ابنة الديكتاتور فنانة تشكيلية: عائشة معمر القذافي تلجأ إلى الفن بعد أن صار "صوتها محرماً"
العربي القديم – خاص:
عاد اسم عائشة القذافي إلى التداول مؤخراً، ليس من خلال تصريحات سياسية هذه المرة، إنما من خلال معرض تشكيلي تم افتتاحه خلال شهر أيار/ مايو الجاري، في العاصمة العمانية مسقط.
وكانت عائشة قد انتقلت بعد سقوط نظام أبيها الديكتاتور معمر القذافي في عام 2011 إلى العيش في الجزائر، لكن تصريحاً لها بخصوص الوضع في بلادها أثار السلطات الجزائرية التي طالبتها بضرورة عدم الإدلاء بأي تصريح علني… وقد ترددت أخبار عن مغادرتها الجزائر وانتقالها للعيش في عُمان منذ سنوات قبل أن تظهر أخيرا وهي تقيم معرضا للوحاتها.
المعرض حمل عنوان “نبض الريشة” وقد استضافه رواق عالية للفنون بسلطنة عمان، في الفترة الممتدة بين 7 و12 مايو الجاري. ووصف حسن اللواتي مدير “رواق عالية” عائشة القذافي بأنها: “اسم كبير في الفن” رغم أنها جديدة على هذا العالم، وأضاف أن المعرض “يمثل فرصة لعشاق الفن للاطلاع على مفهوم جديد للفن التعبيري ومتعة للأبصار”.
وقالت عائشة القذافي في تصريحات مصورة على هامش معرضها الفني: “أعمالي الفنية لا تحمل عنوانا ولا وصفا تاركة للمتلقي تفسيرها بطريقته الخاصة ربما يجد بين خطوط ريشة نبضي ما يلامس نبضه”. وعلقت “معرضي الفني الأول وخطوتي الأولى في عالم تمردت فيه حروفي مع ألواني فاجتمع الغسق والشفق، فكان عملا فنّيا أرجو أن ينال إعجابكم”.
وتبلغ عائشة القذافي الحاصلة على الدكتوراه في القانون تبلغ من العمر (47) عاماً، وقد عملت سفيرة للأمم المتحدة قبل إقالتها إثر سقوط نظام حكم والدها العقيد، الذي جاء إلى الحكم في انقلاب عسكري وحكم ليبيا بالحديد والنار طيلة أكثر من أربعة عقود.
لوحات عائشة القذافي تنوعت مواضيعها ما بين الذاكرة التي تسترجع الكثير من تفاصيل وذكريات العيش وطنها ليبيا وبين هويتها ورحلتها الإنسانية بعدما أعلنت العام الماضي عن توجهها للفن التشكيلي ليكون صوتها وصوت ذاكرتها حيث كتبت في إحدى تدويناتها “صادفني فن الرسم وكانت صدفة أجمل من ألف ميعاد.. جاء في الوقت الذي أصبح فيه صوتي جريمة والصمت لا يطاق”… في إشارة إلى رفض تصريحاتها السياسية، ورفض قسم من الليبيين أي دور سياسي لها… وأضافت في تدوينتها أن ”خدوش الذاكرة لا تحتملها ذاكرة واحدة“، مبدية إعجابها بقول بيكاسو ”الرسم طريقة أخرى لكتابة المذكرات، وهنا تعلمت كيف استخدم ريشتي وألواني”.
يذكر أن ثلاثة من أبناء معمر القذافي، هم المعتصم بالله، وسيف العرب، وخميس، قتلوا خلال الثورة الليبية التي أطاحت بحكم أبيهم الديكتاتور وما بعدها… فيما توزع آخرون على المنافي والسجون، ومنهم هانيبال القذافي الذي تحتجزه السلطات اللبنانية منذ كانون الأول / ديسمبر عام 2015 بزعم صلته باختفاء الإمام الشيعي اللبناني موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا في أغسطس/ آب 1978. حيث وجهت له السلطات اللبنانية تهمة “حجب معلومات والتدخل لاحقا في جريمة الاختطاف المستمر” للإمام الصدر، رغم أن عمر هانيبال القذافي في 1978 كان وقتها عامين فقط… ولم يشغل أي منصب رسمي رفيع كشخص راشد. ما دعا منظمة “هيومن رايتس ووتش” المطالبة بالإفراج عنه، ووصف التهمة التي وجهتها له حركة أمل وحزب الله الممثلتان للسلطات اللبنانية بالتهمة الملفقة. أما عائشة فقد رفع مجلس الأمن الدولي قيود السفر عنها وعن شقيقها الأكبر محمد عام 2021 لأسباب إنسانية بشرط أن “يقدم الأشخاص المحددون معلومات عنهم قبل الرحلة بشهر وفي غضون شهر بعد الرحلة”.