عيد السوريين في فرنسا: تهاني بطعم النصر.. وتشبث بالجذور وصناعة الفرح
كل عيد كان يمر من سنوات الجمر السورية كانت تنقصه الفرحة، هذه السنة سنحتفل مثلما يجب أن نحتفل

أحمد صلال -العربي القديم | باريس
6 ملايين مسلم ومسلمة يعملون ويعيشون في فرنسا التي يبلغ تعدادها السكاني 67 مليون نسمة أي ما يقارب 10 في المائة من سكان فرنسا اليوم هم مسلمون-حسب احصائيات وزارة الداخلية الفرنسية-، ويبلغ تعداد الجالية السورية في فرنسا اليوم 44 ألف نسمة، وهم يستعدون في الوقت القصير الباقي من شهر رمضان للاحتفال بعيد الفطر المبارك، فالجالية السورية المسلمة في فرنسا ليست الأكبر في أوروبا ولكنها تعتبر بالديانة شريكة لديانة تعتبر الديانة الثانية في فرنسا.
هلال العيد
جمعة الحسين إمام مسجد سوري يتحدث لـ (العربي القديم) قائلاً: “وكما يقع في كل الدول الإسلامية، فإنه في فرنسا يتم رصد هلال العيد”، وأضاف حسين” وينتظر المسلمون في فرنسا صدور بيان من المسجد الكبير في باريس” وينهي حديثه” وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات التلفزيونية يظهر عميد مسجد باريس معلناً انتهاء شهر رمضان وبدء عيد الفطر”،
العيد عيدين
“يحرص المسلمون السوريون في فرنسا على تهنئة بعضهم البعض، كما تتجاوز التهنئة المسلمين لتشمل الأصدقاء والجيران من الديانات المختلفة” كذا يحبذ أن يبدأ حديثه الدكتور محمد المحمد رئيس البيت السوري في فرنسا”ويكمل قائلاً: “هذه السنة العيد عيدين مثلما يقال، كل عيد كان يمر من سنوات الجمر السورية عيد كانت تنقصه الفرحة، هذه السنة سنحتفل مثلما يجب أن نحتفل” ويضيف المحمد “المسؤولون الفرنسيون قام بتهنئة المسلمين السوريين كما فعلت كل وسائل الإعلام الفرنسية على غرار الفيغارو واللوموند تقارير عن طقوس وعادات المسلمين السوريين في فرنسا” وينهي المحمد حديثه قائلاً: “خصصت المجلات والقنوات التلفزيونية والإذاعات، حيزاً للحديث عن عادات وتقاليد الرمضان السوري والتعريف به”.
الهوية السورية
“إن العدد الأكبر من المسلمين السوريين من اللاجئين من محافظات مختلفة، حسب جريدة لوموند” بهذه الكلمات تختار الدكتورة آلاء الحفار أستاذة جامعية متخصصة في علم النفس، و تكمل حديثها لمجلة(العربي القديم)،”السوريون طوال شهور السنة ما عدا رمضان يندمجون في العمل والحياة العامة، ولكن في شهر رمضان والأعياد الإسلامية تجمعهم فرحة العيد لإبراز هويتهم العربية الإسلامية، وتنمو لديهم مشاعر الحنين المتدفقة” وتستطرد الحفار” فيسعون للاحتفال بالعيد كما يفعل الآباء والأجداد في وطننا الأم” وتضيف: “لذلك يحرصون السوريون على التزاور لاستعادة فرحة العيد في الوطن الأم وللتعويض عن بعد الأهل والوطن “وتنهي الحفار حديثها” تمسك السوريين بعاداتهم وتقاليدهم تعبير عن تشبثهم بجذورهم ووفاء لأصالتهم”.
المحبة والإخاء
يتحدث محمد حسن عامل في محل متخصص في المنتوجات السورية عن المحبة والإخاء بين السوريون، ويكمل حديثه لـ(العربي القديم) قائلاً: “صباح يوم العيد يتجه عدد كبير من المسلمين السوريين المقيمين في باريس وضواحيها، كبار وأطفال ونساء، إلى المسجد الكبير في باريس وبقية المساجد والمصليات لتأدية صلاة العيد” وينهي حديثه إلينا بالقول: “بعد الصلاة يجتمعون حول موائد تمتلئ بالحلويات و المشروبات التي أتى بها المصلون في مشهد عائلي مفعم بالمحبة والإخاء و يحرصون على تبادل الحلويات التقليدية المعروفة لديهم و التي تتولى بعض النساء اعدادها بأنفسهم في البيت أو يتم شراؤها من محلات كثيرة متخصصة في إعدادها”.
لا إجازة في العيد
ورغم ان فرنسا لا تمنح المسلمين أياما ولا حتى يوما واحد إجازة، لأن الأعياد الإسلامية ليست مدرجة ضمن قائمة أيام الإجازات الرسمية في فرنسا، لكن المدارس مثلا تغض الطرف عن غيابات التلاميذ المسلمين يوم العيد.. وتعتبر ذلك نوعاً من التفهم والتفاهم الاجتماعي .
إقبال كبير على المنتوجات السورية
“يمتاز عيد الفطر بالإقبال الكبير من السوريين على المحلات التي تبيع المنتوجات السورية في بعض الأحياء على غرار حي برباس الشهير، حيث تتناثر العديد من المحلات السورية التي بدأت مع رحلة لجوء السوريين الجماعية إلى فرنسا إبان الثورة، لتنافس المحلات اللبنانية والتركية” الحديث السابق لأبو روان من إدلب صاحب متجر سوري، ويتابع “أما حي بلفيل الشهير فيشهد إقبالاً من السوريين على الحلويات من قبيل البقلاوة والكنافة وحلاوة الجبن” وينهي حديثه” كما أن هناك إقبال على جزاري اللحم الحلال والتي توسعت بشكل كبير وفي كامل فرنسا”.