دلالات وقضايا | فقه اللُّغة المقارن في مملكة إيبلا... لُغات شرقيَّةٌ أم لُغات ساميَّة؟
مهنَّا بلال الرَّشيد
يبدو أنَّ بعض المجموعات اللُّغويَّة قد نشأت في ظروف وسياقات زمكانيَّة (زمانيَّة ومكانيَّة) متباعدة، وإن رجع الأحفاد المعاصرين من متحدِّثي اللُّغات الشَّرقيَّة، الَّتي يسمِّيها المشتغلون بالفيلولوجيا أو فقه اللُّغات المقارن باسم (اللُّغات السَّاميَّة)؛ كالأكديَّة والآراميَّة والنَّبطيَّة والعبريَّة والسِّريانيَّة والعربيَّة إلى أبٍ أو جدٍّ واحد اسمه (سام)؛ فإنَّه من الرَّاجح عندي عدم وجودِ أيِّ صلة قُربى بين مجموعة اللُّغات الشَّرقيَّة أو اللُّغات السَّاميَّة ومجموعة اللُّغات الحاميَّة ومجموعة اللُّغات الآريَّة؛ لأنَّ مقارنة بعض كلمات اللُّغات الشَّرقيَّة وقواعدها ببعض قواعد اللُّغات الهنديَّة والفارسيَّة والطُّورانيَّة واليونانيَّة والسُّلافيَّة وبعض كلمات اللُّغات القديمة الأخرى، تكشف أنَّ متحدِّثي هذه المجموعات اللُّغويَّة لم يكونوا أخوة أشقَّاء تكلَّموا لغة أمٍّ أو جدَّة واحدةٍ في يوم من الأيَّام، ولا يمكن لهم أن يكونوا كذلك أبدًا؛ أي لا يمكن علميًّا تقسيم اللُّغات البشريَّة إلى ثلاث مجموعات كبرى: (ساميَّة، وحاميَّة، وآريَّة)؛ لأنَّه من الصَّعب جدًّا للغات ثلاثة أخوة أشقَّاء مع أبنائهم وأحفادهم من أبناء نوح عليه السَّلام: (سام، وحام، ويافث) أن تتباعد مع مرور الزَّمن إلى هذا الحدِّ الكبير، والرَّاجح عندي أن يتحدَّث الأخوة الأشقَّاء لغة واحدة، وإن باعدت الجغرافية والظُّروف التَّاريخيَّة المتلاحقة بين لغات أبنائهم وأحفادهم فلن يتجاوز هذا التَّباعد بعض الفروق اللَّهجيَّة، الَّتي تقود إلى ولادة بعض المفردات واندثار بعضها الآخر مع تطوُّر طفيف في الظَّواهر الصَّرفيَّة والقواعد النَّحويَّة دون المساس الجوهريِّ بقواعد الجملة وتركيبها، والدَّليل على ذلك أنَّ ألفاظ (قلب اللُّغة) ما تزال مشتركة بين اللُّغات الشَّرقيَّة، الَّتي اصطلح علماء الفيلولوجيا الغربيُّون على تسميتها باللُّغات السَّاميَّة منذ وقتٍ غير بعيد اعتمادًا على تصوُّرٍ توراتيِّ في الكتاب المقدَّس؛ مع أنَّ الكتاب المقدَّس ومراحل تدوين عهديه: القديم والجديد تعرَّضت لغير قليل من النَّقد الفلولوجيِّ الحصيف والنَّقد المنطقيِّ الرَّزين.
من قلب اللُّغة إلى محدِّدات الهويَّة:
يشير مصطلح (قلب اللُّغة) إلى مجموعة تتراوح بين (500-600) لفظة، تدلُّ على المفردات الأكثر مساسًا بحياة الإنسان، وهذه المفردات ضروريَّة جدّاً لأيِّ تواصل لسانيٍّ في الحياة اليوميَّة؛ كأعضاء الجسد البشريِّ؛ مثل: الأنف والفمِّ والرَّأس واليدِ والرِّجل، وأفعال الأكل والشُّرب والرَّكض والمشي والنَّوم والاستيقاظ وغيرها؛ وتُحدَّد هويَّة المرء في هذه المرء من تحليل حمضه النَّوويِّ ومن لغته أو لسانه وتاريخه وانتمائه وإخلاصه إلى وطنه ومحيطه الجغرافيِّ أيضاً، وما زلنا حتَّى يومنا هذا نستدلُّ على كلٍّ من المصريِّ والخليجيِّ واليمنيِّ والسُّوريِّ والعراقيِّ من لهجته، مثلما نخمِّن أصله معتمدين على فراستنا في قراءة ملامحه، ويرقى الدَّليل اللُّغويُّ إلى قوَّة الدَّليل الحيويِّ الوراثيّ من خلال ما يُعرف اليوم بتحليل الحمض النَّوويِّ، وإن طرأ على الحمض النَّوويِّ بعض التَّحوُّرات نتيجة هجرات كبرى أدَّت إلى التَّعارف والتَّزاوج بين أقوام متباعدين؛ فإنَّ هذا النَّوع من التَّزاوج أدَّى إلى هُجنة اللُّغات واختلاط مفرداتها وقواعدها أيضاً، ولو عادت حقّاً هذه المجموعات اللُّغويَّة الكبرى: (السَّاميَّة والحاميَّة والآريَّة) إلى أخوة ثلاثة من أبيهم نوح؛ لظلَّت ملامح أبنائهم متشابهة، ولوجدنا توازياً في التَّشابه بين اللُّغات والأشكال والأحماض النَّوويَّة أيضاً.
دور اللُّغة والدِّين في تحديد هويَّة سُكَّان إيبلا الأموريِّين بين (3000–2000) قبل الميلاد:
حافظت مملكة إيبلا الأموريَّة أو العموريَّة في إدلب شماليَّ سوريا، على استقلالها اللُّغويَّ والدِّينيَّ عن الدَّولة الأكاديَّة في العراق من جانب وعن ممالك الأسر الفرعونيَّة في مصر من جانب آخر، وشجَّع الفراعنة ملوك إيبلا وسكَّانها على مثل هذا الاستقلال؛ ليضمنوا ولاء هذه المملكة المهمَّة، وليستفيدوا من موقعها على تقاطع الطُّرق التِّجاريَّة (M4) و(M5) في إدلب وسراقب بين حلب واللَّاذقيَّة، وليضمنوا سلامة قوافلهم ورُسُلهم إلى الحثِّيِّين والميتانيِّين والبابليِّين والآشوريِّين، وقد أغضب استقلال مملكة إيبلا اللُغويُّ والدِّينيُّ ملك الأكديِّين سرجون الأكديَّ (2270-2215) قبل الميلاد، الَّذي أنهى عبادة الآلهة السُّومريَّة في بابل وما حولها، ووحَّد البلاد تحت سلطة الإله (مردوخ)؛ إله سرجون وسائر الأكديِّين، وغزا إيبلا دون أن يتمكَّن من إخضاعها لنفوذه اللُّغويِّ أو الدِّينيِّ إلى أن تمكَّن حفيده نارام سين (2254-2218) قبل الميلاد من إحراق القصر الملكيِّ ومكتبته في إيبلا؛ فرحل تُجَّار إيبلا إلى حلب، وفيلولوجيّاً (EBLA) عندنا هي مقلوب كلمة (ALEP) أو (ELBA) أو (ELPO) أو (ALEPPO) بقلب القراءة من اليسار إلى اليمين وإعلال حرف (E) في بداية (EBLA) إلى (O)؛ لأنَّ الإعلال بالقلب والحذف والإبدال ظاهرة شائعة في اللُّغات الشَّرقيَّة أو السَّاميَّة القديمة مع تداخل نظامين للكتابة والقراءة من اليسار إلى اليمين ومن اليمين إلى اليسار في هذا المشرق القديم، ثمَّ رحل كُتَّاب القصر الملكيِّ إلى (أوجاريت) رأس شمرا في اللَّاذقيَّة على سواحل البحر الأبيض المتوسِّط، وأطلق نارام سين على (أكروبول إيبلا) اسم (أكروبول الإله مردوخ) أو (تلّ مردوخ)، ومرديخ بلهجة السُّكَّان المحلِّيِّين هو نفسه (مردوخ)، لأنَّ سُكَّان سراقب وتلّ مرديخ وما حولهما يُمِيلون الألف والواو إلى ياء في كثير من الكلمات مثل: (قايم قاعد)، الَّتي تصير عندهم (قييم قيعد)، و(قُم أو قوم بمعنى انهض أو ابتعد) تصير عندهم (قِيم).
أدرك الأكديُّون كلُّهم؛ سرجون وأبناؤه وحفيده دور الدِّين واللُّغة في توحيد الدَّولة وتحديد هويَّة مواطنيها؛ فغزوا مملكة إيبلا، وبرغم هذا الغزو الَّذي انتهى بهزيمة الأسرة المالكة وإحراق القصر الملكيِّ وترحيل التُّجَّار إلى حلب والكُتَّاب إلى أوجاريت فإنَّ مملكة إيبلا نافست مملكتي: أكاد والفراعنة في اقتسام غنائم المجال الحيويِّ في هذا المشَّرق، وتدلُّ مدوَّناتها ووثائقها الأثريَّة على استفادة ملوكها وحكَّامها من موقعها واستقلالها اللُّغويِّ والدِّينيِّ، وإن ناطحت مملكةُ إيبلا مملكةَ الأكديِّين سياسيّاً، وانهزمت آخر أُسرِها الحاكمة في نهاية المطاف أمام جحافل الأكديِّين إلَّا إنَّ كُتَّاب إيبلا وعلماءها اللُّغويِّين قد تميَّزوا -من وجهة نظري- مِن كُتَّاب الفراعنة وعلماء اللُّغة في أكاد ومصر الفرعونيَّة معًا في مجال تطوير التَّدوين وتبسيط القراءة والكتابة وتهذيب اللُّغة كلَّما زاد عدد مفرداتها عن مفردات قلب اللُّغة (600-500)؛ وذلك كي يستطيعوا تعليم هذه المفردات لأبنائهم، ويورِّثوهم مهنة الكتابة في القصر الملكيِّ، ثمَّ واصل الأوجاريتيِّون من أبناء أموريِّي إيبلا وأحفادهم تطوير نظام اللُّغة والتَّدوين والكتابة لدى أجدادهم وآبائهم من أموريِّي إيبلا، حتَّى وصلوا إلى مرحلة اختراع النِّظام الأبجديِّ بين (1400-1200) قبل الميلاد؛ فماذا عمل علماء الفيلولوجيا أو علماء فقه اللُّغة المقارن في إيبلا؟
تطوير الكتابة في مدرسة إيبلا (EBLA) الأموريَّة:
كان كُتَّاب مملكة إيبلا المشرقيَّة وعلماء فقه اللُّغة المقارن فيها يكتبون وثائقهم ومدوَّناتهم بحروف مسماريَّة ولغة إيبلاويَّة شماليَّة غربيَّة (شرقيَّة أو (ساميَّة شماليَّة غربيَّة) وفقًا لمنطق أصحاب نظريَّة تقسيم الشُّعوب إلى (ساميَّة وحاميَّة وآريَّة)، والحقُّ عندي أنَّها لغة أموريَّة مكتوبة بالحرف المسماريِّ؛ لأنَّ سُكَّان إيبلا أموريُّون، وكانت الشُّعوب الأموريَّة تشكَّل غالبيَّة السُّكَّان العظمى في بلاد الشَّام وبلاد الرَّافدين والجزيرة العربيَّة؛ فهم أصل القبائل العربيَّة كلِّها، والملك الآشوريُّ (شَمشي أَدَد) من أصول أموريَّة، ولو نظرنا أيضاً إلى كلمة (آمورا) (AMORA) في مقلوب (آروما) (AROMA) ومن الرَّاجح جدّاً عندي أن تكون اللُّغة الآراميَّة (ARAMIC) مشتقَّة من لفظة (آمورا)، الَّتي تدلُّ على أموريِّي إيبلا وبلاد الشَّام والرَّافدين والجزيرة العربيَّة، ولا تعنينا في هذا المقام قضيَّة إثبات الأصول بقدر ما تعنينا الجهود اللُّغويَّة أو الفيلولوجيَّة ذاتها؛ لأنَّ تحليل الأحماض النَّوويَّة في رُفاة القبور ساعدنا على تجاوُز الاختلاف حول هذه النُّقطة، كما أحدث التَّحليل ثورةً هائلة صدمت نتائجُها كلَّ من يحيد عن البحث العلميِّ نحو منازعِ عنصريَّة بغيضة؛ ولذلك تمثِّل (نظريَّ’ التَّعارف القرآنيَّة) عندي أصدق وجهة نظر في هذا المجال، فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- النَّاسَ شعوبًا وقبائل؛ ليتعارفوا من خلال المصاهرات والصَّداقات، واختلطت الأعراق والأنساب؛ ليكون الفخر في الإسهام الحضاريِّ لا في الانحدار إلى نزعة عنصريَّة حول عِرْقٍ، ليس للإنسان أيُّ فخر أو أيُّ دور في تحديده أو اختياره.
بدأ كُتَّاب إيبلا يدوِّنون نصوص لغتهم بالتَّوازي مع تدوين المدوَّنات الأكديَّة والفرعونيَّة، الَّتي ترجع إلى حوالي (2600) قبل الميلاد وما بعدها، وإن كتبَ الفراعنة لغتهم الهيروغليفيَّة بحروف ورموز وأيقونات معًا، فقد كتب الإيبلاويُّون والأكديُّون بحروف مسماريَّة، ومع نشوء المدن والممالك بعد تطوُّر القرى الزِّراعيَّة الأولى زادت الحاجة إلى التَّدوين وجباية الضَّرائب وتسجيل الوثائق، وزادت الأدوات والآلات الزِّراعيَّة، واتَّسعت اللُّغة، وزاد عدد مفرداتها، وزادت الحاجة إلى توسيع مساحات التَّخزين، وتطلَّب هذا الاتِّساع تقليص أحجام الحروف وتعديل أشكالها؛ لزيادة مساحات التَّخزين على لوح الطِّين، ولتغدو حروفًا رمزيًّة، وكان من الضَّروريِّ لدى الكُتَّاب أن يورِّثوا هذه المهنة لأبنائهم؛ ويعلِّموهم القراءة والكتابة؛ ليضبطوا سجلَّات المملكة، ويتواصلوا مع الأمم المجاورة بعدهم، وهذا يحتاج إلى تقليص عدد مفردات اللُّغة، لذلك صار لديننا عمليَّتان عكسيَّتان؛ تتمثَّل الأولى باتِّساع اللُّغة بسبب اتِّساع المخترعات وتسمية الأشياء مع مرور الزَّمن، وتتمثَّل الثَّانية باختزال مفردات اللُّغة الأساسيَّة بين آونة وأُخرى؛ ليسهل تعليمها للأبناء.
سجَّل التَّاريخ لكُتَّاب مملكة إيبلا وعلماء الفيلولوجيا فيها إمالة أشكال حروفهم (90) درجة؛ ليغدو تجويف الحرف المسماريِّ نحو الأعلى، واختزلوا عدد مفردات اللُّغة الضَّروريَّة للتَّواصل بعد اتِّساعها؛ لذلك قلَّصوا عدد الحروف أو الكلمات في المرحلة الأولى من (2000) مفردة إلى (1200)، ثمَّ اختزلوها إلى (800) مفردة، وثبتت في المرحلة الأخيرة عند عدد يتراوح بين (600-500) مفردة، وهو ما يتوافق مع مصطلح قلب اللُّغة أي عدد مفردات اللُّغة الضَّروريَّة جدًّا للحدِّ الأدنى من التَّواصل وفقًا لنظريَّة (أ.كندراتوف) حول مصطلح (قلب اللُّغة)، ثمَّ جاء بعد ذلك غزو نارام سين؛ فعرقل عمليَّة التَّدوين والاختزال؛ ليثبت عدد وثائق إيبلا عند ما يقرب من (15000) وثيقة أو مدوَّنة لغويَّة، تضمَّ حوالي (20) أسطورة، وهناك أناشيد وترانيم دينيَّة، ولدينا أغانٍ ومعاجم ثنائيَّة وثلاثيَّة اللُّغة بالإضافة إلى المراسلات والمعاهدات الدِّبلوماسيَّة وغيرها من الكتابات، الَّتي لم تأخذ حقَّها من الدِّراسة حتَّى لحظة نشر هذا المقال يوم الأحد في (24) كانون الأوَّل (2023)، ولا بدَّ من الإشارة في نهاية المطاف إلى أنَّ معظم الكلمات الإيبلاويَّة والأكديَّة المكتوبة بالحرف المسماريِّ كُتبت بحرف مسماريٍّ واحد، أيَّ أنَّه لم يكن هناك فرق بين مفهوم الكلمة ومفهوم الحرف؛ فالحرف كلمة، والكلمة حرف، وهذا لا يعني أيضًا أنَّ الحرف الواحد رمزٌ من مسمارٍ واحد؛ فقد يُكتب الحرف بِحَفْرِ مسامير متعدِّدة على لوح الطِّين، ومع الاختزالات المتعدِّدة بُسِّطتْ أشكال الحروف والكلمات؛ لكنَّ المأزق الحقيقيَّ تمثَّل في الصِّراع حول ضرورة اختزال الحروف؛ لتبسيط الكتابة، وزيادة مساحة التَّخزين على لوح الطِّين الصَّغير مع القدرة على الاحتفاظ بأكبر عدد من مفردات اللُّغة الضَّروريَّة للتَّواصل مع إمكانيَّة تأليف معجم لغويٍّ يتجاوز عدد مفرداته مدد مفردات قلب اللُّغة؛ لا شكَّ أنَّ مثل هذه الفكرة الإبداعيَّة مهمَّة جدّاً، ومثيرة للاهتمام والانتباه، وقد توصَّل إليها علماء الفيلولوجيا في أوجاريت حين اخترعوا الأبجديَّة، والحقُّ أنَّ معنى اختراع الأبجديَّة في أوجاريت فكرة إبداعيَّة معقَّدة على بَساطتها؛ فهي من السَّهل الممتنع، وما زال مصطلح (اختراع الأبجديَّة) يتعرَّض إلى فهمٍ ملتبس لدى عدد كبير من عُلماء اللُّغة المعاصرين ذاتهم؛ لذلك سوف نتحدَّث عن هذه الفكرة المثيرة في مقال الأسبوع القادم؛ فماذا حصل بعد ذلك في أوجاريت؟ وكيف طوَّر الأوجاريتيُّون نظام الكتابة لدى آبائهم وأجدادهم من أموريِّي إيبلا؟ سنجيب عن ذلك، وسأقول لمن تعنيهم هذه التَّهنئة من قُرَّائي الكرام: كلَّ عام وأنتم بخير، أعياد فصح مجيدة، وأعياد ميلاد سعيدة، وكلَّ عامٍ وشرفاء العالم بألف ألف خير!