جهل إعلامي بالبروتوكول الرئاسي: مقابلة تلفزيون سوريا مع الشرع تثير عاصفة انتقادات
محلل سياسي يسأل: هل هذا أسلوب في لقاء رئيس دولة؟

العربي القديم – متابعات ومشاهدات
أثارت المقابلة التي أجراها تلفزيون سوريا الممول قطرياً، مع الرئيس أحمد الشرع عاصفة من الانتقادات اللاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي صدرت عن كتاب وإعلاميين مخضرمين وعن صحفيين شباب كان لهم رأي سلبي بالمقابلة التي انبرت وسائل الإعلام القطرية الممولة من ذات المؤسسة المشغلة لتلفزيون سوريا إلى تضخميها وللدعاية للتلفزيون المعجزة الذي أجراها، أكثر من المحتوى الذي قاله الشرع
وبخلاف ما هو متوقع، أن ينصب الحوار والتعليقات على مضمون حديث الرئيس الشرع والأفكار التي يمكن أن يطرحها، بدا أن هناك شبه إجماع على التفاعل الإيجابي مع كلام الرئيس، مقابل ردود فعل سلبية بالغة الشراسة تجاه شكل المقابلة والأداء الإعلامي لمقدميْها الزميلين محمد دوبا وديما أبو دان.
وقد توقف العديد من الزملاء في منشوراتهم، عند سؤال الزميلة أبو دان حول “حكومة كفاءات” أو “حكومة تنكوقراط” حيث اعتبروا أن ذلك يكشف جهلها الفاضح بالمصطلح، كما توقفوا عند التعبير الذي وجه للرئيس أحمد الشرع في صيغة السؤال مرفقا بلاحقة: “باختصار لو سمحت” معتبرين أن هذه الصيغة لا تستخدم في حوار رؤساء الجمهوريات ورؤساء الحكومات، ناهيك أن إجابات الرئيس أحمد الشرع بالأساس محددة وواضحة وليس فيها أي استطراد نافل يستدعي مثل هذا الطلب، كما تشهد بذلك عشرات المقابلات التي أجراها من قبل.
محمد علاء الدين: قلة احترام

وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات المنشورات التي تستنكر قلة الخبرة الإعلامية والجهل بالبروتوكول الرئاسي من قبل القناة وإدارتها، فكتب المذيع المخضرم محمد علاء الدين على صفحته متهماً إياهم بالسفاهة دون أن يسمهم:
#إعلام
قلة احترامك لنفسك في:
السؤال والصيغة والنبرة..
لا تُنْقص من مكانة ضيفك..
بل تفضح ما بك من (سفاهة).
وجاءت التعليقات على منشور الأستاذ علاء الدين لتصب كلها حول مقابلة تلفزيون سوريا، ولم يوفر المعلقون المفكر العربي عزمي بشارة الذي تتبع القناة لمؤسسة فضاءات ميديا التي يشرف عليها، من التعليقات الهجائية الغاضبة.
محمد العبد الله: نموذج للمقابلة الفاشلة

الصحفي المخضرم الأستاذ محمد العبد الله مراسل (الجزيرة) السابق، وصاحب الباع الطويل في الإعلام كتب على صفحته على فيسبوك يقول:
تحاور رئيس دولة وتخاطبه “حضرتك” !!!
الذي يجلس أمامك رئيس دولة يا آنسة
ورئيس الدولة يخاطب بالألقاب التالية:
١ – سيادة الرئيس
٢ـ السيد الرئيس
٣ـ أو سيدي الرئيس
“حضرتك” بتخاطبي فيها مديرك أو من هو أعلى منه، الزمبال الأعلى على سبيل المثال.
ثم أعقب منشوره هذا بمنشور آخر قال فيه:
المقابلة التي أجراها تلفزيون سوريا مع الرئيس أحمد الشرع يمكن أن تدرس في معاهد وكليات الصحافة كنموذج للمقابلة الفاشلة.
محيي الدين اللاذقاني: سقطات تقتضي استعادة الاسم

المفكر السوري البارز د. محيي الدين اللاذقاني كتب معتبرا أن “سقطات أمس” تستدعي سحب اسم الدولة [سوريا] من التلفزيون الممول قطريا، وقال:
“لا حاجة للحديث المفّصل عن تلفزيون سورية، فتاريخه معروف، وأهدافه مفهومة للأغلبية كما اعتقد لكن سقطات امس تقتضي استعادة الاسم، فهو من حق الدولة السورية، وليس من حق شركة تجارية أنشأها مراسل لقناة حزب الله “المنار” وتحمل كما يعرف الاعلاميون، وغيرهم أجندات مشبوهة، وكانت إلى وقت قريب تقود حملة للتطبيع الناعم مع المخلوع، ونظامه البائد”
محمد حميدان: قال باختصار لو سمحت قال.

الصحفي الشاب محمد حميدان، أحد ألمع صحفيي الأخبار في تلفزيون أورينت سابقاً كتب منشورا على صفحته موجها إياه لمن أسماهم “الأعزاء في Syria TV تلفزيون سوريا” ومرفقا بإشارة إلى صفحة مديره العام حمزة المصطفى، ثم كتب معبرا عن استغرابه الشديد من أنه لم يسمع في حياته أن محاورا طلب من رئيس جمهورية أن يختصر، وقال:
“إلى السيد حمزة المصطفى
عندما تكون المقابلة مع رئيس جمهورية يجب أن يكون فريق الإعداد والمحاورين على أعلى مستوى من الحضور والتحضير والاحترام.
أجزم أننا لو عدنا إلى أي مقابلة سابقة أجراها محمد دوبا مع مسؤول غربي أو عربي سنجد أنه يخاطب الضيف بصيغة الاحترام، أنتم وقلتم وتحدثتم، رئيس الجمهورية ليس رفيقك في المدرسة لتخاطبه بـ أنت.
ثم إني لم أشهد طيلة حياتي أن محاوراً طلب من رئيس جمهورية أن يختصر، قال باختصار لو سمحت قال.
أما بخصوص إعداد الأسئلة فلم ينجح الفريق في الحصول على أدنى معلومة لم يكن السيد الشرع قد قالها سابقاً باستثناء تأجيل تحرك السويداء ودرعا.
وعن الحضور لم أجد سببا يدفع بمحمد دوبا للجلوس على طرف الكرسي ولا حاجة لذاك الشال الذي تضعه ديما أبو دان على كتفيها”.
زياد الريس: هل هذا أسلوب في لقاء رئيس دولة؟

المحلل السياسي السوري زياد الريس تناول جوانب أخرى من الانتقادات في منشوره على صفحته على فيسبوك فكتب يقول:
قبل قليل فتحت على المقابلة التي اجراها تلفزيون سوريا (العامل في تركيا) مع الشرع
أول ما تحدث الشرع عن المعركة حسب سؤال المذيع وهو يشرح كيف تعمدت غرفة العمليات العسكرية بث معلومات عن المعركة لرصد ردود فعل النظام قاطعه المذيع كنتم تتعمدون ذلك !؟
هل هذا أسلوب في لقاء رئيس دولة؟
اتظنه ناشط سياسي وتخشى أن يسترسل مثلاً ويخرج عن السياق؟
لم اكمل المقابلة توقفت ها هنا وقلت افضل أن اتابعها عبر مقتطفات مكتوبة في مواقع الكترونية ..
شكراً للمهنية. شكراً لكل هذه الجهود في التدرب على اجراء مقابلات هامة
نسيت أن اقول لكم أن المذيعة أول ما رحبت قالت شكرا على قبولكم القيام بهذه المقابلة
كلمة القيام هنا هامة وفي سياق حرفي كنت قبل ذلك اظن كلمة إجراء تأتي في هذا السياق…
خلف محمد: غابت المصطلحات السيادية
خلف محمد الصحفي والمراسل الميداني، كتب منشورا عنونه ب: “نقد حول مقابلة Syria TV تلفزيون سوريا مع الشرع” قال فيه:
الحقيقة أن من أنقذ اللقاء هو السيد الرئيس أحمد الشرع
غريب أمر “ديما أبو دان ” ترتدي الأحمر في القصر الذي يطغى عليه الأخضر!!!
عدا عن وضع الشال بلا أي فائدة والمقاطعة أثناء اللقاء
أما “محمد دوبا” العبقرية تكون في حدة السؤال وليس في حدة طرح السؤال !!!
فيما غابت أيضاً المصطلحات السيادية لمقام الرئاسة
أما عن الفنيات:
الإضاءة لم تكن بالمستوى المطلوب ألا يوجد في القناة مهندس إضاءة!؟
بالإضافة لسوء دقة الكاميرات، لا عزل مناسب لا عمق للصورة ولا حتى ألوان للشاشة!!!
مع كامل الود والتقدير للجهود لكن هذه أخطاء قاتلة من تلفزيون يُعتبر رائد في الملف السوري.
بلال الخلف: تهويش إعلامي مرة أخرى
بدوره كتب الصحفي بلال الخلف، عاشق مصطلح “التهويش الإعلامي” الذي يعارض فيه مصطلحاً سابق أطلقه مدير عام تلفزيون سوريا “التهويش الكراجاتي” كتب يقول:
عندما تقول اللقاء الاول مع اعلام ( سوري)
وتطرح نفس الاسئلة والمواضيع المكررة خلال شهرين
هاد اسمو #تهويش_اعلام
وقد نشط الخلف في التعليق على كافة المنشورات التي طالت المقابلة بالذم والقدح، كما أتبع منشوره هذا بآخر يقول فيه بتواضع محمود:
“أنا انسان بسيط لم أعرّف نفسي يومًا كصحفي، ولا أجرؤ على ذلك.
اتهمني البعض بأنني أهاجم سياسة القناة بدافع الكره لها ولإدارتها، لكن الحقيقة أنني أتحدث عنها لأنني أرى ما يستحق النقد.
سؤال مطروح أمام الصحفيين الأفاضل: في بحر الأخطاء الكثيرة، استوقفني أمران أثارا استغرابي واشمئزازي:
الأول: هل الحديث عن “حكومة تكنوقراط” يختلف عن الحديث عن “حكومة كفاءات”؟!
الثاني: لماذا هذا التركيز على الخارج؟ وإلى أي مدى يمكن أن ينعكس ذلك إيجابًا على السوريين، وكأنهم لا يرزحون تحت آلاف العقوبات المعقدة؟!
لمى العدناني: المذيع كأنّه يهاجم!

المحامية لمى العدناني ابنة حلب، كتبت تعبر عن استيائها من المقابلة قائلة:
“كأنّو…نسي المذيعان التابعان #لتلفزيون سوريا انّهم امام رئيس دولة…
– أيُّ غباء اجتماعي وسياسي في طرح الاسئلة وخاصة بدّو المذيع محاور التفاوض عن قسـد، وهيكلية الجيش، وبالأخير قالها الرئيس بلطف انّ هناك خطأ في طرح بعض الاسئلة
– وكان طرح الأسئلة للقائد الشرع بصفة الغائب مع أنه حاضر… والمذيع وكأنّه يهاجم في طريقة طرحه للأسئلة بنبرة صوته..شوي..شوي على مهلك انت امام رئيس دولة”
معتز خليل: أسوأ مقابلة لرئيس أشاهدها في حياتي
الصحفي معتز خليل، كتب على صفحته الشخصية على (فيسبوك) منشورا مطولاً انتقد فيه اللقاء واصفا إياه بانه “أسوأ لقاء أشاهده في حياتي” على حد تعبيره. ومما جاء في منشوره:
“في الحقيقة، انقسمت الانتقادات الموجهة إلى تلفزيون سوريا إلى شقين، ولم نرَ انتقادات مماثلة في المقابلات التي أجرتها قنوات مثل CNN والعربية مع الرئيس، رغم اختلافنا مع سياستهما في بعض الأمور.
بدايةً، لم توفق المذيعة في اختيار اللون الأحمر الفاقع لمثل هذا اللقاء، خاصة أنها تدرك جيداً أهمية ارتداء ملابس لائقة في مثل هذه المقابلات ذات الطابع الخاص بغض النظر أن الضيف هو أحمد الشرع.
وعلى سبيل المقارنة، ظهرت مذيعة قناة CNN، جمانة كرادشة، بملابس محترمة ومتناسبة مع اهمية اللقاء والضيف، رغم أنه لم يكن رئيساً في ذلك الوقت.
يضاف إلى ذلك أن الوشاح الأبيض الذي ارتدته الزميلة بدا بلا فائدة، وأثار تساؤلات، وكأنه كان يوجه رسالة ضمنية مفادها أن الضيف هو شخصية ذات طابع إسلامي! نعم هو مسلم وعليك أن تحترميه لأنك أنت في حضرته وليس هو؟!
أما المذيع، فقد أحرج نفسه بشدة بأسلوبه المتعالي وغير اللائق وحركاته غير المتزنة، بينما كان الرئيس ذكياً ومحنكاً، وتنبه إلى أسلوب المقدم الاستفزازي منذ البداية.
في الحقيقة كان واضحاً أن هذا النهج نابع، بشكل أو بآخر، من توجيهات إدارة القناة، التي أرادت أن تظهر بموقف “المتحكم بالحوار”. لكن بصراحة، مثل هذا الأسلوب لا ينجح مع الشخصيات السياسية والعسكرية الذكية مثل الشرع، الذي وجه انتقاداً مباشراً للمذيع حول طريقة طرحه المغلوط للسؤال، والتي كانت فعلاً غير موفقة، لأنها وضعته في موقع المقارنة والاتهام، وكأنه مسؤول عن قمع المظاهرات والحريات، كما فعل بشار الأسد.
بصراحة، كانت هذه أسوأ مقابلة لرئيس أشاهدها في حياتي. وبدلاً من أن تكون المقابلة فرصة تدفع القناة للأمام، خرجت منها محرجة ومتراجعة”.

د. كمال بديع الحاج: غابت عنه اللباقة والمهنية
ولعل من أكثر الانتقادات دقة وحرفية إلى جانب كل ما تقدم، ما كتبه د. كمال بديع الحاج، المتخصص في الصحافة والإعلام من ألمانيا والذي أشار إلى تخبط الإخراج وزوايا التصوير، حيث كتب على صفحته الشخصية:
- بدا المذيع متوترا ولم يفك زر جاكيته قط وهو جالس بزاوية قائمة وكأنه يطبق قاعدة بحرفيتها ندرسها لطلابنا ان يبدو المحاور واثقا من نفسه فكان متطرفا في ذلك، بأنْ كان جسمه زاوية قائمة في الوقت كله ولم يمس ظهره مسند الكرسي كطالب في امتحان سوسولوجيا الإعلام، وقد غابت عنه اللباقة والمهنية في التخاطب مع رئيس دولة. وهناك عقدة لديه تتلخص في حب الظهور .حبذا لو خفف فريق التصوير الإضاءة على صلعته ، فعلا كانت مزعجة.
- المذيعة رغم حرصها على استحضار درع ( الشال) إلا أن رسالتها هنا وصلت “مفشكلة”، وقد اختلط عليها كيفية الظهور في مقابلة رسمية لباسا ومكياجا مع الظهور في حفلة تحضرها.
- أيضا كانت حريصة على إبراز نفسها فقاطعت الرئيس مرات بدون مبرر و بذلك هي أخلت بأبسط قواعد للمحاور الجيد.
- مسافة التباعد بين المحاورين والرئيس الشرع لعبت دورا نفسيا في عدم وجود أريحية وسلاسة في الحوار
- تخبط المخرج ومصوريه في توظيف زوايا التصوير و أحجام اللقطات والقطع في اللقطات.

د. كمال بديع الحاج: اختلط على المذيعة كيفية الظهور في مقابلة رسمية لباسا ومكياجا مع الظهور في حفلة تحضرها.
أخيرا فقد حفلت الصفحة الشخصية لمدير عام القناة الباحث في الجماعات الإسلامية حمزة المصطفى بعشرات التعليقات الانتقادية، كان أبرزها ما كتبه السيد شفيق عبد العزيز:
“اختيار سيء للغاية وقلة ادب واحترام ، نتمنى المرات المقبلة تعمل دوره بالأدب للمحاورين”
