التضامن ضد خصم مشترك، وقد يُستغل كمبرر للأعمال العدائية أو الصراعات العسكرية. يُمكن أيضًا أن يُستخدم العدو في سياق الغزو الثقافي كأداة لفرض الأفكار والقيم على ثقافات أخرى.

يُعتبر مفهوم العدو موضوعًا مركبًا ومتعدد الأبعاد في البحث الأكاديمي، حيث يُعرف بأنه الكيان الذي يُمثل تهديدًا أو يحمل أفكارًا معارضة، ويُمثل نموذجًا محددًا “للآخر”. وفي هذا السياق، لا يُعد كل “آخر” عدوًا، لكن كل عدو يُعتبر “آخر”. يُساهم هذا المفهوم في تحديد الهوية من خلال تقديم صورة العدو كخصم في السرد العسكري أو الدعاية الحربية.

في مختلف الثقافات، يُمكن أن يكون للعدو دور محوري في تشكيل الهوية الجماعية وتعزيز التماسك الاجتماعي. يُستخدم مفهوم العدو لتوحيد الجماعات ضد خصم مشترك، وقد يُستغل لتبرير الأعمال العدائية أو الحروب.

كما يُمكن أن يُستخدم العدو كأداة في الغزو الثقافي، حيث يُستعمل كوسيلة لفرض الأفكار والقيم على ثقافات أخرى.

تصنيف الأعداء

 تتعدد أنواع الأعداء وتتنوع بحسب المعايير والسياقات المختلفة. في السياق الديني والروحي، يُمكن تمييز أنواع الأعداء كالتالي:

  1. جهاد النفس: يتمثل العدو في هذا الجهاد بالنفس الإنسانية نفسها، والتي تحتاج إلى التزكية والتطهير.
  2. جهاد الشيطان: يُعد الشيطان، مصدر الشرور والفتن، العدو الأساسي في هذا النوع من الجهاد.
  3. جهاد الكفار والمنافقين: يواجه المسلمون في هذا الجهاد عدوين؛ الكفار الذين يظهرون عداوتهم جهارًا، والمنافقين الذين يخفونها.
  4. جهاد أصحاب الظلم والعدوان: يشير هذا الجهاد إلى مقاومة الظلم والعدوان، سواء كان من الحكام أو ولاة الأمور، ويمكن أن يكون خارجيًا أو داخليًا.

في سياق آخر، يُشار إلى الأعداء بناءً على طبيعة عداوتهم وسلوكهم.

  • العدو العاقل: الذي يتصرف بحكمة حتى في عداوته.
  • العدو الجاهل: الذي لا يدرك تمامًا تبعات أفعاله.
  • العدو الأحمق: الذي يتصرف بغباء ويمكن أن يضر نفسه.
  • العدو اللدود: الذي يكن عداوة شديدة ومستمرة.
  • العدو ذو العداء الخفيف: الذي لا تكون عداوته شديدة أو دائمة.
  • العدو “البائن” الذي يُظهر عداوته: الذي لا يخفي مشاعره العدائية.
  • العدو “المستتر” الذي يبطن عداوته: الذي يخفي عداوته ولا يظهرها إلا في أوقات محددة.

العدوان وأشكاله

يُمكن تصنيف العدوان إلى عدة أصناف:

  1. العدوان المباشر: يُعرف بأنه العدوان الذي يُوجه بصورة مباشرة نحو الكيان أو الشخص الذي يُعتبر مصدرًا للإحباط أو الفشل الذي يُعاني منه الفرد.
  2. العدوان البديل أو المزاح : يحدث هذا النوع من العدوان عندما يُوّجه الفرد عدوانه نحو شخص آخر بدلاً من مصدر الإحباط الأصلي، خاصةً إذا كان مصدر الإحباط يُمثل قوة لا يُمكن مواجهتها، فيُنقل العدوان إلى هدف أضعف وأقل خطورة.
  3. العدوان الصريح:  هو العدوان الذي يتم التعبير عنه بوضوح وبشكل مفتوح، دون محاولة لإخفائه أو تمويهه.
  4. العدوان الخفي:  يُعبر عنه بطرق غير مباشرة أو مستترة، وقد لا يكون واضحًا للآخرين بسهولة.
  5. العدوان المرتبط بدوافع السيطرة والتسلط:  يظهر هذا النوع من العدوان ضمن الجماعات الاجتماعية التي تسعى للهيمنة والتحكم في الآخرين.
  6. العدوان العام:  يُعبر عن العدوان الذي يُوجه نحو المجتمع بأكمله، كما هو الحال مع الأشخاص ذوي السلوك السيكوباتي2 أو الشباب المنحرفين الذين يُظهرون سلوكًا عدوانيًا تجاه الأفراد والممتلكات دون شعور بالذنب.
  7.  
العدوان جزء من طبيعة الكائن الحي وهو تعبير طبيعي عن غرائز مكبوتة

النظريات المفسرة للعدوان

النظرية البيولوجية: النظرية البيولوجية للسلوك العدواني تقترح أن السلوكيات العدوانية لدى الإنسان والحيوانات قد تكون نتيجة لعوامل بيولوجية مثل الجينات، الهرمونات، والجهاز العصبي.  وفقًا لهذه النظرية، العدوان هو جزء من طبيعة الكائن الحي ويُعتبر تعبيرًا طبيعيًا عن غرائز عدوانية مكبوتة.

تشير النظرية إلى أن هناك ميكانيزمات فسيولوجية تُثار عندما يشعر الإنسان بالغضب، مما يؤدي إلى تغيرات في الجسم مثل زيادة ضغط الدم وسرعة القلب، وهذه التغيرات تُعد استعدادًا للقتال أو الفرار.

يُعتقد أن العدوان يمكن أن يكون نتيجة لتفاعلات كيميائية في الدماغ أو تغيرات هيكلية فيه، وأن البيئة والوراثة يلعبان دورًا في تحديد السلوك العدواني. ومع ذلك، يُنظر إلى النظرية البيولوجية على أنها لا تقدم تفسيرًا كاملًا للسلوك العدواني، حيث يُعتقد أن العوامل البيئية والتجارب الشخصية تلعب دورًا هامًا أيضًا3-4.

نظرية التحليل النفسي: تُعتبر نظرية التحليل النفسي لفرويد 5 من النظريات الأساسية في علم النفس، حيث تُقسم الغرائز إلى قسمين متناقضين. غريزة الحياة، أو ما يُعرف بـ إيروس، تشمل الدوافع البيولوجية كالجوع والجنس، وتُعزز البناء والإبداع. بينما غريزة الموت، أو ثاناتوس، تُمثل الدوافع الدمارية والعدوانية التي تُعيق النمو وتُسهم في السلوكيات السلبية والتدمير الذاتي.

النظرية السلوكية: تُشير النظرية السلوكية إلى أن العدوان ليس غريزيًا، بل هو نتيجة للتعلم. يكتسب الأفراد السلوك العدواني من خلال التقليد والتعزيز، حيث يُكافأ السلوك المرغوب ويُعاقب على السلوك غير المرغوب. وفقًا لهذه النظرية، البيئة والتفاعلات الاجتماعية تلعب دورًا محوريًا في تشكيل السلوك العدواني للفرد.

تُعتبر النظرية السلوكية العدوان سلوكًا مكتسبًا في الأساس، حيث يتعلم الإنسان السلوك من خلال الثواب والعقاب. السلوك الذي يُعزز يميل الفرد إلى تكراره، بينما السلوك الذي يُعاقب عليه يتجنبه الفرد6.

العدوان والإحباط: يُعتقد أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين العدوان والإحباط، حيث يُفترض أن العدوان يتبع الإحباط دائمًا. يواجه معظم الأشخاص في حياتهم اليومية مواقف محبطة تُعيق تحقيق أهدافهم، مما يُبقي الرغبات دون إشباع.

تُشير العلاقة بين العدوان والإحباط إلى أن الإحباط يُعد محفزًا رئيسيًا للسلوك العدواني. عندما يُعيق شيء ما الأفراد عن تحقيق أهدافهم، يمكن أن يتولد لديهم شعور بالغضب أو العدوان كرد فعل. هذا النمط من السلوك يُعتبر دفاعيًا في مواجهة العقبات التي تحول دون الوصول إلى الرغبات أو الحاجات، ويُمكن أن يظهر في صور مختلفة من العدوان، سواء كان لفظيًا أو جسديًا.7

يتخذ العدو المستتر من الغموض درعاً، مُخفياً نواياه الحقيقية ومتبعًا أساليب ملتوية ما يجعل من الصعب استشراف خطواته

العدو البائن والمستتر

 يُمثل العدو البائن الخصم الذي يُظهر عداءه بشكل علني، بينما يُخفي العدو المستتر نواياه ويتبع أساليب غير مباشرة. يُشكل هذا التباين تحديًا في إدارة الصراعات وتطوير الاستراتيجيات للتعامل مع كل نوع من الأعداء.  في ظل التعقيدات الجمّة التي تميز العلاقات الدولية والديناميكيات الاجتماعية، يحتل مفهوم “العدو” موقعًا مركزيًا ويحمل دلالات متنوعة. يتجلى العدو البائن كخصم يعلن عن عدائه صراحةً ويكشف عن أهدافه بوضوح، مما يسهّل عملية تحديد موقفه والتنبؤ بتحركاته. بالمقابل، يتخذ العدو المستتر الغموض درعًا، مخفيًا نواياه الحقيقية ومتبعًا أساليب ملتوية لتحقيق أهدافه، ما يجعل من الصعب تعقبه واستشراف خطواته. هذا التباين في الظهور والتكتيكات يطرح تحديات جمّة في إدارة الصراعات ويستدعي تطوير استراتيجيات متقنة للتعاطي مع كل فئة من الأعداء.

التمييز الاستراتيجي الضروري

 يُعتبر التمييز بين العدو البائن والعدو المستتر أساسيًا لصياغة استراتيجيات دفاعية وهجومية فعّالة. على سبيل المثال، في السياق الدولي، يمكن اعتبار دولة تقوم بتحركات عسكرية واضحة وتصريحات سياسية مباشرة كعدو بائن.

أما العدو المستتر، فقد يتمثل في دولة تستخدم الجواسيس لجمع المعلومات أو تدعم جماعات متمردة دون إعلان رسمي.

في الساحة الاقتصادية، يمكن أن يكون العدو البائن شركة منافسة تطلق حملة إعلانية تستهدف منتجاتك بشكل مباشر، بينما يكون العدو المستتر شركة تعمل على تقويض مكانتك في السوق من خلال أساليب التجسس الصناعي أو الحملات التسويقية المضللة.

في الأمن السيبراني8، يُعد الهجوم الإلكتروني المعلن الذي يتم تتبعه إلى مصدره بسهولة مثالًا على العدو البائن، بينما يُمثل البرمجيات الخبيثة التي تُزرع سرًا في البنية التحتية الرقمية للدولة أو الشركة مثالًا على العدو المستتر.

هذه الأمثلة تُظهر الحاجة إلى استراتيجيات متنوعة ومتخصصة للتعامل مع كل نوع من الأعداء، مع التركيز على القوة والمرونة في مواجهة العدو البائن، واليقظة والتحليل العميق في التعامل مع العدو المستتر.

التأثيرات المتمايزة: تتباين آثار العدو البائن مقابل العدو المستتر في تأثيرهما على الأفراد والمجتمعات، مما يتطلب تحليلًا متقدمًا ومتعدد الأبعاد لفهم ومواجهة هذه التأثيرات. يُظهر العدو البائن تأثيره بشكل مباشر وملموس، كالتحديات الأمنية الواضحة التي تُعالج عبر السياسات العامة والاستجابات الأمنية. في المقابل، يُسبب العدو المستتر تأثيرات غير مباشرة تُثير التحديات النفسية والاجتماعية، كما يُشير إلى ذلك علماء النفس الاجتماعي، والتي قد تشمل الدعاية والتأثير على الرأي العام، وتتطلب استراتيجيات معقدة للكشف والتصدي.

المحتوى

العدو البائن:

  • الخصائص: يبرز العدو البائن بملامح واضحة ومحددة، حيث تتسم نواياه وأهدافه بالشفافية، مما يجعله معلومًا لدى الجميع ويسهل التنبؤ بتحركاته. يعتمد على الجرأة والوضوح في استراتيجياته، مما يجعله مصدرًا للتهديد الصريح الذي يمكن رصده ومواجهته بشكل مباشر.
  • أساليب الهجوم للعدو البائن:

ينتهج العدو البائن استراتيجيات هجومية متعددة الأوجه، تشمل العمليات العسكرية المباشرة، الحملات الإعلامية الاستراتيجية، والتكتيكات الاقتصادية الضاغطة. تُصمم هذه الاستراتيجيات لتحقيق أهداف محددة بكفاءة، من خلال تقويض قدرات الخصم وتعزيز موقف العدو في ساحة الصراع.

  • استراتيجيات المواجهة للعدو البائن:

تستلزم مواجهة العدو البائن تطوير استراتيجيات متكاملة ترتكز على القدرة العسكرية والدبلوماسية، بالإضافة إلى المرونة الاستراتيجية والوضوح في الأهداف. يجب أن تكون هذه الاستراتيجيات قابلة للتكيف مع المتغيرات الميدانية والسياسية، مع الحفاظ على شفافية تُمكن الحلفاء من التنسيق الفعّال وتُعزز الثقة المتبادلة.

العدو المستتر:

  • الخصائصيُعرف العدو المستتر بتكتيكاته السرية والمعقدة، حيث ينسج شبكة من الخطط الخفية لتحقيق أهدافه. يتميز بالدهاء والقدرة على التلاعب، مما يجعل من تحديد نواياه وتحركاته أمرًا يكتنفه الغموض. يستخدم العدو المستتر أساليب التمويه والتضليل، ويعمل على إضعاف خصومه من خلال استراتيجيات غير مباشرة قد تظل غير مرئية حتى تحقق أهدافها.
  • أساليب الهجوم للعدو المستتر:

يتبع العدو المستتر استراتيجيات هجومية متخفية تتسم بالتعقيد والتنوع، تشمل عمليات التجسس الدقيقة، وتكتيكات التضليل المحكمة، وأعمال التخريب المدروسة، بالإضافة إلى حملات الحرب النفسية المصممة لزعزعة الاستقرار والثقة. تُنفذ هذه الأساليب بطريقة تهدف إلى إحداث الأضرار بشكل غير مباشر وتحت ستار السرية، مما يجعل الكشف عنها ومواجهتها تحديًا استثنائيًا.

  • استراتيجيات المواجهة للعدو المستتر:

تتطلب مواجهة العدو المستتر نهجًا استراتيجيًا يتسم بالعمق التحليلي واليقظة المستمرة. يجب أن تشمل هذه الاستراتيجيات تطوير أنظمة مراقبة متطورة وتحليلات استخباراتية دقيقة، بالإضافة إلى تفعيل بروتوكولات الأمن السيبراني والدفاعات النفسية للتصدي للتهديدات الخفية والمعقدة التي يمثلها هذا النوع من الأعداء.

المقارنة والتحليل:

  • نقاط التشابه: على الرغم من الاختلافات في الأساليب والتكتيكات، يشترك كل من العدو البائن والعدو المستتر في هدف أساسي موحد: السعي لإضعاف الخصم وتحقيق أهداف استراتيجية. يتمثل هذا الهدف في تعزيز موقفهما وتقويض موقف الخصم، سواء عبر مواجهة مباشرة أو من خلال عمليات خفية.
  • نقاط الاختلاف: يتجلى التباين بين العدو البائن والعدو المستتر في منهجياتهما وتكتيكاتهما الاستراتيجية. يستند العدو البائن إلى استخدام القوة الصريحة والمواجهة المباشرة كأدوات رئيسية في تحقيق أهدافه، بينما يميل العدو المستتر إلى اعتماد الخداع والتسلل، مُفضلاً العمليات التي تتسم بالسرية والتأثير غير المباشر.
  • تقييم الخطورة: يُعتبر العدو المستتر مصدر تهديد محتمل ومتزايد الخطورة، نظرًا لتعقيدات اكتشافه والتحديات المرتبطة بالتنبؤ بسلوكه. تتطلب هذه الطبيعة الخفية استراتيجيات متطورة للمراقبة والتحليل، وتعزيز القدرات الاستخباراتية للتصدي للمناورات غير المرئية التي ينفذها.

الخاتمة: في ختام هذا العرض التحليلي، نُبرز بوضوح الفروق الجوهرية والتكتيكات المتباينة التي يتبعها كل من العدو البائن والعدو المستتر. لقد أوضحنا كيف أن كل نوع يستلزم مقاربة مختلفة في التعامل والاستراتيجية، مما يُمكّن أطراف الصراع من تطوير ردود فعل متكيفة وفعالة تتناسب مع طبيعة التحديات التي يطرحها كل عدو. يُعد الفهم العميق لهذه الديناميكيات أمرًا حيويًا لضمان استجابة استراتيجية متوازنة ومستدامة.

الأهمية القصوى للوعي: تُعتبر اليقظة الاستراتيجية والوعي المستمر بالتهديدات المحتملة من الأعداء، سواء الظاهرين أو المخفيين، عناصر حاسمة في تطوير القدرة على التنبؤ بالتهديدات والاستجابة لها بفعالية. يُمكّن هذا الوعي الأطراف المعنية من تحقيق موقف دفاعي متين واستباقي.

الدعوة للعمل: ندعو القراء إلى الانخراط بفاعلية واتخاذ إجراءات مدروسة للتصدي للتحديات الناجمة عن الأعداء، سواء كانوا ظاهرين أو مخفيين. يتطلب هذا النهج تطبيق مبادئ الاستراتيجية والتحليل العميق، والتزامًا بالمبادرة والاستجابة السريعة لضمان الحفاظ على الأمن والاستقرار. يُعد التعاون الدولي وتبادل المعلومات الاستخباراتية أساسيًا لتحقيق هذه الأهداف، مما يُسهم في بناء شبكة أمان عالمية تقي من مخاطر الأعداء المعلنين والخفيين على حد سواء.

_______________________________________

الهوامش:

  1. صاحب نظرية الإحباط- العدوان هم جون دولارد، ونيل ميللر، وليونارد دوب، وأورفال مورير، وروبرت سيرز، وقد تم اقتراح هذه النظرية في عام 1939. تقول النظرية إن العدوان هو نتيجة لإعاقة أو إحباط جهود الشخص لتحقيق هدف. وقد طورها نيل ميللر وليونارد بيركويتز لاحقًا لتشمل أن الإحباط يخلق حاجة للاستجابة، وأن العدوان هو إحدى النتائج المحتملة لهذا الإحباط.
  2. السلوك السيكوباتي يُعرف بأنه مجموعة من الصفات النفسية التي تتضمن الاندفاع، النرجسية، الافتقار إلى التعاطف أو الشعور بالذنب، والسلوكيات غير الاجتماعية1. يُستخدم هذا المصطلح لوصف الأشخاص الذين يُظهرون سلوكًا معاديًا للمجتمع، وغالبًا ما يُستخدم في البيئات الإكلينيكية والقانونية1. يُمكن أن يتراوح السلوك السيكوباتي من الأشخاص الذين يرتكبون جرائم إلى أولئك الذين يُمكن أن يكونوا قادة ناجحين.
  3. السلوك العدواني: الخصائص، والدوافع، وكيفية الوقاية (annajah.net)
  4. تعريف السلوك العدواني – موضوع (mawdoo3.com)
  5. سيغموند فرويد هو طبيب نمساوي من أصل يهودي ومؤسس علم التحليل النفسي. وُلد في 6 مايو 1856 وتوفي في 23 سبتمبر 1939. اشتهر بتطوير نظريات حول العقل الباطن، آلية الدفاع عن القمع، وأهمية الرغبة الجنسية كدافع أساسي للسلوك البشري. كما عُرف بتقنياته العلاجية مثل تكوين الجمعيات وتفسير الأحلام.
  6. أصحاب النظرية السلوكية هم مجموعة من العلماء الذين أسهموا في تطويرها وتشكيل مبادئها. من أبرز هؤلاء العلماء:
  7. جون واطسون  (John B. Watson): يُعتبر مؤسس النظرية السلوكية وقد نشر مقالة “علم النفس كما يراه السلوكيون” في عام 1913.
  8. إيفان بافلوف (Ivan Pavlov): عالم نفسي روسي اشتهر بنظرية الاستجابة الشرطية.
  9. بي. إف. سكينر (B.F. Skinner): عالم نفس أمريكي معروف بنظرية التعزيز.
  10. كلارك هل (Clark Leonard Hull) وإدوارد تولمان (Edward Tolman): كلاهما أسهم في تطوير النظرية السلوكية.
  11. ألبرت باندورا (Albert Bandura): عالم نفس معروف بنظرية التعلم الاجتماعي.

     هؤلاء العلماء وغيرهم قدموا إسهامات كبيرة في فهم كيفية تأثير البيئة والتجارب على سلوك الإنسان.

  • أصحاب نظرية العدوان والإحباط هم مجموعة من علماء النفس الذين طوروا هذه النظرية في القرن العشرين. من أبرز هؤلاء العلماء:
  • جون دولارد (John Dollard): عالم نفس أمريكي ساهم في تطوير النظرية.
  • نيل ميللر (Neal E. Miller): عالم نفس أمريكي آخر شارك في صياغة النظرية.
  • ليونارد دوب (Leonard Doob): عالم نفس ساهم في الأبحاث المتعلقة بالنظرية
  • أورفال مورير (O. H. Mowrer): عالم نفس أسهم في تطوير النظرية.
  • روبرت سيرز (Robert Sears): عالم نفس كان جزءًا من الفريق الذي طور النظرية.

    هؤلاء العلماء قدموا مساهمات مهمة في فهم العلاقة بين الإحباط والعدوان وكيف يمكن أن يؤدي الإحباط إلى سلوك عدواني.

  • الأمن السيبراني هو عملية حماية الأنظمة والشبكات والبرامج من الهجمات الرقمية التي تهدف عادةً إلى الوصول إلى المعلومات الحساسة، أو تغييرها، أو تدميرها؛ بهدف الاستيلاء على المال أو تعطيل العمليات التجارية. يشمل ذلك تطبيق التقنيات والعمليات والضوابط لحماية الأجهزة والبيانات من التهديدات والهجمات الإلكترونية.
زر الذهاب إلى الأعلى