
شعر: محمد المير إبراهيم – العربي القديم
كنت أتمنى كتابة الشعر اليوم، أو الأدق هذا الصباح .
كل صباح أشتهي الشعر كلحم الغزال
أو كفنجان القهوة الضروري مع السيجارة والصمت
لأستعيد رأسي من العالم الآخر،
لكن اليوم لم أستطع .
فالشاعر كالتاجر كالشجرة كالأرض كالشمس كالقمر كالغيم .
رُبما هي خصوصية ما لإنسان الديكتاتوريات .
أن تحيا في ديكتاتورية ما هو فعلُ تعذيب يومي،
أن تحيا كما تريد هو المستحيل أو الانتحار بعينه .
أما الحرية فهي موتٌ محققٌ، وبعثٌ مباشر .
بعد أربعة أشهر منها مازلت أستعين بذات الأدوات لممارسة الحياة والوجود .
صعبٌ أن تخرج من نفسك التي عمّرت أكثر من ثلاثين سنة،
لتخلق نفساً جديدةً حُرّة، بأدواتٍ جديدة .
اليوم تعلمت شيئاً جديداً،
أستطيع أن أرقص
دون سبب
لوحدي .
أطلقت العنان لصوت صباح فخري في السادسة صباحاً
فتحت باب الشرفة وغبتُ معه في غشية النغم والكلمات
انطلقَ جسدي مهللاً
فرحاً بالصباح الجديد، بالخضار الذي غطى أشجار الحديقة .
رقصتُ منتشياً بالوجود، كصوفيّ يدخل حلقة ذكر للمرة الأولى .
هو وهمٌ أو أمنية أو رُبما حقيقة
لكن عصافيرُ الحديقة شاركتني الرقص من بعيد ..
غردت وغردت وغردت
الناس تغرق في أسرّتها، وأنا أرقص مع العصافير .
انتهت الأغنية، عدتُ إلى كرسيّ الحميم
أشعلت سيجارة مع كأسِ المتة الشفاف
غادرت العصافير على عجل ..
لمحتُ قطراتٍ على سور الشرفة أمامي
أهو الندى؟!
أم الصباح يبكي لجنوني ووحدتي !!!
قلت في نفسي وأنا أبتسم للحياة
التي فتحت لي باباً جديداً
على الدمع، على الرقص، على الأغنيات .
فيا له من نهار .