الرأي العام
مقامات أمريكية | النفاق والنفاق المعاكس
د. حسام عتال
“حسام، لماذا تنافق المسيحيين؟” سألني صديقي على المسنجر بعد أن قرأ مقالي السابق عن دور الكنيسة والببغاوات. ولم يكن صديقي وحيداً في احتجاجه، لكن كل المُحتجّين اختاروا عدم الإفصاح عن اتهاماتهم علناً، فقط على المسنجر الخاص.
أريد أن أشكر لطف الناقدين باستخدام المراسلة الخاصة، لكن بنفس الوقت أتمنى لو أنهم انتقدوا علناً لأني أعتقد أن الأمر يحتاج لنقاش عام علني، متوازن، وصحي، ودون اتهامات شخصية. لذلك طلبت من صديقي إذناً بنشر محادثتنا القصيرة التالية دون ذكر اسمه:
- لماذا تنافق المسيحيين في مقالك عن الكنيسة؟
- إنهم يرسلون لي شيكات بالبريد كلّما نافقتهم فأنا غنيّ الآن. ولأنك عرفت السبب، هل يمكن الآن أن نتحدث عن فحوى المقال، ما الذي تعترض عليه بالضبط من الأفكار التي وردت فيه؟
- ما كتبْتَ هو عكس كل ما نعرفه ومخالفٌ لكل ما كُتِبَ عنه.
- هذا صحيح، ولهذا السبب كَتبْتُه. هل وَجَدْتَ الأدلة الواردة فيه مخطئة؟
- هذه ليست أدلة، هذا تاريخ، وأنت تُحرّف التاريخ.
- كويس. إنسَ التاريخ إذا. ماذا عن اليوم، هل توافق أننا اليوم في حالة تخلف وانحطاط حضاري؟
- نعم.
- وما هو الدور الذي يلعبه الدين الإسلامي اليوم، هل هو سبب الانحطاط والتخلف؟
- الأمر مختلف فلا يمكن المقارنة، أصلاً الإسلام لا يحكم اليوم كما حكمت الكنيسة. الحكومات اليوم دكتاتوريّة ومستبدة.
- يا رجل ملّينا من هذه الكليشية! لكن ما رأيك بالجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
- ليسوا مسلمين، هم يستمدون الإسلام كغطاء لتَسلُطِهم على الحكم.
- وهل كانت الكنيسة مسيحية فعلاً، أم أنها استخدمت المسيحية لتَسلُطِها على الحكم؟
- أنت تلعب بالكلمات. كما قلت لك، لا يمكن المقارنة.
- أنت لا تجد وجهة نظر في الموضوع؟
- لا… أبداً.
- طيب ماشي، دعنا نُغّير الموضوع. الآن لدي كل هذا المال الذي حصلت عليه بنفاقي، ما رأيك برحلة سوياً، نلتقي ونستعيد ذكريات الماضي، متى، وأين؟
- ههههههه، والله مشتاق لك يا حبيب، يجب أن نخطط للقاء، ماذا عن مالطة؟ نتكلم قريباً للتنسيق.
- وأنا أكثر… مالطة خيار ممتاز. إلى لقاء صديقي!