فيلم شهر زي العسل على (Netflix): حبة فياغرا تنقذ فيلما من السقوط!
أحمد صلال- العربي القديم
صدر في أبريل الماضي، فيلم كوميدي رومانسي جديد تم عرضه على Netflix. بعنوان “شهر زي العسل” من بطولة الممثلة المصرية نور الغندور، والإيراني محمود بوشهري. ومن إنتاج المنتج اللبناني الشيعي جمال سنّان، الذي أراد للفيلم الذي كتبه الكاتب المصري إياد صالح، وتدور أحداثه في بيروت أن يتحدث باللهجة الكويتية
في 4 أغسطس 2020، كانت نور الغندور في بيروت، لبنان. لقد عايشت بنفسها انفجار المرفأ الذي أدى إلى مقتل 235 شخصًا وإصابة الآلاف. وفي مقابلة مع اليوتيوبر الإماراتي أنس بوخش، أوضحت الممثلة أنها عاشت أسوأ لحظة في حياتها في ذلك اليوم. “ظننت أنني سأموت. وأوضحت وهي متأثرة للغاية: “تخيل: أنت ذاهب في نزهة على الأقدام، وترتدي ملابس أنيقة وفجأة… لم أكن أعرف ما إذا كنت سأفعل ذلك أم لا”. “عندما حدث ذلك، لم نكن نعرف ما كان يحدث! هل كان يوم القيامة؟ حرب أهلية؟ لا أحد يعرف.” وفضلت نور الغندور عدم إخبار والديها بأي شيء عن الانفجار
تدور أحداث فيلم (شهر زي العسل) في إطار رومانسي كوميدي بين شخصين يجدان نفسيهما يريدان الزواج، وبالفعل يتم الزواج بسبب تدخل صديقة نور المقربة والتي تحاول إيجاد عريس لها، بمساعدة زوج هذه الصديقة الذي يسعى بدوره لاستعجال زواج نور من رجل الأعمال الكويتي (حمد) ويتضح أن لهما نوايا في زواجهم من بعض لا أحد يعرفها.. لتبدأ الحقائق تتكشف من خلال شهر العسل.
في الفيلم مشهد عن حبة فياغرا، يخجل الزوج من أن يقول للعروس أنها كذلك، فيخبرها أنها مسكّن لصداع الرأس… هذا المشهد استأثر بالكثير من الجدل الذي دفع الكثيرين لاتهام الفيلم بأنه يسيء لتقاليد وعادات المجتمع الكويتي، وخصوصا أن الفيلم ينطق باللهجة الكويتية… وبسبب هذا الجدل، وهذه الإثارة، دخل الفيلم قائمة الترند، وتبادل المنتج اللبناني مع منصة نتفلكس التهاني بنجاح الفيلم الكاسح، ليقول لنا هذا الشيء الكثير عن آلية صناعة وتسويق الفن اليوم… وكيف تغدو التفاهة مدعاة للفخر والاعتزاز بالنجاح.
بينما تلعب نور الغندور دور البطولة في العديد من الأعمال مثل “دهب: بنت الفندق” أو نجمة الكوميديا الرومانسية الجديدة على “نتفليكس”، فقد قررت الانخراط بشكل كامل في هذه الدراما التي ميزت حياتها وحطمت حياة الآلاف من اللبنانيين. لكن قبل ذلك، لم تكشف الممثلة بوضوح لعائلتها عن مدى اقترابها من الموت خلال انفجارات مرفأ بيروت
وكانت نور الغندور تخرج من سيارتها أمام مكان الانفجار عندما وقع. “في اللحظة التي فتحت فيها الباب، انفجر لبنان”، لخصت ذلك، وهي لا تزال مصدومة من هذه التجربة المؤلمة. “ما زلت لا أعرف كيف عدت إلى الفندق بسبب الانفجار، شعرت وكأنني لا أستطيع سماع أي شيء وكان رأسي يؤلمني. لم يكن لدي أي رد فعل. لم أصرخ، لم أشعر بالذعر”. وقالت الممثلة إنها لم تعترف قط لوالديها بأنها شهدت الانفجار عن كثب. لقد فضلت أن تجعلهم يعتقدون أنها كانت في الفندق، محمية، وقت وقوع الأحداث.
لكن الانفجار الحقيقي في الفيلم أحدثته حبة فياغرا… والجدل حول حبة الفياغرا وما يستتبع ذلك من تخيلات… ولا عزاء للفن وقيمه!
من الجيّد أن الأستاذ أحمد أشار لجنسية الممثل البطل الحقيقية – الإيراني. الإعلام عمومًا في دول الخليج العربي مخترق من الأرارانة والشيعة المُجنسين والمستعربين – من العراق ولبنان والخليج. أبرز النُجوم شيعة، وإذا شاهدت أي عمل فنّي خليجي بعين المراقب اللصيق فسترى “رسائل ضمنية” تُسرّب إلى اللاوعي ضمن العمل تُعظّم من شأن الشيعة وتُقلّل من شأن العرب والإسلام، وتصمنا بالرجعية والتطرُّف، أبسطها باختيار أسماء الشخصيات وصِفاتها، وتمرير بعض الجُمل والتعابير والكلمات الفارسية والشيعية. ومؤخرًا باتَ من الشائع في النُصوص والحِوارات سماع كلمات فارسية/ إيرانية على إنها كلمات عامية دارِجة في اللهجات الخليجية، هدفها زرع فكرة أن الخليج العربي مرتبط بإيران والثقافة الفارسية.
الأسوأ من ذلك بعض الأعمال التافهة والرديئة بشكلٍ فجّ، والخاسرة والفاشلة جماهيريًا، لكن من الواضح أنها أُنتِجَت على حساب قنوات خاصة أو حكومية لتنفيع المُنتج أو الممثل الشيعي، أسميها “أعمال تبييض أموال”.