أول كورية جنوبية تفوز بجائزة نوبل للآداب: هان كانج ابنة الرابعة والخمسين... ماذا تعرف عنها؟!
العربي القديم – ترجمة وإعداد: وسنان الأعسر
شكّل الإعلان عن فوز الكاتبة الكورية الجنوبية (هان كانج) بجائزة نوبل للآداب لعام 2024 أمس الخميس، مفاجأة من مفاجآت نوبل التي لا تنتهي…. فيما قالت صحيفة (الغارديان) البريطانية أن هذا الفوز “هو انتصار ليس فقط للأدب الكوري، بل إنه أيضاً تذكير بالمدى الهائل والتأثير الذي تتمتع به دور النشر الصغيرة، والتي تتولى قدراً كبيراً من العمل الشاق المتمثل في تقديم الأدب المترجم إلى جمهور أوسع”. ويقول الكاتب والمترجم الكوري أنطون هور، أحد المحكمين في جائزة البوكر الدولية لعام 2025: “لم يكن بإمكان الأكاديمية السويدية اختيار فائز أكثر مثالية من هان كانج”.
وكانت الأكاديمية السويدية الملكية قد أعلنت في ستوكهولم فوز كانغ، التي تكتب الشعر والرواية باللغة الكورية، وأوضحت في بيانها أنها حصلت على الجائزة “لنثرها الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة البشرية”.
الارتباط بين الروح والجسد
وأشادت الأكاديمية السويدية بأدب هان كانج “لإدراكها الفريد للارتباطات بين الجسد والروح، والأحياء والأموات”. معتبرة أن هان “أصبحت من خلال أسلوبها الشعري والتجريبي مبتكرة في النثر المعاصر”.
وهان كانج البالغة من العمر 54 عاماً، أول كورية جنوبية تفوز بهذه الجائزة الأدبية المرموقة عالمياً، والتي لم تفقد بريقها رغم كل ما أثير حولها من انتقادات في السنوات الأخيرة، وما أثارته وتثيره من جدل سياسي ومناطقي وجغرافي حول العالم، وفي هذا قالت صحيفة (لوموند) الفرنسية العريقة:
“هان كانج هو أول كوري جنوبي يفوز بهذه الجائزة، وهي حالة شاذة تم إصلاحها أخيرًا حيث قدم أدب بلد الصباح الهادئ على مدار نصف قرن عددًا من الروائع والمؤلفين العظماء المترجمين حول العالم. إذا كانت أسماء الشاعر كو أون (المولود في عام 1933) والروائي هوانج سوك يونج (1943) قد ترددت على أفواه المقامرين في الأعوام الأخيرة، فإن الممثل الأكثر براعة للجيل القادم هو الذي يفوز في نهاية المطاف”.
وهان كانج هي المرأة الثامنة عشرة التي تحصل على جائزة نوبل للآداب. وكانت الكاتبة السويدية سلمى لاغرلوف أول امرأة تفوز بالجائزة عام 1909… وكانغ كما تصفها اللوموند “تنتمي إلى دائرة صغيرة نسبياً من الفائزين بجائزة نوبل في مقتبل الخمسين من العمر، حيث نجد غابرييل غارسيا ماركيز، وأولغا توكارتشوك، ومو يان، وأورهان باموك، وهيرتا مول”. فهي أصغر فائزة بالجائزة منذ 37 عاماً.
بداياتها المثيرة للانتباه
على الرغم من أن أحدث أعمال هان نُشرت في المملكة المتحدة بواسطة دار هاميش هاميلتون، وهي إحدى دور بنغوين راندوم هاوس الشهيرة، إلا أن روايتها الأولى، (النباتية)، التي نُشرت في كوريا الجنوبية عام 2007، وفازت بجائزة مان بوكر الدولية نُشرت بواسطة دار بورتوبيللو بوكس المستقلة التي أغلقت أبوابها في عام 2015 مما يشير إلى أهمية دور النشر الصغيرة في حمل الأدب إلى العالمية حين تتوفر له مقومات الإبداع الأصيلة. والآن تم تكريم كل إنتاجات هان كانج بوصفها: “أعمال نثرية موجزة وقوية، تبدو رقيقة في نقلها ولكنها قاسية في تأثيرها. ورغم أنها تجريدية في كثير من الأحيان، إلا أنها تصارع بقوة المجتمع والتاريخ الكوريين التقليديين”.
ولدت هان كانغ في 27 نوفمبر 1970 في غوانغجو في جنوب البلاد، والدها الكاتب هان سيونغ وون. اكتشفت سيول في سن التاسعة فقط. درست الأدب هناك وبدأت العمل في إحدى المجلات، وكانت تنشر منذ أوائل تسعينيات القرن العشرين قصائد وقصصا قصيرة وكانت في العشرينات من عمرها… وظهرت بواكير أعمالها النثرية في عام 1995 بمجموعة قصص قصيرة بعنوان (حب يوسو). كما كرّست نفسها للفن والموسيقى أيضا إلى جانب الكتابة، وهو ما ينعكس في مجمل نتاجها الأدبي. وقد جذبت انتباه النقاد وحصلت على جوائز أدبية.
ماذا تقول رواياتها
وتقول صحيفة (الغارديان) إن رواية (النباتية)، صدمت العديد من القراء والنقاد بصورها الصريحة، وتضيف: “هي دراسة للمقاومة الفردية العنيفة ضد مجتمع قمعي. ففي الرواية، تصدم امرأة شابة تقليدية ظاهرياً أسرتها وزوجها الجديد برفضها تناول اللحوم، لتجد نفسها في خطر محدق في عالم أبوي آكل للحوم. وكما هي الحال مع كل أعمال هان، فإن الصدمة المتراكمة والذكريات غير المكتشفة لشخصياتها تكشف في النهاية عن أهمية وطنية”.
روايتها (Human Acts) هي رواية متعددة الطبقات عن عواقب القمع الدموي الذي مارسته السلطات الكورية الجنوبية لانتفاضة طلابية في عام 1980 في جوانججو،مسقط رأس هان. وتقول المحررة الأدبية للغارديان (كاثرين تايلور): لا شك أن الأهمية التاريخية لمثل هذه الشهادة، حتى لو تم تجسيدها في شكل روائي، قد أثرت على لجنة جائزة نوبل.
أما روايتها “الكتاب الأبيض”، فهي رواية قصيرة مؤثرة للغاية عن الحزن والتحول والشفاء، وتتأمل حياة وموت أخت حديثة الولادة. أما روايتها (نحن لا نفترق) أو (الوداع المستحيل)، فقد تمت ترجمتها ياوون وبايج أنياه موريس، وستصدر في أوائل العام المقبل.