دروس التاريخ | دفن العرب أحياء
عبد الرزاق الحسين– العربي القديم
يحكى أنه في إحدى المعتقلات النازية أُمرت مجموعة من الأسرى الروس بحفر حفرة كبيرة، ولما انتهت وضع الألمان فيها مجموعة من اليهود وأمروا الأسرى الروس بردم التراب عليهم. رفض الروس الأوامر فكان أن تم استبدال المجموعة بأن وضع الروس في الحفرة وأمر اليهود الذين كانوا بالحفرة بردم الحفرة على الروس وقد استجابوا وفعلوا.
لست مع النازية بل أدينها بجرائمها ووحشيتها ومنها يقتبس عبرة.
نفس الروس وفي ظل بداية تشكل الاتحاد السوفيتي صوتوا على قبول إسرائيل كدولة. نفس الروس دعموا حروبا عربية إسرائيلية كانت نتيجتها توسع إسرائيل. نفس الروس اليوم يقدمون أرضا بورا لإسرائيل في سوريا، بصمتهم الدولي والعسكري عن توغلها. على الاقل في حماية أرض حليف، ومنطقة نفوذ استراتيجي لهم في مياه دافئة.
لعلي أعود إلى مؤلف الكاتب المسيحي الماروني نبيل خليفة السابق عن بدء أحداث المنطقة. في إشارته الصريحة عن حلف مسيحي عام شرقي وغربي مع إيران الفارسية. حلف استراتيجي في المنطقة.
العالم اليوم لغته إنجليزية أمريكية. واللعب فيه كله ضمن الدوائر الاستراتجية الأمريكية. أكثر من ٨٠٠ قاعدة أمريكية حول العالم . بمخزون أسلحة دول حليفة لها رغبة او قسراً، تجعل فكرة المجابهه مستحيلة بالاعتماد على دول او أيديولوجيا نظن أنها داعمة لنا فكرة ساذجة .
إن تحصين الدول قائم على تدعيم الدولة. تحصين ذاتي خالص. وقوة الدولة في انتماء شعبها لها وإحساسهم بأنها تمثلهم. وفي قوة مواطنتها. في سنغافورة حكم على مواطن أمريكي بالسجن عقوبة لمخالفته قوانين الشارع في النظافة العامة، تدخل شخصيا الرئيس الامربكي، فكان رد القضاء: يسمح لك بزيارته أثناء السجن.
من أين استمدت الدولة السنغافورية قوتها. من جيشها؟ من استخباراتها؟ مطلقا. بل من الاستقرار وقوة وسيادة القانون فيها. رئيس ينتخب، يعيين، يزال، هو موظف في دور ووظيفة، ويحاسب على الكفاءة والأداء.
إن تحصين الدول العربية بسور العدل. بالمواطنة الكاملة. بعدل القانون وسطوته.
إن إثارة الفوضى القائمة اليوم. أخطر من توجه جيوش وقوى احتلال نظامية.
إن الاستقرار النسبي في دول وخاصة دول الخليج . لا يعني مطلقا انها ليست هدفا قادما. في النظرة العامة نجد بوضوح استهداف السعودية، في جعل محيطها مأزوما: اليمن . السودان . العراق . سوريا. فلسطين . مصر.
حصار لما تبقى من حاضنة عربية وإسلامية وطالما توجهت الأفعال والأقوال إلى مكة لتكون هدفا كما كانت هدفا قرمطيا نحر فيه عشرات الآلاف من الحجيج و انتزع الحجر الأسود عشرين عاما كما أخبرنا التاريخ في دروسه التي لا تنسى.
تحياتي، هل يمكنني القول إن المسلمين دعموا اسرائيل اذا كان من دعم اسرائيل وصالحها هم بعض الحكام المسلمين؟
هل الحكام هم الشعب،؟
لماذا نقول ”المسيحون الشرقيون والغربيون“ أيدوا إسرائيل، ولا نقول بعض حكام البلدان المسيحية؟
أليس في تعميمك استعداء للعرب المسيحيين قبل غيرهم؟
مع تحيات ميخآئيل سعد