جريمة تشغل الهند الآن: اتهام ممثل شهير باختطاف أحد معجبيه وقتله
العربي القديم – ترجمة وإعداد: وسنان الأعسر.
وصف بأنه أكبر نجم في صناعة الأفلام الهندية، وله قاعدة جماهيرية عريضة جعلت صوره تملأ خلفيات السيارات وعربات النقل… وتفيد التقارير بأنه يتقاضى ما بين 200-250 مليون روبية عن الدور الواحد، وهو رقم غير مسبوق في صناعة الأفلام المحلية التي تتميز بميزانياتها الصغيرة وغالبية أفلامها لا تُعرض حتى في الولايات الجنوبية المجاورة.
إنه النجم دارشان ثوغوديبا، النجم الأكثر تحقيقا للأرباح في صناعة الأفلام الناطقة باللغة الكانادية، حيث شارك في حوالي 60 فيلماً، والذي اعتقلته السلطات الهندية في ولاية كارناتاكا جنوبي الهند، بتهمة قتل أحد معجبيه!
كيف وقعت الجريمة؟
القصة بدأت منذ عشرة أيام، عندما ألقت الشرطة الهندية القبض على 17 شخصاً، بينهم دارشان، والممثلة بافيثرا جودا التي تقول الصحافة الهندية إنها صديقة دارشان، بتهمة قتل (رينوكاسوامي) أحد معجبي النجم الهندي بعد انتشال جثته من مجرى مائي.
رينوكاسوامي يبلغ من العمر 33 عاماً وهو يعمل في شركة أدوية، وتقول الشرطة أن الممثل الشهير البالغ من العمر 47 عاماً، كان غاضباً منه الذي بعد أن بعث برسائل بذيئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى صديقته بافيثرا جودا… وقال مفوض شرطة مدينة بنغالورو، إن رينوكاسوامي “قُتل بطريقة وحشية وهمجية للغاية” ووصفها بأنها “جريمة بشعة ارتكبت بطريقة مروعة”.
تم العثور على جثة رينوكاسوامي بالقرب من مصرف مياه الأمطار المجاور لشقة في سومانهالي هنا في 9 يونيو. ووفقاً لتقرير تشريح الجثة، فإن وفاة رينوكاسوامي كانت بسبب الصدمة والنزيف نتيجة لإصابات حادة متعددة أصيب بها.
ووصفت شرطة (كارناتاكا) في تقريرها إلى محكمة بنغالورو المحلية، الذي طالبت فيه بالحبس الاحتياطي للممثل الشهير، وصفت دارشان بأنه “أساء استخدام قاعدة معجبيه وحاول عرقلة التحقيق في مقتل معجبه رينوكاسوامي” متهمة صديقته (بافيثرا جودا) بأنها حرضت وتآمرت مع آخرين لقتل رينوكاسوامي.
دفاع المحامي وأدلة الشرطة!
في حين لم يعلق دارشان المحتجز في السجن على هذه الاتهامات، لكن محاميه (رانجاناث ريدي) قال لـ “بي بي سي” إنه نفى التهم الموجهة إليه.مضيفاً: “هذه مجرد مزاعم في الوقت الحالي، وليس لدى الشرطة أي دليل مباشر ضد دارشان، إنها قضية تعتمد علىى الأدلة الظرفية”، كما وصف ريدي ادعاءات زواج بافيثرا من دارشان بأنها “كذبة كبيرة”.
رسمياً لا تقدم الشرطة أي تفاصيل حول الأدلة المتوفرة لديها ضد الممثل والمشتبه بهم الآخرين، لكن الصحافة المحلية نشرت مزاعم وصفت بأنها “غير واقعية”، ونسبتها إلى مصادر الشرطة… كما تم عرض لقطات ضبابية من كاميرات المراقبة على القنوات التلفزيونية، حيث ادعى مراسلون أنها تظهر عملية اختطاف الضحية… ومنذ 11 حزيران/يونيو عندما وصلت الشرطة إلى الفندق في مدينة ميسورو حيث كان دارشان يقيم أثناء تصوير فيلمه الجديد (ديفيل)، تصدرت عملية اعتقاله وما تلاها من أحداث عناوين الأخبار والصحف في الولاية.
قصة صعود وفقر وكفاح
دارشان هو ابن الممثل (سرينيفاس ثوغوديبا)، الذي أصبح نجم أدوار الشر في سبعينيات القرن العشرين، لكن الأب توفي وترك الأسرة في حالة فقر مدقع وهكذا واجه دارشان الكثير من المصاعب بعد وفاة والده، وكانت وظيفته الأولى مع مصور سينمائي، حيث عمل كجزء من طاقم الإضاءة في موقع التصوير مقابل 150 روبية في اليوم… لكن “الشاب القوي ذو الحضور القوي” أتيحت له فرصة أمام الكاميرا وبدأ في القيام بأدوار صغيرة في الأفلام، كما يقول شيفا كومار، مضيفاً أنه حصل على فرصته في عام 2002. وتابع: “لقد برز إلى الأضواء مع فيلم (ماجيستيك) – الذي لعب فيه دور مجرم محبوب، وهو ما أوصله إلى الشهرة وجعله نجماً”.
الناقد السينمائي (موراليدار خجاني)، مؤلف كتاب عن السينما الكانادية، يقول إن أفلامه حققت جماهيرية واسعة، ويصفه بالقول: “لقد أصبح بطلاً للطبقات المهمشة من المجتمع”. في أوائل حياته، كان “متواضعاً وجاداً ومنضبطاً”، كما يقول يوجيش، الذي عمل معه عن كثب في فيلم في عامي 2005-2006، والذي يضيف: “في ذلك الوقت، تنبأت بأنه سيصبح معشوقا للجماهير، وفعلاً أصبح كذلك”. أفلامه، كما يقول شيفا كومار، كانت “عادية جداً”، أدواره متكررة، وأداؤه “خشبي”، لكنه بنى مسيرة مهنية ناجحة كبطل أفلام حركة. وعلى مدى أكثر من عقد، أحكم دارشان قبضته على الصناعة، إلى جانب كيتشا سوديبا وبونيث راجكومار، نجمي السينما الكانادية الآخرين الكبيرين.
لكن في سجل دارشان قضايا جنائية آخرى… فقد تم القبض عليه عام 2011 وقضى أربعة أسابيع في السجن بعد أن اتهمته (فيجايا لاكشمي) بالعنف المنزلي، ونقلت التقارير الإخبارية في ذلك الوقت عن شكواها للشرطة أن دارشان اعتدى عليها وهددها بمسدس وأحرقها بأعقاب السجائر… وتم إطلاق سراحه بعد أن سحبت زوجته الدعوى المرفوعة ضده، ويقول البعض إنها كانت صفقة بينهما.
الوسط السينمائي يتحفظ
وعلى الرغم من الاتهامات الخطيرة التي يواجهها الآن، لم يكن هناك رد فعل في عالم السينما، حيث تحدث عدد قليل من الممثلين علناً عن هذه القضية. ويقول خاجاني إنه في بعض الحالات قد يكون السبب وراء الصمت هو المصلحة التجارية. ويضيف: “الصناعة هادئة لأن 1.5 مليار روبية تستغله، إذا ذهب إلى السجن، فسيتعين تأجيل ثلاثة من أفلامه أو وضعها على الرف، لذلك لا يمكنهم تحمل تكاليف توقيفه”.
يعترف المنتجون بأن اعتقال دارشان يمثل “خسارة فادحة لهذه الصناعة”، ويقولون إن الدعوات لإيقافه لا تزال مبكرة “فالرجل بريء حتى تثبت إدانته”.
وتفيد آخر الأنباء أنه تم نقل دارشان ومساعديه إلى السجن المركزي في بارابانا أجراهارا في بنغالورو، فيما تجمع عدد كبير من محبيه في المحكمة ورفعوا شعارات مؤيدة له. ولوح لهم الممثل الشهير من القفص الموجود في سيارة الشرطة.
____________________________
استنادا إلى تقارير: إنديان إكسبريس – بي بي سي وورد – ذا ويك