فنون وآداب

(الرواية الحديثة دليل الكاتب ورفيق القارئ) لحسام عتال: دليل القارئ الفضولي الشغوف!

كل التنظيرات الأدبية في تاريخ الأدب تقوم على التجارب الإبداعية أولاً وليس على القواعد الجاهزة

العربي القديم – خاص: 

(الرواية الحديثة: دليل الكاتب ورفيق القارئ) باكورة إصدارات الطبيب السوري حسام عتال، صدرت حديثاً عن دار موزاييك للدراسات والنشر باسطنبول.

عرفنا الدكتور حسام عتال، كاتباً للمقال الأسبوعي في (العربي القديم) لا تخلو مقالاته ذات الأفكار الجاذبة الخلاقة، ومن بنية قصصية في كثير من الأحيان، ويقال إنه كتب بعض القصص القصيرة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يُقدم فيها كاتب ما على التنظير لجنس أدبي ليس له فيه أي مساهمة إبداعية، وهذه حالة غريبة فعلاً لأن كل التنظيرات الأدبية في تاريخ الأدب تقوم على التجارب الإبداعية أولاً وليس على القواعد الجاهزة، بمعنى أن المبدع يكتب عملا ما، ينجح ويقلده كتاب آخرون فيأتي النقاد لينظرّوا للجنس الإبداعي ويكتشفون قواعده، فيقولون إن القصة الروسية خرجت من معطف غوغول، وأن الواقعية في الرواية الفرنسية خرجت من (الملهاة الإنسانية)  لبلزاك…إلخ. ذلك أن هذه إما مهمة النقاد المتفرغين، أو الأكاديميين المشغولين باكتشاف طرائق الكتابات الإبداعية وتحولاتها… أو الكتاب أنفسهم، أما أن يأتي طبيب ليس هو بكاتب ولا بناقد فهذه تحتاج للبحث عن صفة أخرى له لتوصيف هذا الجهد الذي قدمه.

وقد اختار مقدم الكتاب د.أحمد جاسم الحسين أن يمنحه صفة القارئ فعنون مقدمته بـ  “كتابٌ يكتبه قارئ” ومما جاء فيها:

“يقدم هذا الكتاب تجربة قارئ، اعتاد أن يقمِّش ملاحظاته فترة طويلة، على الورق أو في رأسه، إلى أن صاغها في هذا الصفحات، لذلك فإنَّ مؤلفه، بمعنى ما، محرر للمقولات ومنسق لها، وجامع للأفكار ومشذِّب لها. ولا مشكلة عند الكاتب ذاته أن يكون دوره هكذا. كذلك لا تثريب عليه في أن يتقاطع مع أفكار الآخرين أو يختلف عنهم، فيخطَّ طريقته الخاصة في مفاهيم الرواية ومكوناتها وفصولها وكيفية بنائها وكتابتها.”

وكنت أتمنى لو دعم الحسين مقدمته بالإطلالة على نظرية رولان بارت في كتابه (لذة النص) حول مفهوم النص ومفهوم الكتابة ومفهوم القارئ، التي تفترض أن النص مقدِّمة يبدأ من خلالها الكاتب حواراً مع القارئ، فهي توصف علاقة د. عتال بموضوع كتابه ومساره بشكل أعمق مما يبدو لنا في الظاهر.

يقع الكتاب في (131) صفحة ويتوزع على ثمانية فصول قصيرة حافلة بالعناوين الفرعية، إلى جانب المقدمة، والمدخل: (لماذا هذا الكتاب). الفصل الأول تناول عناصر الرواية الأساسية، الفصل الثاني (هيكل الرواية)، الفصل الثالث (محركات الرواية)، الفصل الرابع (التحرير- خطوط عامة)، الفصل الخامس (التحرير البنيوي)، الفصل السادس (تحرير المقاطع والجمل)، الفصل السابع (التحرير اللغوي)، الفصل الثامن (الصفحة الأولى والأخيرة).  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى