العربي الآن

مساعد الجوية الذي أصبح وزير إعلام: محمد سلمان والمقابلة التي أثارت غضب أهل الرقة!

هذا الشخص الكفؤ  الذي أعجب به حافظ الأسد دون سواه، يتم تقديمه اليوم، كشخصية معارضة لآل الأسد

كتب رئيس التحرير:

أثارت مقابلة قناة العربية مع وزير الإعلام الأسبق د. محمد سلمان الذي كان أحد رموز حكم حافظ الأسد، غضباً كبيراً لدى أبناء محافظة الرقة والمنطقة الشرقية الذين عرفوا محمد سلمان محافظاً لمدينتهم في ثمانينات القرن العشرين بين عامي 1980- 1987، قبل أن يختاره حافظ الأسد وزيراً للإعلام عام 1987 في حكومة محمود الزعبي الأولى التي تشكلت في نوفمبر عام 1987، ليبقى في الوزارة مدة (13) عاماً حتى آذار عام 2000  أي ما قبل وفاة حافظ الأسد بأشهر.  

أنا وجمال سليمان

وقال وزير الإعلام السوري الأسبق محمد سلمان في المقابلة: إنه نصح بشار الأسد بإجراء حوار وطني يجمع كل مكونات الشعب السوري ولا يستثني أحداً، بما فيهم رجال الدين والإخوان المسلمين، وأن صهره الفنان جمال_سليمان دعا لأسد في مؤتمر مصغر التقى فيه مع (32) شخصية، إلى الحل السياسي بدلا من الأمني فكاد الرد أن هدم منزله بحجة أنه مخالف وليس لديه رخصة بناء!

محمد سلمان مشاركا باستفتاء 1992: نعم للأبد يا حافظ الأسد (أرشيف العربي القديم)

ردود أفعال غاضبة

وقد أثارت مقابلة د. محمد سلمان غضبا واسعاً وخصوصا لدى أبناء محافظتي الرقة ودير الزور، اللتين اكتويتا بنيران بطشه، وهو القادم إلى منصب المحافظ من سلك المخابرات حيث بدأ حياته مساعد أول في فرع المخابرات الجوية، وخلال ذلك حصل على شهادة في الحقوق، ثم دكتوراه في الزراعة من إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة بعد أن أصبح وزير إعلام!

وعرف عهد محمد سلمان في وزارة الإعلام بأنه عهد القمع واستمرار التضييق على الحريات الإعلامية المعدومة أصلا، رغم أن معالي الوزير ينسب لنفسه فضل النهوض بالدراما التلفزيونية السورية عبر تشجيع إنتاج القطاع الخاص، ومن ثم محاولة النهوض بالأغنية السورية، من خلال تأسيس مهرجان الأغنية السورية بحلب في عهده، والذي كان يمنحه كل دعم ويمنع أي انتقاد له في الصحافة، منطلقا من مقولة: “نهضنا بالدراما والآن سننهض بالأغنية”!

فرحان المطر: اسألوا ضحاياه!

الكاتب والإعلامي فرحان المطر ابن مدينة الرقة، كتب على صفحته على فيسبوك معلقا على المقابلة:

 مقابلة قناة العربية لمحمد سلمان محافظ الرقة، السابق، ووزير الإعلام السوري الأسبق، سببت لي الكثير من الأذى والاستفزاز على مدار اللقاء. اسألوا ضحاياه من أهل الرقة أولاً قبل التفكير بإعادة تدوير نفايات نظام الأسد البائد. يحزّ في نفسي كثيراً أن أرى من يجب أن يحاسب أولاً يقف في صدارة المشهد متحدثاً عن مستقبل سوريا.

محمد سلمان أثناء فترة حكمه كان حافظ أسد آخر، ديكتاتوراً أشاع الرعب في النفوس، حملات اعتقالات جماعية طالت الكثيرين. محمد سلمان كان لصّاً كبيراً فرض سطوته على الجميع، وسرق حتى الأراضي. كان مكمماً للأفواه مشجعاً على الإنفلات القيمي داخل مجتمع الرقة. لن تسامحك الرقة يا سعادة الوزير، ويا رائد الديمقراطية !!!…

صالح الحاج صالح: حتى محمد سلمان كان معارضاً ؟؟!!

وتحت عنوان: “حتى محمد سلمان كان معارضاً” كتب ابن الرقة الكاتب صالح الحاج صالح مستعرضا من ذاكرته حوادث من تاريخ وزير حافظ الأسد الأسبق:

قال محدثي بعدما أُبْعِد عن منصب شغله لسنوات، ولأنه آمن على ما سيقوله كوني قريباً له ويعرف ما أنا وعائلتي عليه .. قال: سأحدثك عن فصل واحد يظهر حقيقة “أبو الريم” وهو اسم محبب لدى مدراء الدوائر  وحزبي محافظة الرقة للمحافظ محمد سلمان.

 وقبل أن أذهب إلى ما قاله، سأذكر  تقفيلة وتعليق محبب للسوريين على كل انفجار أو عملية اغتيال، وقتل حدثت في فرنسا، اسبانيا أمريكا..الخ بعد 2011 بالعبارة التالية (أكيد  الإرهابي ترك هوية السورية وباكيت حمراء طويلة في مكان العملية) هذا التعليق الساخر كان الدليل الذي قدمه محمد سلمان، عن انفجار مفبرك لخط نقل النفط بالقرب من بلدة العكيرشي شرق الرقة ليتم على أثرها  شن حملة اعتقالات واسعة.

المهم قال محدثي: على أثر انعقاد المؤتمر الثامن لحزب البعث عام 1985 وعن بعض الحديث الذي دار في المؤتمر من قبل بعض أعضاء المؤتمر، ومنهم ممثلي الرقة، كان حافظ الأسد يسمع المداخلات من غرفة خاصة قد ازعجه ماسمع . ويقال، وهذا قيل عن قال. أن حافظ الأسد اوعز للأجهزة الأمنية بتنقية الحزب من المشككين بالمسيرة، ومن خصهم بتنقية الحزب كان  محمد سلمان الموكل إليه ،حينذاك، رئاسة اللجنة الأمنية بمنطقة الجزيرة، بمحافظاتها الثلاث..

وقال محدثي وهو حسب ماقال كان شاهداً  على جزء من الاجتماع الذي عقد في مدينة الطبقة بدار الأسد للثقافة، المركز الثقافي، وضم قادة الأجهزة الأمنية دوبا والخولي وآخر كنيته عبسي.. ورؤساء فروع الأمن بالرقة. وعلى أثرها جرى اعتقال أعضاء من قيادة فرع الحزب بالرقة وأمناء شعب حزبية ومدراء دوائر، وزجهم في سجن حلب بالمسلمية تحت تصنيف “جماعة أو معتقلي محمد سلمان”.. هكذا !

وعن محمد سلمان ينقل قول عن حافظ الأسد أن ليس لديه محافظ كفؤ إلا محمد سلمان.

هذا الكفؤ، خلال ولايته، كان سكان المدينة بمجرد أن تقف سيارة بجانب أحدهم فجأة وبالصدفة تقع قلوبهم بين ارجلهم  حتى يتبين الأمر، وذلك لكثرة ما نقلت السيارة العجيبة “سيارة بيجو بيضاء” معتقلين من بيوتهم، من المدارس والدوائر، ومن الشارع إلى فرع الأمن العسكري بدير الزور.

وأيضاً وفي طورٍ لاحق استكمل محمد سلمان أثناء توليه منصب وزير الإعلام ما بدأه الوزير الذي سبقه أحمد إسكندر أحمد بتكريس عبادة الأسد. ففي عهده تم رعاية كتاب وصحفيين لتدبيج مؤلفات عن القائد الضرورة، وتم إلزام المواطنين باقتنائها بطرقٍ شتى. وكذلك أنشئ معسكر للفنانين على بحيرة الأسد،  لرسم لوحات بانورامية لإنجازات القائد. وفي عهده الميمون بوزارة الإعلام تم صناعة أغلب التماثيل ونصب العائلة.  

هذا الشخص الكفؤ  الذي أعجب به حافظ الأسد دون سواه، يتم تقديمه اليوم، كشخصية معارضة لآل الأسد! من قبل إعلام يروج لأمثاله وأمثال ما أسقطه الطير.

د. أحمد جاسم الحسين: استح يا مجرم!

الكاتب والأستاذ الجامعي السابق أحمد جاسم الحسين، كتب بدوره على صفحته على فيسبوك مخاطبا د. سلمان بشكل مباشر:

“عيب عليك، استح يا مجرم!

الأشخاص الذين قتلتهم والجرائم التي ارتكبتها، تشهد عليها الرقة يوم كنت محافظا لها، ومن وضعتهم بالسجون سيشهدون ضدك يوم كنت رئيس اللجنة الأمنية بالمنطقة الشرقية   ١٩٨٠-١٩٨٧ حيث أشرفتَ شخصيا على إعدام الكثير من السوريين. تذكر الرائد عزيز؟

أن يكون صهرك فناناً مشهوراً أو أن يكون لديك مشروع سياسي لا يقلل من حجم جرائمك. معيبٌ استضافة مجرمين عبر قنوات تلفزيونية كحمامات سلام .لي عودة مفصلة لاحقاً.

(دعوة إلى الأمهات السوريات وأهالي الرقة لجمع شهادات ووثائق تكشف هذا المجرم)

د. موسى رحوم عباس: سيلاحقه القانون. 

بدوره علق موسى رحوم عباس، الأديب وكاتب القصة السوري البارز على منشور أحمد جاسم الحسين متهماً سلمان باللصوصية صراحة، وقال:

“يجب أن يصمت، ويلاحق قانونياً لسرقته مشروع بناء قصر المحافظ حيث ابتنى قصراً له في الساحل وبالتصميم نفسه والمواد نفسها وبالمفروشات التركية التي حصل على إذن حكومي باستيرادها دون جمرك، كل من كان يعمل بالحديد والاسمنت ومواد البناء يجب أن يشهد أمام المحكمة بذلك، الأمر كان مكشوفا والشاحنات تفرغ نصف الحمولة بالرقة والنصف الآخر يكمل طريقه للساحل، عليه أن يصمت وسيلاحقه القانون!”

أسرة الحرس القديم المُبعد

ويقول مراقبون أن الدكتور محمد سلمان، الذي ينتقد مرحلة بشار الأسد لأنه أبعده واعتبره من الحرس القديم، مازال يمجد مرحلة حافظ الأسد ويعتبر نفسه أحد رجالها الناجحين، دون أن يوجه كلمة انتقاد لهذه المرحلة التي أسست لكل الجرائم والسجون والمعتقلات (سجن صيدنايا أسس في عهد حافظ الأسد) بما في ذلك جريمة التوريث في نظام جمهوري لا يورث، والتي كانت رغبة الديكتاتور حافظ الأسد الشخصية الذي يمتدحه سلمان، متأسفاً أن بشار لم يصلح للحكم كأبيه.

وتعول أسرة سلمان التي تنتمي إلى الطائفة العلوية، على صهرها النجم جمال سليمان، وعلى علاقاته في إعادة تسويق والد زوجته الذي لا ينسى السوريون أنه كان من رجالات الديكتاتور حافظ الأسد، والذي سمى جمال سليمان ابنه البكر على اسمه على اعتبار أن محمد سليمان الذي كان يكنى بأبي الريم (نسبة لابنته ريم) لم ينجب ذكوراً، وتنشط العائلة بعد سقوط الأسد للحديث عن الظلم والعسف الذي وقع على عميدها الوزير الأسبق الذي لم يعرف بشار قدره!

ريم سلمان: أبي الغالي والجد الحنون والسوري الوطني

وفي هذا السياق كتبت الابنة الكبرى ريم، زوجة د. نضال دوبا، وهو (ابن رئيس الاستخبارات العسكرية في عهد حافظ الأسد العماد علي دوبا) كتبت منشورا على صفحتها بعد سقوط بشار الأسد، تحاشت فيه الاعتراف بأن ما جرى “ثورة شعبية” واستفاضت تشرح ما وقع على أبيها فقالت: 

 عند بداية الحرب في سوريا تقدم والدي الدكتور محمد سلمان وزير الإعلام السابق ونخبة من الشخصيات الوطنية  على امتداد سوريا (منهم عدد من الوزراء السابقين  والسياسيين والاقتصاديين والفنانين والأدباء والأكاديميين) ومعهم زوجي نضال دوبا وزوج سوزي أنس الخولي وزوج رنا جمال سليمان  بمبادرة وطنية تجنب الوطن بكل اطيافه وطوائفه كل هذا الدم . قوبلت المبادرة برفض وقسوة لم تمارس على من شارك وأراق دماء أبناء البلاد .وحملة من التخوين ضده. على اثر هذه المبادرة فرضت على والدي سلسلة من العقوبات الرئاسية  منها الإقامة الجبرية داخل المنزل لوقت طويل الى منع السفر وصولا الي مصادرة جواز سفره. ولم نستطع أنا  وأخواتي سوزي ورنا ونجلاء أن نرى أبي وأمي  لسنوات طويلة بسبب الحرب المستعرة. وبالمقابل هو لن يأتي لزيارتنا.

لم نحاول يوما أن نتوسط للحصول على جواز سفر والدي الا بعد وفاة والدتي  لأننا كعائلة ترزح تحت ثقل الفقد كانت امنيتنا أن نقضي ما تبقى من العمر مع والدي ونجتمع كللنا دوريا حيث تقيم خارج الوطن . طبعا قوبلت كل الجهود الخجولة بالرفض. ولم تتحقق امنيتنا البسيطة.. بعد وفاة والدتي وبحكم القدر انتقلت وعائلتي الصغيرة للعيش في دمشق مع والدي و اختي نجلاء في منزل العائلة. وكثفت سوزي ورنا وأولادهم الزيارات. محاولات  لنخفف من حدة الحزن الكبير على ماما التي كانت مالية البيت والدنيا على العيلة.. أبي الغالي والجد الحنون والسوري الوطني لم يتخلَّ ولو للحظة عن التفكير بالوطن والسعي الدؤوب لإنقاذه. وبشهادة كل من يعرفه،  بصراحة وبكل جرأة أقول اغتنمت فرصة  تجديد الفترة الرئاسية للرئيس الهارب بشار الأسد و ضربت بعرض الحائط بكل قناعاتي ورأي والدي السياسي والوطني وأعدت انتخاب الرئيس السابق كرسالة علنية له على السوشال ميديا طمعا بالحصول على جواز سفر والدي أرفقت معها  ما قاله لنا  عند لقاؤنا به وزوجته. أنا وزوجي وبناتي في بدايات حكمه عن أحلامه (الكاذبة) لسوريا كلام كان يردده عند كل من يلتقي معه. ومرت السنوات وعند كل إخفاقة وفشل وتدهور سياسي وامني واقتصادي وصولا للحرب السورية “الكونية” كان يثبت فيها على عدم حرفيه وجهل نابع من تفرد وعنجهية وتسلط أخذت البلاد الى العدم والخزي والعار. كانت خطوتي يائسة لم تأت بنتيجة سوى مزيد من الحقد العتيد. 

 مع العلم  بأن والدي عرضت عليه إغراءات كثيرة وكبيرة لتهريبه مع إقامة مميزة ومرفهة خارج البلاد. كان يرفض بشكل قاطع ويستنكر كل هذه العروض. عدت انا وسوزي ورنا ونجلاء وحفيداته واحفاده الى دائرة اليأس لسنوات طويلة

حتى أهدانا القدر ككل السوريين بالأمس فجر يوم لا يشبه حتى أجمل أحلامنا وأمانينا يوم عهد جديد لوطن واحد لا طائفي ولا دموي، وطن للجميع وبتعاون الجميع. ووعود غالية  نأمل ان تتحقق بكل محبة وصدق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى