مهندس تلفزيوني خبير يفنّد تصريحات وزارة الإعلام حول إطلاق التلفزيون السوري
السؤال الذي سيتبادر لكل طفل سوري لا يتجاوز عمره 10 سنوات: كيف كانت العصابة الأسدية تبث قنواتها؟!

العربي القديم – متابعات
رد المهندس السوري عبد الرحمن ريا، مؤسس قسم الجرافيك في التلفزيون السوري في تسعينيات القرن العشرين، والسجين السياسي السابق في عهد نظام بشار الأسد، رد على تصريحات مدير مكتب العلاقات في وزارة الإعلام علي الرفاعي، واصفا البيان الذي حمل توقيعه بأنه “أفشل من الذين تولوا المهمة الفاشلة”
ماذا قالت وزارة الإعلام؟
وكان السيد علي الرفاعي قد أصدر بياناً صرح فيه بأنّ:
– تأخر انطلاق القنوات التلفزيونية الرسمية في سوريا بعد تحرير البلاد من النظام البائد يعود إلى تحديات تقنية وسياسية كبيرة، على رأسها العقوبات المفروضة على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والتي تمنع البث عبر الأقمار الصناعية مثل “نايل سات”، رغم المحاولات المستمرة لتجاوز هذه العقبات.
– تعاني المؤسسات الإعلامية من تهالك المعدات، واعتماد نظام تشغيل قديم، إضافة إلى تراجع الكوادر البشرية نتيجة سنوات من الفساد والمحسوبيات.
– انطلاق قناة تلفزيونية حديثة يحتاج على الأقل عاماً من التحضيرات حتى في ظروف طبيعية فكيف في بيئة إعلامية دمرها النظام السابق.
– “الإخبارية السورية” تبث بشكل يومي تحت الهواء منذ بداية شهر آذار الجاري وهي مستعدة للبث الرسمي فور حل مشكلة التردد على النايل سات ورفع الحظر التقني عنها.
– القناة باتت جاهزة للانطلاق الرسمي، بعد أن تم تجهيز استوديوهات حديثة، وتدريب مذيعين محترفين، ووضع سياسة تحريرية جديدة تعبر عن تطلعات السوريين.
عبد الرحمن ريا: تبرير أسوأ من الفشل
وتحت عنوان “التلفزيون السوري بتقنية HD” كتب المهندس الخبير عبدالرحمن ريا منشورا على صفحته قال فيه:
“أخيراً وبعد انتظار أكثر من مائة يوم، اصدرت وزارة الاعلام بياناً يبرر فشلها في اطلاق قناة تلفزيونية. والسبب “تحديات تقنية وسياسية كبيرة!”
لا أدري لماذا اشعر أنّ الذي صاغ البيان أفشل من الذين تولوا المهمة الفاشلة. فعن أي تحديات يتكلمون…
من الناحية التقنية، إن كان الهدف هو تقنية HD فهناك طريقتين بسيطتين:
أولاهما: وضع محول: HD Converter upscale (سعره اقل من 500 دولار). مع تغيير عرض الباقة المُستأجرة (ذلك يتم عبر مراسلات روتينية)
ثانيهما: رفع سوية الإشارة بشكل حقيقي، بتركيب منظومة تصوير ومزج وإنتاج HD. وذلك يحتاج الى شركة system integration تنجز الدراسة بما لا يزيد عن شهر لاستديو على الأقل، ثم توريد التجهيزات وتركيبها بما لا يزيد عن شهر آخر. لا أعرف أين التحدي هنا! هل هو العقوبات مثلاً؟! اذاً فكيف كان النظام البائد يحصل على تجهيزاته من شركات كـ Harris الأمريكية التي تصنع المعدات العسكرية، في عز العقوبات!!!
أما الحديث عن كادر سيء ودورات وتأهيل، سنفترض أن الكادر الموجود لم يكن مؤهلاً (وهو افتراض يحتاج لتدقيق) فلمَ لم تتم الاستعانة بالخبرات السورية الموزعة في طول الوطن العربي (على الأقل) وعرضه!
أما بالنسبة للعقوبات، – بافتراض صحة هذه الحجة – فالسؤال الذي سيتبادر لكل طفل سوري لا يتجاوز عمره 10 سنوات: كيف كانت العصابة الأسدية تبث قنواتها، والعقوبات مفروضة عليها أصلاً!!! وبافتراض أن العقوبات جديدة (افتراض غير صحيح) أين حلولكم البديلة للبث بوسائط وطرق بديلة!!!”
وختم المهندس عبد الرحمن ريا منشوره بالقول:
” الفشل سيء، لكن الأسوأ هو تبرير الوزارة، الذي يذكرني بعقلية نظام ثار عليه السوريون ودفعوا دمائهم لكنسه”.