ماذا لو تنحى بشار؟!
عبد الرزاق الحسين – العربي القديم
في لقاء على قناة (الجزيرة) في بدايات اندلاع الثورة السورية، وأظن المقدم كان عثمان آي فرح، سأل المقدم الشيخ سارية الرفاعي سؤالاً عن الحالة السورية فقال الشيخ: “لو تنحى الرئيس بشار الأسد مؤقتا لأصبح أعظم زعيم عربي وأعيد انتخابه”.
في هذه الرؤية الساذجة تصنع المنطقة وفق أدوات تزال وحال يصنع وتأريض لسناريوهات قادمة.
ماذا لو تعاون اليوم مع العناصر الفاعلة في التغيير العلني والمادي للخريطة العامة وعلى الدقة في الانتشار المليشياوي الشيعي المتنوع واذرعة إيران. يبدو الضربات المنتقاة في عناية تكتيكيا واستراتجيا تعمل على الأرض بقوة.
صمت روسي. انسحاب قادات روحية شيعية من الساحة. تلميحات مقتدى الصدر وقادة مليشيات أخرى عراقية. ارتفاع وتيرة وشدة خطاب الدولة العراقية في طلب إنهاء المليشيات على لسان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني . تحرك النظام في إنهاء المظاهر لحزب لله وإغلاق مكاتب إيرانية في مدن سورية، رغم عمل موازي في مساندة الهاربين ومحاولة توطينهم. وهنا (لا يخرج الفعل عن المساعدة في إفراغ الجنوب اللبناني ويكون خدمة لإسرائيل في إعادة توطين آمنة لمواطنيها في الشمال الفلسطيني) وهو هدف اساسي أعلنت عنه في حربها.
إن رسائل رئيس المجلس الإسلامي العربي الشيخ الحسيني عبر الإعلام لا تخرج مطلقا عن فتح باب عودة (نظيفة إنسانية ومصالحة بين النظام والشعب) بتقديم أفعال و إجراءات ضد التواجد الإيراني في المنطقة . لكن إلى أين والى اي حد وخط عرض على الخارطة السورية ؟؟ .
هل يدفع إلى طائف جديد بصورة توافقية سورية، لكن بغياب علني للقوى الشيعية في سوريا، وتحولها إلى قوى وأحزاب سياسية؟
سوريا في الأصل لا يوجد فيها نسبة مهمة من الشيعة، فالشيعة هم الاقل نسبة وتعدادا فيها. لكن ماذا لو تم لاحقا ضم من اعطي الجنسية السورية حديثا، او أضيف لهم من هاجر من لبنان ؟؟ فقد ترقى النسبة إلى رقم معتبر، وفق هذا التغيير الديموغرافي.
الضربات الإسرائيلية تدمر سوريا لكنها قد تقوي النظام في اتخاذ إجراءات لم يكن له القوة في اتخاذها سابقا . وبالتالي يتوجه له بأن يكون شريك فاعل فيما سيتم لاحقا.
استراتجيا المنطقة كما قامت (على ملفات المنجمة ليلى عبد اللطيف والمنجم حايك) فإنها اليوم تقوم على القوة الضاربة الإسرائيلية، وتيكتوكات الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، وإشارات المعمم الشيخ الحسيني الصريحة.
أرى أن الدور العربي القادم هو سعودي بامتياز. فقد سبقت السعودية في وضع قدم دبلوماسي مهم في سوريا. هذا الدور يتبلور فجأة في محوريين:
استجابة النظام وظهور مفاجئ لجامعة الدول العربية في مبادرة جديدة فيها اللين والحزم معا لكن لن تكون سهلة.
المرحلة القادمة قائمة على إنهاء ملفات وصنع توجه، وأدوار وظيفية جديدة في شرق أوسط يزداد تعاسة وتفسخا.