أين الوطن في تحالف “تماسك”؟
لم يلحظوا ثورة السوريين في بيانهم، ليس لأنها سقطت سهواً بل لأن معظم الموقّعين لم يكونوا يوما مع الثورة

أسامة المصري – العربي القديم
بالاطلاع على قائمة الأحزاب والتجمعات والقوى السياسية، التي وقعت على البيان التأسيسي لـ” تحالف المواطنة السورية المتساوية” (تماسك) أول ما يلفت الانتباه هو اسم التحالف الذي يصف المواطنة بالمتساوية، فهل هناك مواطنة غير متساوية؟ وثانيا القول أن التحالف ليس في موقع المعارضة أو موقع الموالاة، واعتقد أن هذه الصفة لتبقى الباب مفتوحا أمام (مسد) لتطبيق الاتفاق الذي وقعه رئيس قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي مع الرئيس أحمد الشرع. وإلا ما معنى ان يضع هذا التحالف العريض نفسه بين منزلتين.
أما الأحزاب الموقعة على بيان التحالف فهي تنتمي إلى بقايا المعارضة، وبقايا النظام البائد ولن نستثني تجمع سوريا الديموقراطية الذي أسست له شخصيات مشبوهة عملت على تحطيم الثورة السورية، منذ انطلاقتها، فيما سارت قياداته بعد ذلك في مسار، لم يكن يوما في صف الثورة السورية ولم يحمل رايتها، بل عمل هذا التجمع (مسد) على أوتار الأقليات الدينية والطائفية والإثنية مادا يده إلى الأكراد في العراق وتركيا وإيران، من جهة ومستقوياً تارة بالأمريكان وتارة بجهات أخرى، فيما بعض قادته تعمل بلا كلل ولا ملل، ليس من أجل سوريا بل من أجل مصالح ضيقة.
مؤتمر الأحزاب التي اجتمعت في دمشق محاولة ثانية للحشد من أجل تحالف عريض يخدم أهداف (مسد) المعلنة وغير المعلنة، فـ (مسد) عقدت نهاية الشهر الماضي مؤتمرا في مدينة الرقة ضم 250 شخصية، ـ هم يعرفون جيدا من يمثلون ـ تمهيدا لتحالف (تماسك) الذي بدا غير متماسك بعد ساعات من نشر بيانه، مغفلا الثورة السورية، والتركيز على اللامركزية التي يختبئ خلفها مشاريع أخرى، إضافة للقرار الدولي 2254.
إن التمسك بقرار 2254 الذي أكل الدهر عليه وشرب مع سقوط النظام، فالقرار بجوهره التفاف على ثورة السوريين لتأبيد حكم الأسد وأجهزته المخابراتية وجيشه اللا وطني ومؤسسات دولته الفاسدة، كان مطلوب تنفيذه بالشراكة مع أصحاب هذا البيان، و(كركوزات الإتئلاف)، الذين لم ينظروا إلى الوطن سوى من منظار ضيق جدا يعبر عن مصالح فئوية ليس أكثر، فحلم كبيرهم أن يكون عضوا في مجلس مصفقي الأسد أو وزيرا بلا حقيبة، وكانوا على استعداد لو قبل الأسد بـ “القرار” أن يطووا صفحة الدماء والمجازر ويتقاسموا السلطة على الطريقة العراقية، تحت الهيمنة الإيرانية، وبوجود الميليشيات بكل أنواعها، ومع زوال كل موجبات هذا القرار نرى أن هؤلاء يتمسكون بروحه أو ثناياه .
أصحاب البيان الذين لم يلحظوا ثورة السوريين في بيانهم، ليس لأنها سقطت سهواً، بل لأن معظم الموقعين عليه لم يكونوا يوما مع الثورة، ومواقفهم تتوزع بين متحالفين مع نظام الأسد وطابور خامس في الثورة، وأحزاب تأسست تحت جناح الأسد ونفذت أجنداته لسحق الثورة، وجزء من معارضة صورية في الداخل وهذا ما كان يؤكد عليه بعض زعماء هذه الأحزاب في محافل جنيف واستانه.
إنه الانتماء أيها السادة فانتماءاتكم، الاجتماعية والايديولوجية والسياسية والفكرية، هي من يقف خلف هذا التحالف، وهي التي حددت تموضعكم طوال 14 عاما، من القتل والتدمير والتهجير، قتل خلالها الأسد نصف مليون سوري وارتكب كل أنواع الجرائم، بما فيها التطهير العرقي، وتسليم البلد للمحتلين، الذين ارتكبوا أبشع المجازر بحق السوريين ومع ذلك قبلتم الشراكة ضمن القرار الدولي المذكور.
لا يمكن فصل ماضي عن حاضر هذه الأحزاب والقوى، خاصة أننا لم نبتعد كثيرا عن التموضعات السابقة لها، فهي فقط ثلاثة أشهر، فقبل ثلاثة أشهر كانت معظم هذه الأحزاب تعيش في كنف النظام أو حليف له، ومسلمون بأبديته، فهل يحق لنا أن نسأل، ماذا فعلت هذه الأحزاب من أجل التغيير في سوريا طوال عقود؟ ما علاقتها بالشعب السوري وثورته وآلامه وأوجاعه؟، هل هذه الأحزاب تعرف عدد المجازر التي ارتكبها النظام بحق السوريين؟ وهل أدانتها؟ هل سمعت بالبراميل؟ أوتحدثت عنها في منشوراتها؟ هل ناقشوا في اجتماعاتهم المغلقة وجود الميليشيات الإيرانية؟ وحملات التشييع والتغيير الديموغرافي؟ وهناك قائمة طويلة من الأسئلة، أليس مطلوبا من هذه الاحزاب أن تتبرأ من نفسها وتاريخها، لا أن تحاول أن تتصدر المشهد دون ـ على الأقل ـ مراجعة ذاتية تقر بما كانت عليه وتعتذر عن تاريخها غير المشرف في معظمه.
وبالتمعن في هذه القائمة الطويلة لـ (تماسك) في سياقاتها التاريخية، ومواقفها الحالية يؤكد انها تسعى للتماسك مع نفسها ليس اكثر، وليس لها علاقة بالواقع ولا تنتمي له، فالشيوعيون كانوا مرفوضين قبل خمسين عاما، ولم يستطيعوا ان يؤثروا حتى بأطفالهم الصغار. لم يرفضوا القرار الدولي 2254 لخطورة تطبيقه بل فقط لأنه صياغة إمبريالية، وهم أصلا لم يجرؤا على الاعتراض عليه في ظل نظام الأسد بل وقفوا في الخلفية ولو نفذه الأسد لكانوا صفقوا له، أما مدعوا القومية السورية الذين شاركوا بقتل السوريين، فقد اعترضوا على شراكة الأخوة الأكراد في تقرير مصير سوريا المستقبل، ـ ربما حتى يبقى العرق صافياً- أما البعثيون (الديموقراطيون) فهم ليسوا أفضل حالا من بقية الأحزاب التي صمتت على جرائم الأسد، وهذه الأحزاب، وأحزاب أخرى جميعها بقايا للأيديولوجيات الشمولية التي لا تعترف بالأخر أيا كان.
وهناك أحزاب عدد أعضاء مكاتبها السياسية يفوق عدد أعضائها، وأحزاب بقياداتها العاجزة معنوياً ومادياً، تحاول أن تستمد شرعيتها من ماضيها النضالي أو سنوات السجن الطويلة لمناضليها، قبل أربعين عاما أو أكثر في سجون نظام الأسد الأب، أيضا لابد من الإشارة إلى شخصيات وصولية وانتهازية تربت في مرابع الأسد، وأسست أحزابها وتياراتها ضمن أجندات النظام لإحباط الثورة، أما من لم يجد نفسه ضمن هذه التصنيفات، وهم الفرقة الناجية، فهم ليس أفضل حالاً بقبولهم بأن يكونوا ضمن هذا التحالف.
جاء هذا التحالف بعد أقل من شهر على مؤتمر حوار نظمه مجلس سوريا الديموقراطي (مسد) نهاية فبراير الماضي، في مدينة الرقة في محاولة لشد العصبيات مادون الوطنية، من أجل التمهيد لتشكيل جبهة موحدة وتبني رؤية (مسد) لمستقبل سوريا، فكان هذا التجمع في دمشق بقيادة تجمع (مسد) وهو القوة السياسية الأكبر ولديه جناح عسكري ويقدم نفسه على أنه ممثل الشعب الكردي في سوريا (وهو بالطبع ليس كذلك، لكن السلاح يفرض نفسه)، بينما هناك العديد من القوى السياسية الكردية ربما تعبر عن تطلعات الشعب الكردي أكثر من تجمع (مسد) وجناحه العسكري، وبالتأكيد سنرى ذلك مع أول انتخابات حرة في سوريا المستقبل بعد نزع سلاح جميع الميليشيات، فيما بات مطلوب من الدولة السورية بعد حل أحزاب ما كان يعرف باسم (الجبهة الوطنية التقدمية) باستكمال الخطوة وحظر جميع الأحزاب التي تأسست تحت جناح الأسد وتحت قانون أحزابه، فهي جزء من النظام البائد وشكلت غطاء سياسيا من خلال مشاركتها في مسرحياته الهزلية (الانتخابات والحريات والديموقراطية).
President TRUMP has a lot of supporters as well as a lot of haters who hate him most. Members of both groups are pretty interested in knowing how long he will live. He will be 79 in June, and he enjoys excellent health condition. Are you interested in getting this information and a lot of other information about events in his life he will encounter during his presidency? If so, our unique and accurate FUTURE FORECAST report, which we specially prepared for him, will be your perfect source of this information about him. You can get his FUTURE FORECAST