العربي القديم- خاص:
صدمة حقيقية عبر عنها الإعلام الأسرائيلي إزاء عملية (طوفان الأقصى) حيث باغت نحو ألف مقاتل من أنصار حماس، مستوطنات “غلاف غزة” المتاخمة للقطاع، والتي يصل عددها إلى أكثر من 50 مستوطنة يقطنها نحو 60 ألف إسرائيلي، وقتلت نحو 300 منهم واختطفت عشرات الجنود والمستوطنيين، فيما تحفظت على جثث عديد منهم ونقلتها إلى داخل القطاع في عملية برية وبحرية وجوية صنفت الأولى من نوعها في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
التلفزيون الإسرائيلي: حالات حرجة وصعبة!
هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أفادت أن حصيلة الهجمات التي نفذتها حركة “حماس” وفصائل فلسطينية في جنوب البلاد، قد ارتفعت إلى 300 قتيل و1590 جريحا فيما قالت القناة “12” الإسرائيلية إن سكان مستوطنة “أشكول” أفادوا بتسلل مسلحين فلسطينيين مجدداً إلى المستوطنة، لافتة إلى أن “قوات الجيش الإسرائيلي في طريقها إلى هناك”. وأجملت في وقت سابق عدد الجرحى الذين يعيشون حالات خطرة، وأن من بين الجرحى (285) في حالة من صعبة إلى حرجة.
معاريف: فشل استخباراتي كبير
وانعكست أصداء الصدمة على صفحات وسائل الإعلام الإسرلاائيلية، وخصوصا إزاء عامل المفاجأة الذي طبع العملية، حيث قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية: “على الرغم من المؤشرات الأولية، فقد فوجئت مؤسسة الدفاع بهجوم حماس” وأضافت الصحيفة “يبدو أنه تم رصد بعض علامات الحركة في القطاع خلال نهاية الأسبوع. في غضون ذلك، جرت مشاورات في الجهاز الأمني بشأن العمليات في القطاع في اليوم الأخير.. لكن التفاصيل لم تلفت انتباه النظام الأمني ولم تتصل بصورة أوسع وأكثر إثارة للقلق، ومن هنا يبدو أنها لم تغير استعدادات النظام بشكل كبير”.
اعتبرت الصحيفة ما جرى بأنه “فشل استخباراتي كبير”، وقالت “ما جرى أكثر من مجرد انهيار استخباراتي”. وتابعت قائلة: “شنت حماس هجوما مفاجئا على إسرائيل، عندما تسلل المسلحون من قطاع غزة إلى بلدات الغلاف، واستخدموا إطلاق الصواريخ لتشتيت النظام الأمني في البلاد. وحتى الآن، قُتل ما لا يقل عن 22 شخصًا في الهجوم المفاجئ، بينما تحتجز حماس رهائن إسرائيليين”.
يديعوت أحرونوت: صدمة ستطارد الإسرائيليين لفترة طويلة
صحيفة “يديعوت أحرونوت” وصفت على موقعها الإلكتروني ما جرى بأنه “هجوم حماس المباغت”.معتبرة أنه “فشل للحكومة”، وأردفت تصف ما جرى بالكابوس فقالت: “الازدراء طويل الأمد للمنظمات الإرهابية الوهمية، تحول هذا الصباح إلى كابوس يصعب الهروب منه وصدمة ستطارد الإسرائيليين لفترة طويلة”. واستذكرت الصحيفة أن الهجوم تم تنفيذه بعد 50 عاما من حرب أكتوبر 1973 التي انطلقت عملياتها يوم السبت أيضا، في عيد الغفران. وقالت “لقد فوجئ العالم هذا الصباح بالهجوم المفاجئ المزدوج الذي شنته حماس على إسرائيل، والذي شمل إطلاق الصواريخ وتسلل المسلحين”، ووصفت الحدث بأنه “فشل استخباراتي كبير”.
تايمز أوف إسرائيل: أُخذنا على حين غرة مرة أخرى!
الكاتب في موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري الإسرائيلي دافيد هورفيتز وصف المشهد المرعب على النحو التالي: “استيقظ جزء كبير من سكان إسرائيل صباح يوم السبت على مشاهد وأصوات هجمات صاروخية لا يمكن تصورها، واستيقظت أجزاء من جنوب إسرائيل على إطلاق نار، مع ما صاحبها من أخبار لا يمكن تصورها عن تسلل عشرات المسلحين من غزة”. وأضاف هورفيتيز أنه: “بعد مرور 50 عاما على حرب يوم الغفران، تعرضت إسرائيل لهجوم مفاجئ، ليس من قبل الجيوش العربية، ولكن من قبل جماعة حماس. ومع استهداف المدنيين الإسرائيليين على نطاق واسع وبشكل مباشر”.
وتابع “حتى عندما بدأ الزعماء السياسيون في إسرائيل في الاجتماع في مشاورات طارئة، مع استمرار الكشف عن المدى الكامل للتسلل وعواقبه، نقلت وسائل الإعلام العبرية عن مسؤولين (لم تذكر أسماءهم) ينتقدون المستويات السياسية والعسكرية لحقيقة أن إسرائيل، المنشغلة بالجدل الداخلي، قد أُخذت على حين غرة مرة أخرى”.
جيروزاليم بوست: 750 في عداد المفقودين
صحيفة “جيروزاليم بوست” قالت إنه “وفقاً لتقرير غير رسمي، فإن هناك 750 إسرائيلياً في عداد المفقودين”، دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل، فيما أعلنت السلطات الإسرائيلية بدء إجلاء سكان منطقة غلاف غزة، التي كانت مركزاً لهجوم الفصائل الفلسطينية، والتي يقطنها نحو 60 ألف إسرائيلي.
محلل عسكري: فترة طويلة وصعبة ومحطمة للأعصاب!
وفي مقال نشره في صحيفة “معاريف” اعتبر المحلل العسكري آفي بنياهو أن “إسرائيل في خضم حرب صعبة بخصائص لم تكن تعرفها من قبل ومفاجأة كاملة مع عدد غير قليل من القتلى والجرحى والأسرى والمختطفين”.وقال “الفشل كبير، والفشل الاستخباراتي خطير، والتحدي الآن أكبر”.
وأشار بنياهو إلى ان العملية أسقطت الجدار الذي بنته إسرائيل بالميارات “تبين أن مفهوم المصلحة الاقتصادية المتزايدة في اعتبارات حماس كان خاطئا، وانهار الجدار الذي بنته إسرائيل بمليارات الشيكلات. منذ ساعات وأنا أجلس أمام الشاشة، أطحن أسناني وأفرك عينيّ في دهشة، لأنه لم يكن هناك شيء كهذا في تاريخ إسرائيل”.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أنه “يمكننا أن نتوقع فترة طويلة وصعبة ومحطمة للأعصاب مع صور قاسية ومع المختطفين – الجنود والمدنيين – داخل غزة”.
السيوف الحديدية مقابل طوفان الأقصى؟
وكانت “كتائب القسام” الجناح المسلح لحركة “حماس”، قد أعلنت فجر أمس السبت، بدء عملية عسكرية باسم “طوفان الأقصى” من غزة “بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية، ليرد الجيش الإسرائيلي بالإعلان عن إطلاق عملية “السيوف الحديدية” ضد “حماس” في قطاع غزة. وقال في بيان إن طائراته “بدأت بشن غارات في مناطق عدة بالقطاع على أهداف تابعة لـ(حماس)”.